شارك المقال
  • تم النسخ

تقرير أمريكي يكشف قدرات الطاقات المتجددة بالمغرب وصمودها أمام الكوارث الطبيعية

كشف تقرير حديث، الضوء على صمود الطاقات المتجددة، لاسيما من الشمس والرياح قدرتهما في مواجهة الكوارث الطبيعية، حيث استمر عمل أكبر محطة طاقة شمسية مركّزة في العالم في ورزازات رغم الزلزال الحوز الأخير.

وأوضح تقرير موقع “Informed comment” الأميركي، اطّلعت عليه جريدة “بناصا”، أن إحدى مزايا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كمصادر متجددة للطاقة هي إظهار قوتها وصلابتها ومرونتها بشكل خاص في مواجهة الكوارث الطبيعية.

ومن المفارقات في المعركة ضد تغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية أن بعض أفضل الأدوات، مثل الطاقة الكهرومائية المنخفضة الكربون، هي أيضاً الأكثر عُرضة للتغيرات ذاتها التي يحاول البشر كبحها، وعلى سبيل المثال، أدى الجفاف الشديد الذي ضرب جنوب غرب الولايات المتحدة إلى تعريض إنتاج الكهرباء عن طريق سد هوفر للخطر.

وفي أوروبا، تصبح الأنهار الآن ساخنة للغاية في بعض فترات الصيف، بحيث لا تتمكن مياهها من تبريد المحطات النووية، التي يتعين إغلاقها، وفي حالات أخرى، يجب إنشاء المحطات النووية بالقرب من المسطحات المائية التي ترتفع بسرعة وتهدد بحدوث فيضانات وانهيارات على غرار كارثة فوكوشيما في المحطات النووية، كما لم يتم تسجيل أي ضرر كبير لتوربينات الرياح الحديثة بسبب الزلزال منذ عام 1986.

ومدينة ورزازات، الواقعة على حافة الصحراء الكبرى، هي موقع أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم، والتي تبلغ قدرتها 580 ميجاوات، أي ما يعادل محطة نووية صغيرة، ورغم الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 6.8 درجة والذي هز مراكش وورزازات ومنطقة جبل الأطلس في 8 شتنبر، وأسفر عن مقتل ما يقرب من 3000 شخص، إلا أنه لم يلحق سوى أضرار طفيفة بمجمع الطاقة الشمسية، وبالتالي ظلت الأضواء مضاءة.

وأوضحت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، في وقت سابق، “أن الأضرار اقتصرت على بعض المعدات في محطة نور، مؤكدة أنه تم إصلاح هذه العطل سريعا، وأكدت أن جميع منشآت الطاقة تعمل بشكل طبيعي”.

علاوة على ذلك، ساعدت محطات الطاقة الشمسية المحمولة التي تم التبرع بها إلى جانب الألواح الشمسية بقدرة 400 واط في الحفاظ على الخدمات الأساسية مثل المستشفيات والعيادات العاملة في قرى جبل الأطلس التي ضربها الزلزال.

ويشجع الصليب الأحمر مثل هذه التبرعات، حيث يرى أن الألواح الشمسية ومحطات الطاقة أكثر أمانًا من محاولة الطهي باستخدام عبوات الغاز الطبيعي المحمولة.

ويحصل المغرب على حوالي 38% من احتياجاته من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، ويأمل أن ترتفع هذه النسبة إلى 52% بحلول عام 2030. وربما تكون الدولة الوحيدة في إفريقيا التي بذلت قصارى جهدها حتى الآن في اعتماد طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وتعتبر الصين على المسار الصحيح في تحول الطاقة للقيام بدورها في الحفاظ على ظاهرة الاحتباس الحراري عند أقل من 1.5 درجة مئوية، وهو أمر ضروري لتجنب خطر تحول النظم المناخية على كوكب الأرض إلى الفوضى.

ولا يمتلك المغرب سوى القليل من الوقود الأحفوري، وعليه أن يستورده بتكلفة عالية نسبيًا، ومع ذلك، لا يزال المخططون يعتمدون على الفحم والغاز الطبيعي وقد ضاع بعض الزخم الأخضر السابق.

واستنادا إلى المصادر ذاتها، فقد كان هناك تأخير في بعض مزارع الطاقة الشمسية الكبرى المخطط لها، لكن الحكومة تأمل أن يتم تشغيلها بحلول عام 2025، هناك أيضًا خطط لإنتاج الهيدروجين الأخضر، أي الهيدروجين منخفض الكربون.

وبسبب وفرة أشعة الشمس، يعد المغرب موقعا واضحا لإنتاج الطاقة الشمسية، كما أن موارده من الرياح واسعة النطاق أيضا، وهناك حتى الآن خطة لجلب الطاقة المتجددة المولدة في المغرب إلى المملكة المتحدة عبر كابلات تحت الماء، بتكلفة قدرها 21 مليار دولار.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي