كشفت إصحائيات رسمية بإيطاليا مؤخرا أن ما كان متداولا في فضاءات مواقع التواصل الإجتماعي بأن فيروس كورونا المستجد لا يصيب المهاجرين الأجانب يكاد يوافق الحقيقة بعدما أكد رئيس المجلس الأعلى للصحة الإيطالي أن نسبة الأجانب بين الحالات المؤكدة إصابتها بفيروس كورونا لا تكاد تصل 5% بالرغم أن نسبة الأجانب بين سكان إيطاليا تتجاوز 10%.
وفي سياق متصل كشفت صحيفة إلكورييري ديلا سيرا أن نسبة الأجانب بين المصابين بفيروس كورونا المستجد بمدينة ميلانو الموبوءة لا تتعدى 6% في حين أن نسبتهم بين ساكنة المدينة تقارب 20%.
وأوضحت الصحيفة ذاتها التي تتربع حاليا على رأس الصحف الإيطالية من حيث المبيعات أن ضعف نسبة الأجانب المصابين يثير اهتمام المحللين خاصة وسط بعض الجاليات المعروفة باندماجها وتشعب علاقاتها في المجتمع المحلي وعلى رأسها جاليات شمال إفريقيا والتي لم تشهد إلا حالات إصابة بكورونا محدودة إذ لا تتجاوز 11% من مجموع الأجانب المصابين المقيمن بميلانو والذين ينحذر أغلبهم من بلدان جنوب أمريكا وأروبا الشرقية، يضيف المصدر ذاته.
وعن ضعف نسبة تفشي فيروس كورونا وسط الجاليات المغاربية المقيمة بميلانو قال البروفيسور ماسيمو غالي رئيس قسم الأوبئة بالمستشفى الجامعي صاكُّو أن الظاهرة تستدعي الإهتمام بالفعل خاصة إذا ما تحدثنا عن جاليات معروفة باندماجها في الحياة الإجتماعية المحلية عكس بعض الجاليات الأخرى القادمة من شرق آسيا خاصة الجالية الصينية والتي تعيش في شبه عزلة تامة ومنغلقة على ذاتها مما قد يفسر ضعف تفشي الفيروس إلى درجة الإنعدام في أوساطها.
ويرى ذات الأخصائي في تصريحه للكورييري أنه بالرغم من غياب أي دراسة علمية تثبت ذلك إلا أنه يبقى هناك احتمال كبير أن لساكنة شمال إفريقيا مناعة قوية تساعدها على الوقاية من الفيروس، إضافة كذلك إلى انخفاض معدل سن الجاليات المغاربية المقيمة بإيطاليا عموما وبميلانو خصوصا، بينما أن ضحايا الفيروس في إيطاليا أغلبهم في سن ما بعد السبعين، ودعا البروفيسور غالي في التصريح ذاته للتعامل مع إحصائيات تفشي كورونا بحذر شديد خاصة وسط الأجانب في ظل غياب تعميم التحليلات المخبرية يصعب تحديد العدد الحقيقي للمصابين خاصة وأن العديد من الأشخاص لا يلتجؤون إلى المصالح الطبية إلا في الحالات القصوى.
للإشارة أن ظاهرة ضعف تفشي فيروس كورونا وسط الجاليات الأجنبية المقيمة بإيطاليا كان قد استرعى اهتمام الجميع منذ البداية خاصة وسط أنصار اليمين المتطرف الذي رفع لسنوات عديدة شعار “المهاجرون الأجانب يجلبون الأمراض” لتأليب الرأي العام ضدهم، إلا أن جاء كورونا واكتشف الإيطاليون أنهم أصبحوا مصدر الوباء، حيث كشفت مواقع الإتصال الإجتماعي مدى تحسر هذه الأوساط على عدم تفشي كورونا وسط الجاليات الأجنبية.
تعليقات الزوار ( 0 )