في تطور خطير داخل الجزائر أعلن محسن بلعباس زعيم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الجزائري المعارض أن دركيين قدما إلى مسكنه مباشرة بعد انتهاء تدخله في برنامج “في العمق” على قناة “AwraasTV” ليلة أمس الخميس، ليطلبا منه الحضور إلى مركز الدرك الوطني يوم الأحد القادم.
وعمدت السلطات الجزائرية ليلة أمس إلى استباق هذا الإستدعاء، بنشر أخبار زائفة للتمويه عن سبب الإستدعاء الذي كان مقررا يوم الجمعة وتأجل إلى يوم الأحد، حتى تتمكن السلطات من تعميم أخبار كاذبة تقول إن سبب الإستدعاء يتعلق بقضية موت مغربي داخل بيت محسن بلعباس، والخطير هو أن تعمد السلطات الجزائرية لاستعمال قضية مغربي ضد زعيم حزب معارض طالب بفتح الحدود مع المغرب.
الزعيم الحزبي المعارض بلعباس، علاوة على استدعائه من طرف الدرك، كان قد تلقى قبل يومين رسالة شديدة اللهجة من وزير الداخلية يهدد فيها هذا الأخير حزب الأرسيدي بالإغلاق.
وحاول تبون وجنرالات النظام الجزائري تمرير رواية موت مغربي عامل في بيت بلعباس لإضفاء الشرعية على توجيه استدعاء لمحسن بلعباس رئيس حزب الأرسيدي وواحد من أبرز رموز الحراك من أجل الحضور الى مركز الدرك الوطني يوم غد. الرواية التي تم بثها في النشرة الإخبارية لهذا المساء على القنوات الجزائرية وتناقلتها بعض المواقع والمنابر دون التأكد من حقيقتها ولامحاولة التعرف على الأهداف المبطنة والغير معلنة التي يسعى النظام العسكري الجزائري تحقيقها من وراء نشرها.
وفي رده السريع، لم يخف محسن بلعباس حقيقة ما جرى كما ادعت السلطات الجزائرية ومعها المواقع والمنابر وإنما فند في تدخله مساء اليوم عبر قناة “AwraasTV” بالحجج و الوقائع إدعاءات النظام، مبرزا أن الشخص الذي اقتصرت قصاصة الأنباء عمدا على تصنيفه بالأجنبي لحاجة في نفس يعقوب، إنما هو عامل مغربي توفي في حادث عرضي بورشة عمل في ملكيته، وتم تناول حيثيات هاته الوفاة وملابساتها من طرف القضاء في وقتها وتمت تصفيتها بصفة نهائية، وأكد الزعيم المعارض بلعباس في السياق نفسه أن النظام لم يجد من وسيلة لثنيه على نضاله سوى اللجوء الى تلفيق التهم المفبركة له و للمناضلين من أمثاله. ومباشرة بعد هذه التوضيحات العلنية جاء طلب الدرك القاضي بإرجاء الحضور الى الأحد عوض غد الجمعة.
والمثير اليوم في هذه القضية، هو حجم الحقد الذي باتت تحمله السلطات الجزائرية للمغاربة باستعمال قضايا قديمة غامضة في الصراع مع المعارضة، فمتى كانت السلطات الجزائرية تهتم لحال المغاربة الموجودين فوق الأراضي الجزائرية؟ فمن بومدين إلى عبدالمجيد تبون يوجد تاريخ جزائري طويل من الجرائم ضد المدنيين المغاربة، حيث يتذكر الجزائريون جيران وأصدقاء المغاربة كيف رمى بومدين وعسكر الجزائر 350 ألف مغربي وذوي أصول مغربية مقيم في الجزائر ورميهم على الحدود رجالا ونساء وأطفالا، ولازالت جريمة أطفال نزعوا من أمهاتهم أثناء الطرد لم يعرف مصيرهم لحد اليوم، مات أباؤهم وأمهاتهم المطرودين والمطرودات بدون معرفة مصيرهم، يضاف إلى ذلك الممتلكات والأموال التي كانت للمغاربة ونهبها الجيش الجزائري، وقد استمر التعامل الإجرامي نفسه لما رمى عبدالمجيد تبون بمغاربة على الحدود مع بداية انتشار كورونا، فكيف يعمدون اليوم إلى توظيف قضية مغربي غامضة وليست واضحة ضد زعيم حزب جزائري معارض؟ فالسبب واضح ،هو أن محسن بلعباس زعيم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية يُطالب بفتح الحدود البرية المغلقة مع المغرب، هذا هو السبب الذي أزعج تبون والجنرالات فبحثوا في سابقة خطيرة عن ملف غامض لعامل مغربي في الجزائر، لضرب زعيم حزب جزائري يطالب بفتح الحدود مع المغرب.
ويلاحظ، أن الدعوات لإعادة بناء العلاقات مع المغرب ترتفع حيث يتصادف استدعاء الزعيم المعارض محسن بلعباس مع انتشار موقف الرئيس السابق الجنرال اليمين زروال التحذيري للرئيس تبون في اجتماعه الأخير بقوله، في جلسة توتر مع تبون، أن الجزائر خاسرة وترتكب خطأ كبيرا في دعمها للبوليساريو واستمراها في إغلاق الحدود مع المغرب، ليأتي الزعيم المعارض محسن بلعباس الذي ظل يطالب في كل تصريحاته بفتح الحدود.
وفي محاولة لإيقاف انتشار دعوات اليمين زروال ومحسن بلعباس قامت السلطات الجزائرية بتحويل كل من يطالب بفتح الحدود أو بناء علاقات إيجابية مع المغرب إلى جريمة، ومن يدري فقد يعمد شنقريحة وتبون إلى تدبير قتل الرئيس السابق الجنرال اليمين زروال واعتقال الزعيم محسن بلعباس، فكل شيء ممكن في سلوك تبون وجنرالات الجزائر لإسكات مطالب فتح الحدود وبناء علاقات إيجابية مع المغرب. فالوقائع باتت تُظهر أن شنقريحة وتبون يؤسسان لكوريا شمالية بجانب المغرب، لأن كوريا الشمالية هي التي كانت تحكم بالإعدام على كل مواطن يتحدث بإيجابية عن كوريا الجنوبية.
لا لفتح الحدود مع الجزائر طالما يحكمها العسكر ..فتح الحدود معناه فتح باب للمشاكل ..والباب ليجيك منو الريح سدو واستريح..!