كانت مواقع التواصل الاجتماعي منذ ليلة أمس مسرحا لنقاش واسع بين المغاربة حول مجريات الاستحقاقات الانتخابية، والتي انتهت أطوارها بنيل التجمع الوطني للأحرار المرتبة الأولى، وقد كان من بين المواضيع التي أثارت جدلا واسعا تسريب محضر انتخابي لأحد الدوائر، والذي يُظهر حصول الفنانة فاطمة خير على 18 صوتا، فيما لم تحصل زعيمة الاشتراكي الموحد على أي صوت.
وأبدى عدد من المغاربة تعجبهم من هذه النتيجة، كما استغربوا كيف لفنانة ولجت عالم السياسة حديثا أن تتفوق على منيب ذات الخبرة السياسية الطويلة والمشوار النضالي الكبير.
واتجهت أغلب التدوينات إلى انتقاد رؤية بعض الناخبين للتصويت كممارسة ديموقراطية نزيهة، كما رأت عدد منها أن مجموعة من المغاربة مازالت تغلب عاطفتهم عليهم، ومازالوا غير قادرين على تحكيم عقلهم في مسار اختيار الأفضل.
وجاء في أحد هذه التدوينات ” إن تفوق الفنانة فاطمة خير على المناضلة السياسية نبيلة منيب، هو دليل على أن المغاربة يحبون الأفلام والمسلسلات، ويحبون أيضا من يجيد التمثيل عليهم، كما أن التفوق هو دليل قاطع على أن متتبعي البرامج الفنية هم أكثر وبكثير من متتبعي محاضرات ومداخلات منيب عن عدد من مواضيع السياسات العمومية، وهذا ما جعل التمثيل يفوز على الخبرة والنضال”.
وكُتب في تدوينة أخرى ” إن فوز فاطمة خير على نبيلة منيب والإطاحة بمسار طويل في السياسة وفي النضال، هو أكبر دليل على أن الناخب يحب التمثيل، وأن ممارسة السياسة بالمغرب تتم في مسرح يحتاج لممثلين”.
فيما دافعت تدوينة ثالثة عن هذا التفوق، وجاء فيها ” يجب أن لا يتم تبخيس الفوز الذي حققته فاطمة خير ولا التشكيك في كفاءتها، فالفنانة خريجة للمعهد الوطني للمسرح، وحاصلة على عدد من الشهادات، كما راكمت تجربة كبيرة في عالمي التقديم والتمثيل، والحكم عليها يجب أن يكون حكما عادلا وليس مسبقا، ولنا في التاريخ نماذج عديدة لفنانين نجحوا في السياسة أبرزهم الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان”.
يذكر أنه قد سبق هذا الجدل نقاش آخر، حول قيام عدد من الأحزاب السياسية اختيار بعض الوجوه المعروفة من مجالات مختلفة كالتمثيل والرياضة ومنحهم تزكيتهم للترشح ودخول غمار الانتخابات، سلوك اعتبره عديدون استغلالا غير مباشر لهذه الوجوه للتأثير على المغاربة والحصول على تعاطفهم وأصواتهم.
تعليقات الزوار ( 0 )