“كلام الفتح (ابن خاقان) فيه (ابن باجه) لا يعول عليه، ولا يلتفت ذو علم إليه، لما علم بينه وبينه من المنافرة والمعاداة والمهاجرة بسبب حكاية وقعت بينهما وخصومة سلفت لهما”
العباس بن ابراهيم السملالي
سياقُ هذا التوضيح هو مغالطةٌ حول سرقٍ علمية ذكرتُ فيها مرتينِ وفي مقالينِ صدرا للباحثين فؤاد بن أحمد وسعيد بوسكلاوي في موضوعٍ واحدٍ، شكلا ومضمونا، عنوانه اتهامهما للدكتور جمال راشق بالسرقة العلمية.
المقال الأول نشر في موقع ثقافات الإلكتروني للأستاذ فؤاد بن أحمد (thaqafat.com)، والثاني للأستاذ سعيد بوسكلاوي نشر في الموقع الإلكتروني بناصا (banassa.com).
لستُ هنا من أجل الرد على الأستاذين في التُهمِ التي وجهاها للدكتور جمال راشق، لأن هذا أمرٌ يعودُ له وقد نشر ردهُ على الموقع الإلكتروني، غير أني وجدتُ نفسي مضطرا لكتابة هذا التوضيح وتصحيحا لمغالطةٍ ذُكرتُ فيها مرتين بالاسم والصفة في المقالين السابقين، ولا أُخفي على الأستاذ فؤاد بن احمد وسعيد بوسكلاوي أن إقحامهم لي في مقالين لهما قد أساء لي كثيرا، وجعلني مضطرا في كل مرةٍ لتقديم التفسيرات وتصحيح المعطيات للزملاء والأصدقاء، والغريبُ أن الأستاذين لم يكلفا نفسيهما عناء التواصل معي من أجل الاستفسار عن الموضوع ومدهما بالمعطياتِ الصحيحةِ لو كان قصدُهما حقا تقصي الحقيقة والصدق، بدل كتابة معطيات خاطئة واستغلالي في تصفية الحسابات مع الدكتور جمال راشق.
أولُ مغالطةٍ كانت في مقال فؤاد بن احمد الذي اتهم فيه الدكتور جمال راشق بالسرقة العلمية، حيثُ اعتمد على إحالةٍ في هامشِ كتاب ابن باجه سيرة وبيبليوغرافيا ذكرني فيها الدكتور جمال راشق باعتباري أنجزتُ قسما من سيرة ابن باجه التي شكلتِ الفصل الأول من كتابه، ويعتبرُ فؤاد بن أحمد أن ذلك سرقة وهو أمر غير صحيح، بل أنا شخصيا تفاجئتُ حين قال: “فإن هذا الجزء من الكتاب ليس من تأليفه (يقصد جمال راشق) وإنما هو بحث جامعي لأحد طلبته (يقصد عبد الصمد البلغيتي)”، ومن أجل التصحيح أوضحُ للأستاذ فؤاد بن أحمد أن ذلك ليس بحثا جامعيا ولم ينجز ذلك العمل أثناء دراستي الجامعية بل بعد تخرجي، ولهُ أن يعود إلى أرشيف كلية الأداب شعبة الفلسفة وسيجد أن البحث الجامعي الذي أنجزتهُ كان بحثا للإجازة تحت عنوان: “القوة المتخيلة لدى ابن باجه من خلال كتابه في النفس“، ولو كان فؤاد بن أحمد تواصل معي في الموضوع لما سقط في هذا الخطأ الذي تعمد ذكره وبيته، والغريبُ أنه يقحمني من جديدٍ في سياق التهم التي يوجهها للدكتور جمال راشق ويقول من جديد:”ملاحظة راشق تستدعي وقفة، فهو لا يشير إلى طبيعة البحث الذي أنجزه الطالب المذكور ولعله بحث لنيل شهادة الإجازة)، وثانيا يصعب البت في نزاهة هذا الأمر، فراشق لا يخبر القارئ بأنه يمتلك موافقة من قبل صاحب البحث الأصلي على نشر عمله، صحيح أنه يعترف بأن من قام بالعمل ليس هو، ولكن هل هذا يكفي مسوغا لينشر أعمالا أشرف عليها، وفي الواقع يصعب على المرء أن يتصور كيف يسوغ علميا وأخلاقيا، لأستاذ باحث أن ينشر عملا باسمه مع أنه ليس صاحبه، والإحراج الأكبر هو إن قرر صاحب البحث ذات يوم أن ينشر عمله، لعل البحث العلمي الرصين ينأى بنفسه عن مثل هذه الشبهات”.
وقبل أن أوضح في هذا الأمر وأصحح للأستاذ فؤاد بن أحمد أريدُ أن أذكر أيضا ما قالهُ الأستاذ سعيد بوسكلاوي الذي يعتمدُ على فؤاد بن أحمد في توجيه تهم السرقة للدكتور جمال راشق، حيث ذكرني وأقحمني في تهمه بالسرقة العلمية للدكتور جمال راشق وقال: “في كتابه هذا، ابن باجه، سيرة وأعمال، يشير في القسم الأول منه إلى عمل لأحد طلبته (عبد الصمد البلغيتي) بشكل غامض جدا … ويبدو أن الكتاب جماع أجزاء كتبها غيره” لذلك سوف أحاول توضيح الأمر وتصحيح المغالطات في النقط التالية:
– أولاً، القسمُ الخاص بسيرة ابن باجه والذي ذكرني فيه الدكتور جمال راشق (مشكُورا) لم يكن في أصلهِ بحثاً جامعياً.
-ثانيا، كيف تكُونُ السرقةُ العلميةُ والدكتور جمال راشق هو من ذكرني في عمله، بل وتفضل بتوثيق اسمي ولقبي وصفتي موضحاً أنني أنجزتُ جزءا من العملِ تحت إشرافه وبتوجيهاته، لذلك أتسائل أين توجد السرقة هنا؟
-ثالثا، لنفترض أن جزءا من العمل مسروقٌ مني، فلماذا سيذكرني الدكتور جمال راشق بالكتاب، ثم ألم يعرفا (فؤاد بن أحمد وسعيد بوسكلاوي) بعلاقتي بالموضوع إلا من خلال الإحالةِ التي وضعها الدكتور جمال راشق؟
-رابعا، كان بإمكان الدكتور جمال راشق عدمُ الإشارة لي في كتابه، وهو ما سيجعلهُ يتجنبُ هذه التهم ويجعلني غير مضطرٍ لهذا التوضيح، كما أن فؤاد بن أحمد وسعيد بوسكلاوي لم يكونا ليذكراني في كل مرة يتهمان فيها الدكتور جمال راشق بالسرقة العلمية.
وبالمناسبة أخبرُ الأستاذانِ أنهُ لم يكن يوما يدور في خلدي أن اسمي سيكون بجانب اسم أستاذي الدكتور جمال راشق، وهو من هو وأنا طالب إجازة. فقد تعهدني برعايتهِ العلمية بعد حصولي على الإجازة، وكان لي شرف التتلمذ على يده (بعد الإجازة سواء في تحقيق النصوص أو تعلم المنهج الفيلولوجي). وقد تفاجئت وسررت أيما سرور عندما ذكرني ذ.د. جمال راشق في كتابه.
أعتقد أن هذه النقط تكفي لتصحيح المغالطات السابقة، وأتمنى من الأستاذين أن يتقبلا مني هذا التوضيح لما جاء في مقاليهما بخصوص علاقتي بالقسم الخاص بسيرة ابن باجه، وكان بالإمكان تجنب كل ذلك بتوخي الدقة وتجنب توجيه تهمة السرقة دون التأكد والتواصل مع الشخص المعني بذلك، رغم أني سبق وتواصلت مع الأستاذ فؤاد بن أحمد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأخبرته بحقيقة الموضوع، وأن القسم الخاص بسيرة ابن باجه لم يكن بحثا جامعيا، أما الأستاذ سعيد بوسكلاوي فسبق والتقيتُ به بمدينة فاس بمركز الدراسات الرشدية سنة 2007 بحضور الدكتور جمال راشق ويشهد على ذلك الدكتور محمد أبو حفص حفظه الله وبحضور المرحوم محمد مساعد. وهذا فصل آخر من دعم الدكتور جمال راشق لي (ولغيري من الطلبة)، إذ قدمني إلى مدير مركز الدراسات الرشدية الأستاذ الفاضل الدكتور أحمد العلمي حمدان حفظه الله على أساس الحضور في ورشات المركز والاحتكاك بالباحثين هناك واستكمال التكوين الذي بدأتهُ مع أستاذي الدكتور جمال راشق، وكذلك كان إذ قضيتُ سنة كاملة بجانب أساتذة أحترمهم وأتعلم منهم مثل المرحوم محمد مساعد ومحمد أبو حفص والأستاذ محمد أيت حمو والأستاذ محمد قشيقش.
