Share
  • Link copied

تحضير الحبر السري وأساليب تعذيب معتقلي القاعدة.. أشهر 7 وثائق أمريكية رفعت عنها السرية

كل فترة نسمع عن وثائق أمريكية رفعت عنها السرية اعتبرها المسؤولون شديدة الحساسية ولا يمكن نشرها في زمن قبله، وتعتبر هذه الوثائق بمثابة كنز معلومات عن التاريخ الخفي لحروب، ومحادثات دبلوماسية، وجواسيس، وأسلحة سرية، وقرارات مصيرية تتعلق بالأنشطة السياسية أو الأمن القومي الأمريكي، وقد استغرق نشرها سنوات عديدة، بينما بقيت وثائق أخرى سرية ولا يعرف عنها الجمهور شيئاً.

تملك الحكومة الأمريكية أسراراً كثيرة لدرجة أن غربلتها ومعرفة ما يصلح للنشر منها مهمة شاقة. ففي العام 2017، وهو آخر عام تتوافر عنه إحصاءات، راجعت الوكالات الفيدرالية 83.8 مليون وثيقة، رُفعت عن 46 مليون منها- أي أكثر من النصف بقليل- السرية. وكثير منها يتوافر على الموقع الإلكتروني الخاص بأرشيف الأمن القومي التابع لجامعة جورج واشنطن، وهو عبارة عن هيئة تضم صحفيين وباحثين تعمل على تجميع ما قد يكون أكبر مجموعة معلومات حكومية رُفعت عنها السرية. وهنا دعونا نمر على أبرز مجموعة وثائق أمريكية رفعت عنها السرية في السنوات الأخيرة.

1- الجيش الأمريكي كان يخطط لإقامة قاعدة على القمر

في العام 1959، اقترح الفريق آرثر ترودو، رئيس البحث والتطوير بالجيش، بناء قاعدة على القمر، ورأى أنها ستكون ضرورية “لتطوير تقنيات مراقبة الأرض والفضاء من القمر”، وللتصدي لمطالبات السوفييت المتوقعة بالسيطرة على أجزاء من سطح القمر.

اقترحت الخطة إنشاء مستوطنة أواخر العام 1965، وتقتضي تنفيذ 150 عملية إطلاق لصواريخ ساتيرن 1 و2 لنقل ما يزيد على 226 ألف كيلوغرام من الأدوات اللازمة لبناء قاعدة تحت الأرض لـ12 رجلاً.

2- إدارة كينيدي درست غزو كوبا عام 1962

في أعقاب أزمة الصواريخ الكوبية، كتب رئيس هيئة الأركان المشتركة، ماكسويل تيلور، مذكرة بتاريخ 2 نوفمبر عام 1962، بناءً على طلب الرئيس جون كينيدي، الذي أراد أن يعرف التكلفة البشرية لغزو كوبا.

وكتب تيلور أنه في حال استخدام القوات الكوبية أسلحة تقليدية وليس أسلحة نووية تكتيكية، “فخططنا الطبية مصممة لاستيعاب قرابة 18500 ضحية في الأيام العشرة الأولى من العملية”. على أنه في حال استخدام أسلحة نووية تكتيكية، “فلا يوجد عامل خبرة يمكن على أساسه تقدير الخسائر”.

3- الحكومة الأمريكية تراقب شخصيات أمريكية بارزة

بفضل جهود أرشيف الأمن القومي، رفعت وكالة الأمن القومي السرية في العام 2013 عن وثيقة تاريخية بـ”قائمة مراقبة” تضم شخصيات أمريكية بارزة معارضة لحرب فيتنام، وكانت الحكومة تتنصت على اتصالاتهم الخارجية من عام 1967 إلى عام 1973.

تقول إحدى الوثائق: “الرئيس جونسون أراد أن يعرف إن كانت الحركة المحلية المناهضة للحرب تتلقى مساعدة من الخارج”. وتوسع مشروع MINARET، الاسم الذي أُطلق على هذه العملية، ليشمل مراقبة أكثر من 1600 شخص، من بينهم زعيما الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ جونيور وويتني يونغ، ومحمد علي كلاي، وفرانك تشيرش، وعدد من نواب مجلس الشيوخ والصحفيين وكُتاب الرأي.

وقد استمرت عملية المراقبة خلال إدارة نيكسون حتى قرر المدعي العام إليوت ريتشاردسون، الذي كان قلقاً من شرعيتها المشكوك فيها، وقفها خلال فضيحة “ووترغيت” في سبتمبر عام 1973، كما أشار موقع HowStuffWorks الأمريكي.

4– أساليب الاستجواب مع معتقلي القاعدة

في العام 2004، أصدر المفتش العام لوكالة المخابرات المركزية تقريراً يتحدث عن “أساليب الاستجواب المتقدمة” المستخدمة مع معتقلي تنظيم القاعدة، بعد أن حُجب جزء كبير منه في عهد إدارة جورج بوش الابن ثم نُشر مرة أخرى دون حجب كبير في عهد إدارة أوباما.

