تمكن الحرس المدني الإسباني، في عملية أمنية مشتركة مع الدرك المغربي، أخيرا، من من تفكيك شبكة إجرامية وإلقاء القبض على أعضائها التسعة، وذلك بعد الاشتباه في تورطهم في عمليات تتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات بين البلدين عبر طائرات مروحية.
واستنادا إلى المعطيات التي كشف عنها الحرس المدني الإسباني، فإن من بين المعتقلين طياران خبيران في الطيران الليلي على ارتفاعات منخفضة، موضحة أنه تم الاستيلاء على طائرتين مروحيتين وضبط 795 كيلوغراما من الحشيش.
وبدأت العملية التي حملت وسم “توركال 469 تورنادو” منتصف عام 2023 بعد رصد أحد أعضاء التنظيم المخصص للاتجار الدولي بالحشيش، واكتشف المحققون أن التنظيم كان يبحث عن طيارين للقيام برحلات مخدرات بين إسبانيا والمغرب.
وبعد عدة أشهر من التحقيق، أكد عناصر الحرس المدني أن المنظمة كانت لديها طائرتان مروحيتان مخفيتان، واحدة في مزرعة في مقاطعة إشبيلية والأخرى في قادس، حيث تم التعاقد مع زعيم المنظمة على المزرعتين لاستخدامهما في تهريب المخدرات.
وأضافت المصادر ذاتها، أن الحرس المدني لاحظ أن المروحية كانت تحلق على ارتفاع منخفض للغاية وبدون أي نوع من الأضواء، لذلك تم على الفور تنظيم جهاز مشترك كبير بين الحرس المدني والدرك الملكي المغربي تم من خلاله تفعيل مجموعة العمل السريع (GAR) ووحدة طائرات الهليكوبتر التابعة للحرس المدني.
وتمكنت مروحية الحرس المدني الإسباني من اعتراض الطائرة من الجو عندما هبطت في مزرعة في شيكلانا دي لا فرونتيرا (قادس)، واعتقلت خمسة من أعضاء المنظمة الإجرامية، بمن فيهم الطيار.
وكان الجهاز ينقل 30 بالة خيش من مادة الحشيش تزن 795 كيلوغراماً، وضبط بداخلها أيضاً عدد من الأجهزة الملاحية والمحطات المتنقلة، كما تم ضبط ثلاث مركبات يستخدمها التنظيم في مكان الحادث.
وتعرض أحد الجناة الرئيسيين لحادث مروري وتوفي في منطقة قريبة من مكان احتجاز المروحية، ويشتبه في أنه فر من مكان الحادث بسيارة بسرعة عالية حتى تعرض للحادث بسبب خروجه من الطريق.
وفي المرحلة التالية من التحقيق، تم إجراء أربع عمليات دخول وتفتيش، وتم القبض على أربعة أشخاص آخرين من المنظمة وتم الاستيلاء على طائرة هليكوبتر ثانية في مزرعة في بلدة أوتريرا بإشبيلية، حيث تم تجهيز هذه الطائرة الثانية لتكون قادرة على القيام برحلات مخدرات.
وكان التنظيم هرميا، بحيث كان لكل عضو مهمته الخاصة، مقسمة بين الحصول على المروحيات، وإيجاد السفن لإخفائها، والمزارع التي تبدأ منها الرحلات، وتوظيف الطيارين للطائرات، والحصول على الوقود والميكانيكيين لحملها، ثم صيانة وضبط الأجهزة وكذلك أصحاب المواد المخدرة.
وقد حصل التنظيم الإجرامي على المروحيتين في دول أوروبا الشرقية، وتتسعان لعدد من الركاب، على الرغم من أن تجار المخدرات أزالوا المقاعد الخلفية لنقل كمية أكبر من المخدرات، حيث تمكنوا من حمل كميات تقترب من 900 كيلوغرام من الحشيش، وتبلغ القيمة السوقية لهذا النوع من الطائرات في السوق السوداء حوالي 900 ألف يورو.
وأشار الحرس المدني الإسباني، إلى أنه تم إجراء التحقيق بتنسيق مع الدرك الملكي المغربي، ووحدات الشرطة القضائية لمالقة وقادس، والمركز الإقليمي للتحليل والاستخبارات ضد تهريب المخدرات (CRAIN)، بدعم من GAR وUHEL.
تعليقات الزوار ( 0 )