مع بداية العد التنازلي لموعد عيد الأضحى، بدأت العديد من الأسر المغربية تستعد لهذه المناسبة، من خلال اتباع سياسة التقشف وتقليل المصاريف اليومية، سيما العائلات ذات الدخل المحدود والتي تعتمد في عيشها على مورد واحد.
ولا حديث للمواطن المغربي هذ الأيام إلاّ عن أسعار الأكباش و”العيد الكبير”، وما تتطلبه هذه المناسبة من مصاريف باهظة، خصوصاً مع تدني القدرة الشرائية لعدد من الأسر، بسبب التداعيات الاقتصادية المترتبة عن فيروس كورونا، ووجود مستلزمات اجتماعية أخرى، كما أن جائحة كورونا غيرت الكثير من ملامح استعدادات المغاربة لعيد الأضحى.
الحيطة والحذر في شراء الأضاحي
مع اقتراب العيد يُقبل العديد من المواطنين على شراء الأضحية، في الأسواق المخصصة لهذا الغرض، إلا أن هذه السنة عرفت تراجعا ملحوظا، بسبب تخوف عدد من الناس من الإصابة بالوباء، خاصة وأن هذه الفضاءات تشهد اكتظاظا وازدحاما كبيرين، خلال الأيام التي تسبق هذه المناسبة.
وفي هذا الصدد، أكد محمد في حديثه لـ “بناصا”، أن مناسبة عيد الأضحى المبارك تجعل الأسواق تشهد اكتظاظا منقطع النظير، مبرزا في السياق ذاته أنه رغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها السلطات، إلا أن عدداً من المواطنين لا يلتزمون بشروط السلامة الصحية، والتي من بينها عدم ارتداء الكمامة، واحترام التباعد الاجتماعي.
وأشار محمد إلى أنه يجب على السلطات التصدي للمستهترين بالإجراءات الوقائية والاحترازية، حتى لا تتطور وضعية الوباء إلى الأسوأ، خاصة في ظل ظهور بؤر جديدة للفيروس في عدة مدن كآسفي وطنجة.
التخوف من إغلاق بعض المناطق
على بُعد أيام قليلة عن عيد الأضحى، لا تزال تساؤلات المغاربة قائمة بخصوص ظروف مرور المناسبة الدينية، فأمام تواتر أخبار البؤر المهنية، يسجل العديدون تخوفهم من إمكانية إغلاق بعض المناطق، أو فرض إجراءات استثنائية خلال أيام العيد.
ويمني المغاربة النفس بقضاء أجواء “العيد الكبير” بين الأهل والأحباب، لكن الجائحة فرضت سياقات أخرى، انطلقت منذ تشديد المراقبة على التنقلات بين المدن، ثم إن العيد يشهد موجة تنقلات كبيرة، وهو ما يخلق تحديا كبيراً أمام السلطات من أجل تنظيم العملية وفق إجراءات السلامة الصحية.
تدني القدرة الشرائية
على الرغم من تدني القدرة الشرائية لدى عددٍ من الأسر المغربية، بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها جائحة كورونا، إلاّ أن أضحية العيد تظل هاجساً مقلقاً للكثير منها، في ظل ارتفاع تكاليف لوازمها خاصةً ذات الدخل المحدود، أو التي تعتمد في عيشها على مورد واحد.
وتحظى مناسبة عيد الأضحى بمكانة خاصة عند الأسر المغربية، لدلالتها الرمزية والدينية التي تحتلها في ذاكرتهم الجماعية، ولا يمكن الحديث عن “العيد الكبير” دون استحضار الكبش باعتباره محور هذه الأخيرة، والتي أصبحت مِحكاً حقيقيا لميزانية العديد من العائلات المغلوب على أمرها.
وبسبب الظرفية الاستثنائية التي يعيشها المغرب بسبب فيروس “كوفيد 19″، تحول “العيد الكبير”، من مناسبة دينية يسودها الفرح والبهجة، إلى نقمة في ظل الواقع المعيشي للعديد من الأسر التي تثقل كاهلها، بسبب عدم القدرة على الادخار لتوفير مصاريف شراء الأضحية.
تعليقات الزوار ( 0 )