Share
  • Link copied

جائحة “كورونا” تفقد الموانئ المغربية حيويتها في فصل الصيف

أسفر تفشي فيروس كورونا في المغرب منذ شهر مارس الماضي، عن تضرر العشرات من القطاعات، بسبب الإجراءات والقيود التي فرضتها الحكومة لمواجهة الانتشار السريع لـ”كوفيد19″، الأمر الذي تسبب في خسائر مالية جسيمة، وصلت إلى ملايير الدراهم.

وفي الوقت الذي حاولت فيها مجموعة من القطاعات، العودة إلى نشاطها، بعد أن منحتها الحكومة الضوء الأخضر للعودة، فشلت أخرى في تحقيق ذلك، تظرا لأنها لم تكن ضمن المجالات التي سُمح لها باستئناف العمل، على رأسها المهن التي لها علاقة بالسياحة، مثل وكالات الأسفار، بالإضافة إلى شركات الأسفار.

وعقب هذه القيود، ظلت العديد من سفن نقل المسافرين، حبيسة في الموانئ الكبرى، لتجعل من الموانئ الصغيرة والمتوسطة، التي اعتاد على أن تتجمل بألوان المسافرين، خالية من أي شخص، ما عدا الصيادين الذين يحلون كل صباح، من أجل التوجه للصيد، لتموين الأسواق القريبة.

واعتاد الموانئ المغربية، في مقدمتها تلك الموجودة في مدن الشمال الناظور والحسيمة وطنجة، خلال فصل الصيف من السنوات الماضية، على استقبال الآلاف من المسافرين، غير أن الوضع حاليا، تغير بشكل كبير، في ظل إغلاق الحدود الدولية في وجه السياح، والسماح بعودة فئة من المواطنين، مع قيود صارمة، صعبة عليهم السفر.

وفي هذا السياق، قال محمد، واحد من سكان مدينة الحسيمة، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:”كنت أطل من شرفة البيت فأرى بين الفينة والأخرى سفينة مسافرين وقد حطت رحالها به، ولكن حاليا، لا شيء، سوى سفن من هنا وهناك للصيادين”.

وأوضح أحد الصيادين بميناء الحسيمة، في تصريح لـ”بناصا”، بأن المكان لم يستقبل أي سفينة لنقل المسافرين منذ فترة طويلة، حيث “يعرف حاليا تواجدا للصيادين فقط، الذين يقصدونه في صباح كل يوم، من أجل العمل، لقد أصبح الميناء حكرا على هذه الفئة فقط، كورونا غير أدوار الموانئ الصغيرة والمتوسطة”، التي كانت تستقبل المسافرين.

وتعرف الحسيمة في فصل الصيف، توافد بعض السفن التي تقل المسافرين من أبناء الجالية، العائدين إلى مدنهم القريبة، الأمر الذي كان وقتها، ينعش الميناء، ويمنحه حيوية كبيرة، بالإضافة إلى أن عودة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، كانت بمثابة الدفعة القوية التي كانت تمنح لاقتصاد الحسيمة في صيف كل عام.

ميناء بني انصار، المتواجد بإقليم الناظور، ظل هو الآخ خاليا من المسافرين خلال الشهور الماضية، باستثناء سفن قليلة معدودة على رؤوس أصابع اليد الواحدة، لا تغير وضع الميناء، وهو نفس الأمر الذي عاناه ميناء طنجة المتوسط، الذي يعتبر أنشط الموانئ في المملكة، حيث يشهد عبور عشرات الآلاف من المسافرين سنويا.

وظلت الموانئ التي تستقبل السلع والمنتوجات، وتصدرها، وعلى رأسها ميناء طنجة المتوسط، تعمل، غير أن تأثير فيروس كورونا، واضح، حسب الكثير من المراقبين، حيث صار الميناء مخصصا للسلع أكثر من المسافرين، بل لم تعد رحلات المسافرين تصل إلى نادرا.

يشار إلى أن جائحة فيروس كورونا، لم أضرت بالعديد من القطاعات، من بينها السياحة، التي خسرت حوالي 7.6 مليار دولار، حسب تقديرات رسمية، في ظل القيود المفروضة على السفر الدولي، وهو ما انعكس على المطارات ومعها الموانئ، التي باتت شبه خالية في الشهور الماضية.

Share
  • Link copied
المقال التالي