ومن أساليب التعذيب التي أشارت إليها الوثيقة “الضرب بالحائط”، حيث تُسحب رؤوس السجناء ثُم تُضرب بالحائط، والصفع على الوجه، والوضعيات المُجهدة، والحرمان من النوم، والإيهام بالغرق، حيث “تُشل حركة رأس المعتقل ويغطي المحقق فمه وأنفه بقطعة قماش ويصب الماء عليها بكميات محددة”، وينتج عن ذلك حجز تدفق الهواء لمدة تتراوح بين 20 و40 ثانية و”إحساس بالغرق والاختناق”.

ومن ضمن الأساليب الأخرى حبس المعتقل في صندوق لمدة تصل إلى 18 ساعة، ووضع “حشرة غير مؤذية” معه بالداخل أحياناً؛ لزيادة عذابه.

5- أقدم وثائق سرية للحكومة الأمريكية.. تحضير الحبر السري

في العام 2011، رفعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) السرية عما قالت إنها “أقدم وثائق سرية للحكومة الأمريكية”، وإحداها كانت تعود إلى العام 1917. وهذه الوثائق، التي كانت توضح طرق تحضير الحبر السري وفتح الخطابات المغلقة، اعتُبرت قابلة للنشر، لأن “تطورات التكنولوجيا الحديثة” ألغت حساسية هذه المعلومات، وفقاً لما قاله ليون بانيتا، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية حينها.

يُلزم الأمر التنفيذي لعام 2009 والصادر عن الرئيس آنذاك باراك أوباما، برفع السرية عنها تلقائياً بعد 10 إلى 25 عاماً من صدورها، وإن كانت توجد استثناءات قليلة، فالمعلومات التي تحدد مصدراً استخباراتياً بشرياً سرياً أو تفاصيل تصميم أسلحة دمار شامل، يمكن حظر نشرها إلى أجل غير مسمى.

6- وزارة الدفاع الأمريكية تتبعت “ظواهر جوية مجهولة”

هذه الوثائق تحوي بعض المعلومات التي لم تُصنَّف بأنها سرية فعلياً، لكنها لم تُنشر للجمهور. وفي العام 2020، أذنت وزارة الدفاع الأمريكية للبحرية الأمريكية بنشر مقطع فيديو لثلاثة حوادث، أحدها في العام 2004 والآخران بالعام 2015، واجه خلالها طيارون في البحرية “ظواهر جوية مجهولة”، وهو مصطلح آخر للإشارة إلى “الأجسام الطائرة الغامضة”.

وأشارت وزارة الدفاع في بيان صحفي: “بعد مراجعة شاملة، قررت الوزارة أن النشر المصرح به لهذه المقاطع غير السرية لا يكشف أي قدرات أو منظومات حساسة، ولا يمس بأي تحقيقات لاحقة في الظواهر الجوية المجهولة في المجال الجوي العسكري”.

وقانون الإغاثة الخاص بكوفيد-19 والذي أقره الكونغرس في عام 2020 تضمن بنداً أيضاً يُلزم وكالات حكومية بنشر ملفاتها عن هذه الأجسام الطائرة المجهولة. ويحوي هذا الموقع مجموعة متنوعة من الوثائق، من بينها تقرير غامض يرصد عدة “أجسام طائرة سريعة الحركة” فوق ستالينغراد عام 1954، نُشر على موقع وكالة المخابرات المركزية الإلكتروني.

7- وثائق هجمات 11 سبتمبر

مؤخراً، وقّع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمراً تنفيذياً موجهاً لوزارة العدل والوكالات الأخرى ذات الصلة، لمراجعة إمكانية نزع السرية عن وثائق لمكتب التحقيقات الاتحادي عن هجمات 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، والتي كانت الحكومة الأمريكية تفرض عليها غطاء السرية بالسابق.

حيث قال بايدن، في بيان أصدره البيت الأبيض في 3 سبتمبر 2021: “عندما ترشحت للرئاسة، تعهدت بضمان الشفافية فيما يخص نزع السرية عن وثائق تخص هجمات 11 سبتمبر”، مضيفاً: “يتطلب الأمر التنفيذي من المدعي العام الإفراج عن الوثائق التي رُفعت عنها السرية علناً خلال الأشهر الستة المقبلة”، واعتبر القرار أن من حق عائلات 2977 والجمهور معرفة تفاصيل ما وصفه بـ”أسوأ هجوم إرهابي على أمريكا في تاريخها”.

كما ذكر أن القرار الذي جاء قبل يومين من حلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر، يأتي “على الرغم من أن الإفراج العشوائي عن معلومات سرية يمكن أن يعرّض الأمن القومي للخطر- وضمن ذلك جهود حكومتنا للحماية من أعمال الإرهاب المستقبلية- فلا ينبغي أن تظل المعلومات سرية عندما يكون اهتمام الجمهور بالإفصاح يفوق أي ضرر للأمن القومي يمكن توقعه بشكل معقول من الكشف”.

Share
  • Link copied
المقال التالي