شارك المقال
  • تم النسخ

تزامن الارتفاع الكبير في عداد الإصابات مع رفع الحجر يثير الجدل في المغرب

أثار تزامن الارتفاع الكبير في عداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بالمملكة المغربية، مع الرفع التدريجي للحجر الصحي الذي فرضته الحكومة منذ مارس الماضي، جدلا واسعا وسط المغاربة، الذين لم يستوعبوا ما يحصل، خاصة أن الوضع يعتبر أسوء من قبل، من حيث الحالات المصابة الجديدة.

وكانت الإصابات قد عرفت ارتفاعا مهولا في الأسبوع الأخير، بعد ظهور بؤر صناعية جديدة، بداية بمعامل الفراولة بدائرة لالة ميمونة بإقليم القنيطرة، وصولا إلى البؤر التي اكتشفت في الجنوب المغربي، الأمر الذي أثار الجدل، وجعل الكثير من المواطنين يبدون استغرابهم مما يقع، “ليس من ارتفاع عداد الإصابات، بقدر ما هو، من استمرار الحكومة في الرفع التدريجي للحجر الصحي”، على حد قول أحد المغردين بموقع التواصل “فيسبوك”.

من جهته كتب أحد المدونين على موقع التواصل الاجتماعي السالف الذكر: “بالرغم من الارتفاع المهول في عدد الإصابات وظهور بؤر وبائية جديدة في عدة جهات، ما يزال المسؤولون يقولون إن الوضعية الوبائية ببلادنا جد مطمئنة، ومستمرون في إجراءات رفع الحجر الصحي فهل من تفسير لهذه المفارقة؟”.

أحد المواطنين قال في تصريح لـ”بناصا”:”حين كنا نسجل إصابات قليلة لا تتجاوز الـ 50 يوميا، استمرينا في الحجر الصحي من دون خروج، واليوم بعد أن تجاوزت الإصابات في بعض الأيام الـ 500، بدأت الحكومة في إجراءات الرفع التدريجي للحجر الصحي والعودة للحياة الطبيعية!”.

ووجه ذات المتحدث انتقادات لوزارة الصحة، التي يرى بأنها ليست واضحة مع المواطنين، على الأقل في الأسبوع الأخير، معتبرا أن “المشكل ليس في عدد الإصابات، المشكل في أن المسؤولين يقولون بأن الوضع تحت السيطرة وكل شيء مطمئن، وهذا أمر مجانب للصواب”، متابعا: “على الوزارة أن تصارح المغاربة، بأن التعايش هو الحل الوحيد، لأنني على دراية تامة بأن التخلص من الفيروس بشكل نهائي أمر شبه مستحيل”.

وأعطى المتكلم مثال ألمانيا التي سبق وأعلنت عن السيطرة على الوباء ورفعت الحجر الصحي، قبل أن تعود الحصيلة للارتفاع من جديد وتضطر السلطات لإعادة فرض الحجر في عدد من المناطق، نظرا لأن “القضاء على فيروس ينتقل بسرعة أمر صعب جدا، وحتى إن تم، ففتح الحدود من جديد سيعيده، ومن الصعب جدا الإبقاء على الحدود البرية والجوية والبحرية مغلقة إلى غاية انتهاء كورونا في كل العالم، لما لذلك من أضرار على الاقتصاد”.

مواطن آخر اعتبر في حديثه لـ “بناصا”، بأن الاستمرار في الحجر ليس حلا ولم يسبق أن كان حلا، بل هو محاولة من الدول لتقليل الأضرار وتوزيعها ما أمكن على أطول مدة ممكنة عبر استراتيجية “تسطيح المنحنى”، إلى غاية اكتشاف دواء لكورونا، “لكن يبدو أن الوضع في العالم لم يعد يحتمل أكثر، لأن الاقتصادات أوشكت على الانهيار”.

واسترسل:”هناك الكثير من المواطنين الذين كانوا يطالبون برفع الحجر، والتعايش مع الفيروس، نظرا للضرر الاقتصادي الكبير الذي تسبب فيه، كما أن العديد من دول العالم قررت إعادة العجلة الاقتصادية للدوران، بالرغم من استمرار تسجيل إصابات فيروس كورونا.

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد نبهت في وقت سابق من أن أي تهاون في التقيد بإجراءات الحجر الصحي حول العالم، قد يتسبب في عودة أقوى للفيروس، إلى جانب تحذيرها من موجة ثانية على الأبواب، وهو ما يفسره الارتفاع الكبير لعدد الإصابات حول العالم في الفترة الأخيرة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي