Share
  • Link copied

“تربية النّحل”.. مشروعٌ مربح يغري الشّباب المغربيّ في مرحلة ما بعد الجائحة

يواصل ميدان تربية النحل إغراء مجموعة من الشّباب على الدخول فيه خلال الفترة الحالية، المتسمة بوصول تفشي فيروس كورونا، إلى آخر مراحله، بعد أن شرعت المملكة في حملة تلقيح مواطنيها ضده، خصوصا أن هذا المشروع أقلّ تكلفة من عدة مجالات مدرّة للدخل، مثل تربية الدواجن أو المواشي، إلى جانب أن فرص الربح منه أكبر بكثير، كما أن نسب نجاحه أعلى من غيره.

وفضّل العشرات من الشّبان مشروع تربية النحل دون غيره من المشاريع المتاحة، جيث لجأ العديد منهم إلى برنامج انطلاقة الذي أعطى الملك محمد السادس انطلاقته منذ أزيد من سنة، بغية دعم الشّباب حامل أفكار المشاريع، والمقاولات الصغرى بالبلاد، من أجل الحصول على تمويلٍ لشراء صناديق النحل وبقية المستلزمات المتعلقة بالميدان، والبدء فيه.

وفي هذا السياق، قال عبد الرّحيم عنوري، مربي نحلٍ، والمنسق الإقليمي للرابطة الوطنية للمقاولين الشباب والتنمية المقاولاتية فرع الناظور، إن الأسباب التي دفعت مجموعة من الشباب إلى اختيار تربية النحل كمشروع لهم، هي أن الأخير، بالمقارنة مع تربية الدواجن أو المواشي، ناجح، لأن النحل ينتج كلّ ثلاثة أشهر.

وأضاف عبد الرحيم في تصريح لجريدة “بناصا”: “مثلا إن أخذت النحل للأوكاليبتوس فإنه سينتج عسل الأوكاليبتوس، وإن رحّلته للبرتقال، سينتج عسل البرتقال، وإن حملته للخزامة، سينتج عسل الخزامة، وإن أخذته إلى الخروب سينتج عسل الخروب”، لهذا، يواصل عنوري، يختار الشّباب الدخول إلى هذا المشروع.

من جهة أخرى، يُتابع المتحدث نفسه، “هناك أمر يسمى بالتقسيم، أي أن تقسم خلايا صندوق النحل الواحد البالغ عددها عشر خلايا، على ثلاث صناديق، بمواقع ثلاث خلايا للصندوقين الإضافيين، وأربع في واحد، للشروع بعدها في إطعام النحل، إما بشراء المحلول الخاص بها، أو بصناعته تقليدياً عبر السكر والليمون، من أجل تكاثرها لترتفع عدد الخلايا إلى أن تصل عشر في كل صندوق”.

واسترسل عنوري بأنه “بعد هذه العملية سيصبح لدينا 3 صناديق، مردفاً أن ثمن صندوق النحل هو 1000 درهم، أما ثمنه وهو فارغ فهو 200 درهماً، وفي حال اشترينا اثنين، وقمنا بعملية التقسيم، على صندوقين إضافيين، فإننا سنحصل في النهاية على 3 صناديق ممتلئة، والتي يصل ثمنها إلى 3000 درهماً، يعني بزيادة 1600 درهماً عن الثمن التي دفع في الصندوق المملوء والصندوقين الفارغين”.

وأوضح المتكلّم بأن “مشروع تربية النحل مربح، وفي نفس الوقت قد تواجه أصحابه الكثير من المشاكل التي تمسّ النحل، مثل بعض الأمراض، أو الريح، التي تشكل خطورة على النحل، إلى جانب أن الأشخاص الذين لا يتوفرون على دراية كافية بالميدان، ولم يسبق لهم أن اجتازوا دوريات تكوينية، أو قضوا فترات مع مربي النحل، يصعب عليهم الدخول في المشروع مباشرة”.

وأشار عنوري إلى أن المشروع مربح أيضا، لأنه لا يعتمد على العسل وحده، بل أيضا على حبوب اللقاح والغذاء الملكي، مستدركاً بأن على الأشخاص الذين يرغبون في دخول الميدان، أن يكتسبوا بعضاً من المعطيات والمعلومات من الدورات التدريبية المتاحة، من أجل معرفة سبل الحرص على إنجاح الإنتاج، وتفادي موت النحل.

وأردف المتحدث نفسه، بأن “على الشباب المقبلين على هذا النوع من المشاريع، اجتياز فترات مع أحد المربين، من أجل تعلم سبل تربيته وكيفية استخراج العسل وحبوب اللقاح، ومتى يمكن فتح الخلية، ومتى يمنع ذلك. من الضروري وجود دراية ومعلومات كافية عن النحل، ونوعيته، وأيضا نوعية الصندوق الذي على الشخص أن يشتريه، والشموع التي يمكن استعمالها لمساعدة النحل على رفع عدد الخلايا”.

أما فيما يخص التسويق، يقول عبد الرحيم، إن هناك العديد من الطرق لذلك، “وعني شخصياً، أستعمل السوشيال ميديا، عبر خلق صفحات للعسل والنحل، والسعي لاستقطاب الزبناء المحتملين، إلى جانب أن هناك من يبيع في بعض المواقع، فيما يلجأ آخرون للبيع للعطارة والعشابة، أو للجالية المغربية بالخارج، التي تشتري مني مثلا، وأرسل لها المنتوجات”.

واسترسل المتحدث بأن هناك بعض الصعوبات والمشاكل التي تواجه الشباب أثناء التسويق لمنتوجاتهم من العسل، وعلى رأسها ثقة الزبناء المحتملين، مشيراً إلى أن “بعض الأشخاص أخذوا العسل من جهة الشرق لبيعه بالدار البيضاء، ووجدوا أناس يغربون في الشراء، غير أنههم واجهوا شكوكاً بشأن مدى مصداقية البائعين، ومدى كون العسل بالفعل منتوجاً طبيعيا للنحل أو أنه مزور”.

Share
  • Link copied
المقال التالي