عرفت منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب، منذ يوم أمس الثلاثاء، موجة غضب جراء تسريب مقطع فيديو يوثق اعتداء وتعنيف الحرس الإسباني لبعض الأطفال المهاجرين سريا يبدو أن من بينهم مغاربة، لم يعرف بالضبط مكان وتاريخ تسجيله، حيث يظهر الشريط وبشكل واضح توجيه بعض رجال الحرس الإسباني ركلات وكمات لهؤلاء القاصرين، داخل مسجد ب”لاس بالماس” حسب وسائل اعلام.
وفي ذات السياق، أكدت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الانسان، على ‘’تورط دولة إسبانيا في انتهاكات متعدة لحقوق هؤلاء القاصرين وبالأخص بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين من طرف إسبانيا، من خلال إخضاعهم لكشف طبي مهين يتم خلاله إجبارهم على نزع ملابسهم وفحص أعضائهم التناسلية وأسنانهم، وهو الإجراء الذي يتنافى مع القيم الثقافية والدينية للقاصرين، والحرمان من الحق في التعليم والتكوين المهني، ووضع القاصرين المغاربة في “غرفة عقاب” (كاشو) صغيرة ومعتمة وقذرة، وتخلو إلاَّ من بعض الفرشات ولا يوجد فيها حمّام، لمدة تصل إلى اسبوع بسبب مخالفات بسيطة، بالإضافة الى تعرض بعض القاصرين لاعتداءات جنسية’’.
وحسب بلاغ الهيئة ذاتها، فان تقارير دولية أكدت على أن ‘’القاصرين المغاربة في مليلة يتعرَّضون للضرب بالأيدي والهراوات وللرفس من قبل شرطة دولة الإحتلال، أمَّا في سبتة فيتعرضون يظلّون مُعرَّضين لحالات من الضرب الوحشي إذا حاولوا الفرار أثناء سعي الشرطة الإسبانية للقبض عليهم، وفي كلتا المدينتين لا يتمكَّن بعض الأطفال من الحصول على الإقامة القانونية المؤقَّتة المكفولة لهم بالقانون، حيث يصبحون عرضة للترحيل إلى المغرب عند بلوغهم سن الثمانية عشر’’.
وأشار المصدر ذاته الى أن ‘’سبتة أو مليلة لا توفران أي عناية صحيّة وقائية منتظمة للأطفال المنفردين، وكثيراً ما تحرمان الأطفال تعسُّفاً من العناية الصحيّة في حالة تعرُّضهم لمشاكل صحيّة أكثر خطورة، رغم أنهم مؤهلون لتلقّي العناية الصحيّة وفقاً للقانون الإسباني، وهذا أمر يبرز بشكل خاص في سبتة، حيث لم تُصرَف للأطفال البطاقة الصحيّة التي تصدرها الحكومة (Tarjeta Sanitaria) رغم أهليتهم لاستلامها، ومن المعتاد أن ترفض مراكز الخدمات الطبية والمدعومة من الحكومة تقديم العناية الصحيّة للأطفال الذين لا يحملون البطاقة الصحيّة، أو إذا لم يصحبهم موظف من المراكز السكنية’’.
وعلاقة بالموضوع يقول إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان إنه ‘’ في الوقت الذي نعبر فيه كرابطة مغربية للمواطنة وحقوق الانسان، عن ادانتنا لهذا العمل الاجرامي، الذي نحمل فيه الدولة الاسبانية المسؤولية الكاملة، ونعتبره عملا ممنهجا، يستهدف الإساءة للدولة المغربية والشعب المغربي و انتهاك صريح لاتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها اسبانيا وكذا العديد من المواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق المدنية و السياسية’’.
وأضاف المتحدث ذاته في تصريحه لمنبر “بناصا” ‘’الدولة الاسبانية تستمر في هذه الانتهاكات بشكل ممنهج، بدليل عدم ترتيب الجزاءات وإفلات مرتكبي الاعتداءات المتكررة على الأطفال المغاربة من أي عقاب أو محاسبة سواء ادارية أو قانونية، لذلك فنحن نحمل الدولة الاسبانية المسؤولية كاملة ونسجل الممارسات الخطيرة التي تقوم بها في مراكز ايواء الأطفال والتي أصبحت بمثابة مراكز اعتقال للأطفال تتوفر فيها كل مميزات التعذيب ‘’الكاشو’’ وكذا الضرب والاهانات والاعتداءات الجنسية’’.
مؤكدا على أنه ‘’ يتم استهداف المقومات والأفكار الدينية للأطفال المغاربة عبر توفير أكلات تحتوي على لحم الخنزير بشكل مبالغ فيه وبشكل متعمد، ولذلك فنحن نعتبر أن الدولة الاسبانية تنتهج هذه السياسة من أجل الإساءة لهؤلاء الأطفال والإساءة من خلالهم للدولة المغربية واستهدافها بشكل مباشر، ويجب على الأمم المتحدة و الهيئات الأممية المعنية بحقوق الطفل وحقوق الإنسان التدخل بشكل عاجل من أجل أن تحترم اسبانيا التزاماتها الدولية والقوانين الجاري بها العمل في مجال حقوق الطفل’’.
تعليقات الزوار ( 0 )