Share
  • Link copied

“ثورة الفلاحين” قد تتسبب في خسائر مالية كبيرة لمدريد.. سخط المزارعين في إسبانيا يهدّد المصالح الاقتصادية لبلادهم

يواصل المزارعون في أوروبا، احتجاجاتهم ضد ما يسمونه بـ”المنافسة غير العادلة” من بلدان ثالثة، حيث يركّز فلاحو فرنسا، سخطهم على منتجات إسبانيا، في حين يصب مزارعو الأخيرة جام غضبهم على البضائع المغربية.

وفي الوقت الذي قام فيه فلاحون من فرنسا، بتوقيف شاحنات تحمل بضائع إسبانية، وتخريب حمولتها، عمل مزارعو المملكة الإيبيرية، خلال الأسبوعين الأخيرين، ولأكثر من مرة، على إفساد المنتجات القادمة من المغرب.

ويرى فلاحو إسانيا، من بين أمور أخرى، أن المنتجات المغربية، التي تغري المواطنين بسبب ثمنها الرخيص مقارنة بغيرها، تؤدي إلى “منافسة غير عادلة”، وأنه من الضروري تخفيض الصادرات القادمة من المملكة.

ورغم هذا الأمر، إلا أن الأرقام، تؤكد أن الاقتصاد الإسباني، واحد من أكبر المستفيدين من البضائع المغربية وزيادة إنتاجها وتسويقها، بسبب صادراته المهمة من المواد الأولية من جهة، واستثماراته الضخمة في القطاع بالمملكة.

إسبانيا مصدر كبير للمدخلات الزراعية إلى المغرب

وكشف مهنيون مغاربة، أنهم، رغم العمالة الرخيصة، يتحملون نفقات أخرى تقلل من فوائدهم، على رأسها الزيادة في تكلفة النقل والمدخلات الزراعية المستوردة غالبا من إسبانيا.

الحسين أضرضور، رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية لإنتاج وتصدير الفواكه والخضروات، أكد لـ”EFE”، أن منتجي البلاد يعانون أيضا من ارتفاع أسعار الأسمدة والبذور في السوق الدولية.

من جانبه، أوضح عبد السلام الشرقي، رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية للفواكه الحمراء، أن المنتجين المحليين يواجهون تكاليف نقل مرتفعة، ويضطرون إلى استيراد ما يدخل في عملية الإنتاج وحماية المحاصيل.

95 في المائة من نبتات الفواكه الحمراء قادمة من إسبانيا

في سنة 2023 لوحدها، يقول الشرقي، تم استيراد 200 مليون نبتة، 95 في المائة منها تأتي من إسبانيا، إلى جانب أن البلاستيك المستعمل في البيوت البلاستيكية، ومنتجات الصحة النباتية.

وأكد التحدث نفسه، في تصريحه لـ”EFE”، أن “كل ما يدخل في سلسلة الإنتاج، يأتي بالكامل تقريبا من إسبانيا، كما أن 54 في المائة من العاملين بالقطاع، هم شركات إسبانية”.

اتهامات “المنافسة غير العادلة” “غير عادلة”

واعترض الشرقي، على انتقادات الفلاحين الأوروبيين للممارسات الزراعية في المغرب، مؤكداً أن قطاع توت على سبيل المثال، قلل من استعمال المبيدات الحشرية بنسبة 40 في المائة بين سنتي 2016 و2021.

ونبه في السياق نفسه، إلى أنه “لا وجود لأي إشعار من طرف “نظام تنبيه المجتمع RASFF” ضد هذه المنتجات، مشدداً على أن الاتهامات التي يوجهها الفلاحون في أوروبا للمغرب، بخصوص “المنافسة غير العادلة”، “غير عادلة” (أي الاتهامات)”.

وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية، في تقرير لها، أنه من بين 792 إنذارا أصدرته الدول الأوروبية ضد الفواكه والخضروات المستوردة من بلدان ثالثة، كان 14 إنذارا فقط منها، يتعلق بالمنتجات القادمة من المغرب.

المغرب أكبر مصدر للفواكه والخضر للاتحاد الأوروبي من خارج الاتحاد

وحسب بيانات الاتحاد الإسباني لجمعيات مصدري الفواكه والخضروات “Fepex”، استورد الاتحاد الأوروبي، ما قيمته 1.833 مليون يورو من الفواكه والخضروات الطازجة، من المغرب، ما بين يناير وشتنبر 2023.

وهذا الرقم، الذي نما بـ 6 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2022، يجعل المغرب المورد الرئيسي لدول الاتحاد الأوروبي، من خارج التكتل الاقتصادي للقارة العجوز، متبوعاً بجنوب إفريقيا والبيرو.

ووفق ما جاء في البيانات نفسها، فإن الاتحاد الأوروبي، اشترى خلال تلك الفترة، 1.04 مليون طن من الفواكه والخضروات من المغرب، و1.09 مليون طن من جنوب إفريقيا، و622.258 طن من البيرو.

Share
  • Link copied
المقال التالي