كما أجدُ نفسي مضطرا لأخبر القراء والعموم أن ذ.سعيد البوسكلاوي تواصل معي في مواقع التواصل الاجتماعي قبل سنتين وسألني عن مقال الدكتور جمال راشق حول الإرادة عن ابن باجه، وسألني عن نشرة مراكش ونشرة “فيلوسوفيا”.
*باحث في الفلسفة العربية الإسلامية أستاذ الفلسفة بالتعليم الثانوي التأهيلي
Abdessamad.elbelghyty@gmail.com
الحقيقة أصبحت واضحت التهم التي يوجهها سعيد بوسكلاوي وبن أحمد عارية من الصحة والهدف تشويه السمعة
هذا التوضيح الذي صدر من طالب للدكتور جمال راشق وباحث في الفلسفة الإسلامية يكذب ما يدعيه سعيد بوسكلاوي.
تحية للصديق العزيز عبد الصمد البلغيتي، أشهد على مواكبة الأستاذ جمال راشق لمجموعة من الطلبة الباحثين، وما احوجنا لمثل هذه المبادرات التي تهدف لتكوين الباحث العلمي.
موضوع السرقة لا يزال في اعتقادي مطروحا، لكون بعض الاساتذة الذين يتهمون الدكتور جمال راشق لا يشيرون فقط للسرقة من بحث اجازة أحد طلبته (ذ.عبد الصمد)، بل لترجمة حرفية من نص أصلي دون الاشارة إليه. تقبل مروري.
يبدو أن موضوع السرقة غير صحيح. بعد هذا التوضيح لأحد طلبة جمال راشق
كنت منذ البداية أعرف أن الأمر فيه شئ غير واضح. وبعد قراءتي لهذا المقال اتضحت الأمور…للاسف عيب على أمثال هؤلاء أن يستخدموا هذه الوسائل في الأسئلة للاخرين
إنشاء مليء بالأخطاء اللغوية…
مشكلة البحث العلمي انه ابتلي بعديمي الضمير اصبحو يخلطون بين العلم والحقد والغيرة الشخصية
لا حولة ولا قوة الا بالله السيد جبدو بلاخباروا
إلى صاحبي التعليق الأول والثاني
إن رد الأستاذ جمال راشق كان رده ضعيفا، فير مقنع، بل هو يعترف أنه كان يتخذ من الأفكار التي أودعها الأستاذ البوسكلاوي في أطروحته قبل أكثر من عقد على مقال راشق، وهي نفس التصورات التي نشرها في كتابه الذي صدر ستة 2010. فهل هذا التطابق حصل بمحض الصدفة؟ والأستاذ راشق بنفسه لا ينكر على أن مفهوم الإرادة، كان للأستاذ البوسكلاوي فضل الاشتغال به والسبق عليه. ومن أخلاق العلم أن لا نعيد نسخ نفس الأفكار لفظا ومعنى. وهذا لا يعني أن مفهوم محتكر على أحد، بل إن كان للأستاذ راشق أن يدلي بدلوه في نفس الموضوع، أن يقول هذا هو اجتهاد فلان في الموضوع وهذا هو جديدي في الموضوع؟
كل ماقدمته استاذ البلغيتي صحيح ،غير ان السرقات العلمية ما زالت مستمرة .