شارك المقال
  • تم النسخ

تزفيتُ الطّرق ثم حفرها.. مواطنون مستاؤون من استمرار العشوائية في تنفيذِ المشاريع

أعرب مجموعة من المواطنين عن استيائهم من استمرار العشوائية في تنفيذ المشاريع، بسبب إقدام السلطات المحلية على حفر عددٍ من الطرق بعد تشييدها بفترة وجيزة، وتركها من دون إصلاح لمدة طويلة، ما يتسبب في عرقلة حركة السير، كما يُسفر عن أضرار في بعض السيارات التي لا ينتبه أصحابها للحفر.

وعرفت عددٌ من شوارع مدينة زايو، من بينه شارع البام، وشارع مرشال، إضافة لشوارع من مدينة تارجيست، من بينها الجيش الملكي، والشارع الجديد التي تم إنشاؤه مؤخرا في جماعة سيدي بوتميم، _ عرفت _ عودة الأشغال من جديد إليها، وحفرها، مع الإبقاء على الحفر من دون تزفيتها مرة ثانية، أو تركها مردومةً بالترابِ فقط.

واشتكى مواطنون من زايو في تصريحات لـ”بناصا”، من تكرار هذا الوضع، حيث تقوم السلطات المحلية بالعمل على إنشاء طريق، مثل ما وقع في حي مرشال، الذي تم تعبيد طريقه وتزفيتها قبل أقل من سنتين، لتعود بعدها، وتقوم بحفره لتمرير شبكة التطهير السائل، معتبرين بأنه “لابد من أن يكون هناك تخطيط محكمٌ للمشاريع، لكي يبدأ بالأولى لا العكس”، وفقهم.

وأوضح يونس، وهو واحد من سكان زايو، في حديثه لـ”بناصا”، بأن هناك عشوائية في الإشراف على المشاريع وخلال هيكلة البنية التحتية، فهم ينشؤون الطريق، ويعلمون جيداً بأنهم سيعودون بعدها ويحفرون لوضع الواد الحارّ، غير أنهم ينفذونه، ثم بعد فترة يرجعون للحفره من جديد وتمرير أنابيب شبكة التطهير السائل.

وتابع المتحدث نفسه في تصريحه للجريدة، بأن المشكل الأساسي قد لا يكون في العودة لحفر طريقٍ لإنشاء مشروع في صالح المواطنين، بل في أن العديد من الشوارع تظلّ محفورة لفترات طويلة، ما يمكن أن يتسبب في حوادث سير، وحتى ولو قاموا بتزفيتها من جديد، فإنها تكون أقل جودةً من السابق.

متحدث آخر من جماعة سيدي بوتميم قال لـ”بناصا”، إن ما يحدث شبيه بأن يبني شخص منزلاً، ثم يتذكر أنه نسي الأساس، ليقوم بهدمه من جديد ووضع الأساس قبل إعادة تشييده”، لأن التطهير السائل وشبكة الماء الصالح للشرب، يُفترض أن تكون الأولى، لا العكس، وهو بالفعل ما تقوم به مجموعة من الجماعات، التي تضع شبكة الماء الصالح للشرب أولاً، ثم الواد الحارّ وأخيراً تعبّد الطرق.

واستدرك الشخص نفسه، بأن الجماعة نفسها، سبق وقامت بربط دواوير مثل مسعدية، بالماء الصالح للشرب والواد الحارّ من دون أن تقوم بإصلاح الطريق وتشييدها، وهو بالفعل ما يجب أن يحصل، حسبه، لأن الماء والتطهير السائل أولى من تعبيد وتزفيت الطرق، غير أنه في المقابل، لم يحصل ذلك في أحد الطرق أسفل مقر الجماعة، التي شيدت ثم عادت الأشغال لتحفرها من جديد.

واعتبر النشطاء، بأن ما تقوم به السلطات، تبذيرٌ للمال العامّ، لأن تشييد طريقٍ وتزفيتها، يكلف الملايين، كما أن إعادة حفرها من جديد، ثم إصلاحها مرة ثانيةً، يعني بأن هناك المزيد من الأموال العمومية كان بالإمكان ترشيدها، ستصرف من جديد، كما أن الأمر يعدّ أيضا، سوءاً في تدبير الشأن المحليّ.

وتمنى النشطاء بألا يستمر هذا الوضع، لأنه يكلّف ميزانية الدولة الملايين، منبهين إلى أن الأمر قد يبدو بسيطاً إن وضعناه في سياق محليّ، لكن إن استحضرنا وجود عشرات الجماعات، وربما المئات، ممن يرتكبون نفس الأخطاء، فإن الأمر يعني هناك ملايين الدراهم التي يتم تبذيرها بسبب سوء التخطيط والتدبير.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي