شارك المقال
  • تم النسخ

جبهة البوليساريو تواصل “عربدتها” ضدّ المنتظم الدولي.. وتهدّد الأمم المتحدة

هاجمت جبهة البوليساريو الانفصالية، الأمم المتحدة، بعد أن وصفت الأخيرة، الوضع في منطقة الصحراء المغربية والحزام الأمني بالهادئ، وهو ما أغضب جماعة الرابوني التي تحاول منذ الـ 13 من شهر نوفمبر الماضي، أن توهم الرأي العام الدولي، أن هناك حرباً كبيرة بينها وبين الجيش المغربي، عبر مجموعة من البيانات العسكرية التي تجاوزت المائة.

وقالت البوليساريو في بيانها إن ما أدلى به المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، وصف الوضع في الصحراء بطريقة غامضة ومتناقضة، وهو ما يظهر “من جديد محاولة البعثة إعطاء الانطباع بأن حالة الهدوء العام لا تزال سائدة في الصحراء”، مستنكرةً هذه الطريقة الاختزالية في وصف الوضع الحالي، ومعتبرةً أنه يعكس خطاب المغرب، ويعد موقفاً غير مسؤول، ويلحق “المزيد من الضرر بمصداقية البعثة”.

وزعمت الجبهة ألا أحد يستطيع “أن ينكر حقيقة أن الصحراء الغربية تعيش حاليا في حالة حرب مفتوحة”، بسبب ما أسماه خرق المغرب لوقف إطلاق النار، ما أدى “إلى إشعال حرب جديدة قد تفضي إلى عواقب وخيمة على السلم والأمن والاستقرار في المنطقة ككل”، حسب مراسلة جماعة الرابوني إلى الأمم المتحدة.

وحاولت إقناع الـUN، بأن الوضع في الصحراء خطير، ويستدعي تدخلها، بالقول إن ترك الأمور على حالها، هو “وصفة عاقبتها الكارثة”، نظرا لحالة الحرب التي تشهدها بعد ما سمته بخرق المغرب لوقف إطلاق النار، مشددةً على أنه “من الضروري أن تستوعبا خطورة الوضع وأن تفعلا شيئا حيال ذلك لأن الخطر لا يحدق فقط بمصداقية الأمم المتحدة وحدها، بل أيضا بالسلم والاستقرار والأمن في المنطقة”، حسبها.

وعن الموضع، قال منتدى فورستاين، في تدوينة على صحفته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن وصف الأمم المتحدة الوضع بالمنطقة بالهادئ، يثير غضب قيادة البوليساريو ويخرجها عن الصواب، مضيفاً أن “حالة القيادة تستدعي من الأمين العام إيفاد بعثة تضم معالجين نفسانيين بدل مراقبين عسكريين”، على حد قول المصدر.

وتابع المنتدى، في التدوينة نفسها، أن المتحدث باسم جبهة البوليساريو في أمريكا، والذي تسميه بممثلها لدى الأمم المتحدة، وجه “رسالة لوم وعتاب وتهديد، وكيل للاتهام للبعثة الأممية بالصحراء، عقب التصريحات المتكررة للمتحدث باسم الأمين العام بالأمم المتحدة، وإحاطته بمناسبات متفرقة بشأن الوضع بالصحراء”.

وأردف المصدر أن البعثة الأممية “قالت إنها رصدت الوضع، وخلصت إلى أن الانطباع العام يوحي بأن الوضع هادئ بالصحراء، وهو ما استفز قيادة البوليساريو، ووصفت الأأمم المتحدة على لسان ممثلها بأنها تعكس خطاب المغرب، وبأن موقفها مما يحدث غير مسؤول وغير مفيد، وأن تصريحات المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بخصوص رصد البعثة الأممية بالمنطقة، لما يحدث تضر بمصداقية البعثة”.

واسترسل فورستاين، أن الجبهة اتهمت البعثة الأممية “بتضليل الأمانة العامة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي بشأن الوضع في الصحراء، وبأنها تتلاعب بالألفاظ حين تتحدث عن وضع هادئ بالمنطقة”، مسترسلةً بأن بيان الجبهة، أظهرها بصورة المتناقضة مع نفسها، “حين وصفت وجود البعثة الأممية بالمنطقة، أنه يدخل في إطار تنوير الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الإمن، وإبقائها على علم بالتطورات الميدانية”.

ولكن، يضيف المصدر، “في نفس الوقت، رفضت ما ترفعه البعثة من تقارير، وغضبت من الحديث عن الوضع الهادئ، فإما أن تقول البعثة الأممية ما يتناسب مع دعاية البوليساريو، أو ستتعرض للانتقادات”، مسترسلةً أن “قيادة البوليساريو بعد أن كررت في بيانها أسطوانتها المملة بأنها عضو بالاتحاد الإفريقي، وباحتفالها الباهت بالذكرى 45 للتأسيس، حاولت أن تعطي الدروس للأمم المتحدة، ولبعثتها بالمنطقة”.

وأوضح المنتدى أن البوليساريو حذرت أيضا، وبنبرة تهديدية، أن “ترك الأمور على حالها المعهود”، ستكون عقوبته وخيمة، قبل أن يخلص المنتدى إلى أن البوليساريو ترغب في أن تقول البعثة الأممية ما يحلو لقيادتها، ولو كان مضللا وبعيداً عن الواقع، وإلا فإن القيادة ستتهمها بعدم الحياد، وتتوعدها، وتصفها بشتى الأوصاف القدحية، إلى أن تعود إلى رشدها وتقول إن الوضع في المنطقة غير هادئ.

واختتم المنتدى: “نحن نقول للأمم المتحدة، راعوا ظروف قيادة البوليساريو، والتفتوا إلى المسكينة، مشيرةً إلى أنه حبذا ولو تبعثوا لها بشكل مستعجل معالجين نفسانيين، بدل مراقبين تقنيين وعسكريين، فالوضع فعلا ليس بذلك الهدوء الذي تتحدثون عنه، لأن القيادة جنت وجن جنونها، وما عادت تعي ما تقول، ولا ما تنشر”.

وتفاعل بدوره، الصحافي الجزائري وليد كبير، مع هذا الأمر بالقول: “جبهة البوليساريو تصدر بياناً وجهت فيه لوماً وعتاباً للأمم المتحدة، بعد أن قال المتحدث باسمها إن الوضع لم يطرأ عليه تغير !”، مردفاً في تغريدة على حسابه بـ”تويتر”: “إنها تبحث عن اعتراف أممي بوجود حرب وتريد من بعثة مراقبة وقف إطلاق النار أن تتحول إلى بعثة مراقبة إطلاق نارٍ لا وجود له على أرض الواقع !”، مختتماً: “لقد جن جنونها”.

يشار إلى أن جبهة البوليساريو تحاول منذ أزيد من ثلاثة أشهر، إقناع المجتمع الدولي بأن منطقة الصحراء المغربية والحزام الأمني، يعرفان حربا ضروسيا بينها وبين القوات المسلحة الملكية، عبر نشر عشرات البيانات العسكرية التي تدعي فيها قصف عدد من المواقع المغربية، في الوقت الذي تكذب فيه “المينورسو” وجود هذه الأمور.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي