كشف تقرير صادر عن معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة عن تحول خطير يشهده المشهد الأكاديمي في الولايات المتحدة، حيث أصبحت العديد من الجامعات ومراكز الأبحاث، التي كانت تعتبر معاقل للبحث العلمي والتبادل الفكري الحر، أدوات سياسية تستخدم للترويج لأجندات محددة.
وأوضح التقرير أن هذه المؤسسات الأكاديمية، بدلاً من التركيز على البحث العلمي النزيه، انحرفت عن مسارها لتتبنى مواقف سياسية حادة في قضايا شائكة مثل العرق والتمييز والسياسة الخارجية، مستغلة بذلك نفوذها ومصادرها المالية.
مخالفة الأمانة الأكاديمية
وأشار التقرير إلى أن هذا الانحراف الخطير يكلف دافعي الضرائب الأمريكيين مئات الملايين من الدولارات سنويًا، حيث تدعم الجامعات والكليات العامة هذه المؤسسات التي تتبنى مواقف سياسية، مما يمثل خيانة للأمانة الأكاديمية.
تداعيات خطيرة
وحذر التقرير السالف ذكره، من أن تسييس الأكاديميا الأمريكية له تداعيات خطيرة على مستقبل البحث العلمي والابتكار، حيث يؤدي إلى تقييد حرية البحث العلمي، وتشويه صورة الأكاديميا وتراجع الابتكار.
دعوة إلى الإصلاح
وطالب التقرير بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذا التحول الخطير، بما في ذلك: وقف التمويل، حيث يجب قطع التمويل عن المؤسسات الأكاديمية التي تثبت انحرافها عن المسار الأكاديمي النزيه، ثم تعزيز الشفافية حماية حرية الأكاديمية، بحيث يجب على الجامعات والكليات حماية حرية البحث العلمي وتشجيع النقاش الحر.
ويعتبر هذا التقرير جرس إنذار يدعو إلى إعادة النظر في دور الجامعات ومراكز الأبحاث في المجتمع، ويؤكد على أهمية الحفاظ على استقلاليتها ونزاهتها، فالأكاديميا هي حارسة المعرفة والحقيقة، وعندما تفقد هذه المؤسسات مصداقيتها، فإن المجتمع كله يخسر.
تعليقات الزوار ( 0 )