توقع المحلل السياسي الموريتاني إسماعيل الشيخ سيديا الخبير في قضايا الساحل “أن يكون السبت المقبل الذكرى الأولى للانقلاب على رئيس النيجر محمد بازوم، موعدا لتوجيه الضربة العسكرية الموعودة لانقلابيي النيجر”.
كما توقع المحلل في تصريحات على منصة نواذيبو “أن تكون الضربة جوية وخاطفة، وأن يكون هدفها، حسب تحليلاته، عزل القصر الرئاسي في نيامي عن بقية أحياء العاصمة، انتظارا لوصول تعزيزات برية تتولى المهام على الأرض بغطاء جوي”.
ورغم هذه التوقعات التي تحدث عنها أكثر من محلل، فما يزال الجنرال عبد الرحمن تياني قائد الانقلاب في النيجر يرفض الخضوع لضغوط المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، مواصلا ترسيخ نظامه على إيقاع تظاهرات مؤيدة له في الداخل، وبالاعتماد مؤازرة من زملائه حكام بوركينافاسو ومالي.
ومع أن مجموعة “الأكواس” أعلنت عن تحديد يوم وشيك للتدخل العسكري في النيجر، فإن انقلابيي النيجر يرون أن ذلك مجرد تهديد وضغط، وأن أي تدخل عسكري لن يحدث لكثرة ما قوبل به من رفض دولي وبخاصة من الجزائر والولايات المتحدة والدول المجاورة، ولصعوبة تنفيذه، ولكونه يهدد حياة الرئيس المخلوع.
واعتبرت مجموعة “الأكواس” أن إعلان قائد الانقلاب عن فترة انتقالية من ثلاث سنوات “مجرد أضحوكة”، وفقا لما صرح به مفوض الشؤون السياسية السلم والأمن في المجموعة عبد الفتاح موسى الذي قال “لا مكان إلا لعودة النظام الدستوري في أقرب الآجال، ولا مكان إلا لتحرير الرئيس بازوم وتمكينه من منصبه”.
وللوصول إلى هذا الهدف الصعب تمزج مجموعة “الأكواس” بين العصا والجزرة متحدثة عن استكشاف منفذ ديبلوماسي للحل، بالتوازي مع تحريك قواتها تأهبا للتدخل.
ويلعب الإعلام المضاد للانقلاب دورا كبيرا في تخويف العسكريين من الضربة لكن المجلس العسكري يقابل كل ذلك بالتصادم، حيث أكد رئيسه الجنرال تياني في رد على تحديد “الأكواس” يوما للتدخل “أن توجيه ضربة عسكرية للنيجر لن يكون نزهة“.
ويعول نظام الانقلاب في نيامي على دعم جيرانه حكام وغادوغو وباماكو، حيث وصلت إلى العاصمة النيجرية، 300 شاحنة محملة بالمواد الغذائية قادمة من بوركينافاسو لمساعدة النيجر في نقص المواد التموينية التي توقف وصولها إلى النيجر بسبب الحظر الاقتصادي المفروض عليها من “الأكواس” منذ الانقلاب.
وفي أغاديس، بأقصى شمال النيجر، نظمت للمرة الرابعة، تظاهرات طالب خلالها المواطنون بسحب جميع القواعد العسكرية الأجنبية وبخاصة القاعدة الأمريكية المرابطة في مطار أغاديس. وتنشر فرنسا والولايات المتحدة على التوالي 1500 و1100 جندي في النيجر للقيام بمكافحة المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيمي الدولة والقاعدة.
ورفعت في هذه التظاهرات شعارات “تسقط فرنسا”، “يحي بوتين” وهي شعارات تؤكد أن النيجر سائرة إذا ما نجح انقلاب العسكر فيها، على طريق جارتيها مالي وبوركينافاسو اللتين قلبتا ظهر المجن لفرنسا واتجهتا صوب موسكو.
ولم تتوقف العمليات الجهادية المسلحة بعد الانقلاب، حيث سجلت عدة عمليات في غرب النيجر على مقربة من الحدود المشتركة مع مالي وبوركينافاسو.
وفي الجانب الإنساني لهذا الملف، أعلنت اليونيسف الإثنين أن قرابة مليوني طفل نيجري محتاجون للغذاء، وهو وضع زادته الأزمة الناجمة عن الانقلاب خطورة وشدة.
وطالب ليوناردو سانتوس سيماو الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غرب إفريقيا والساحل، من النظام العسكري في نيامي اتخاذ الإجراءات المسهلة لوصول الإمدادات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة الدولية الأخرى إلى السكان المحتاجين لها داخل النيجر.
تعليقات الزوار ( 0 )