شارك المقال
  • تم النسخ

بين الإنجازات والتشكيك.. هل المغرب محصن من الاختطاف الأيديولوجي؟

يودّع المغرب، عام التحديات الصعبة، بانتصارات دبلوماسية ميدانية وتاريخية، دُشنت بفتح عدد من القنصليات بكل من مدينتي العيون والداخلة، وانتهت بانتزاع اعتراف تاريخي أمريكي واستئناف للعلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب.

وبجهود دؤوبة وبخطوات لا تعرف الكلَّ، تَمكّن المغرب من كسب معارك دبلوماسية ساحقة على دُعاة الانفصال، سواء من خلال افتتاح 19 قُنصلية عامة بالأقاليم الجنوبية، أو عبر تحرير معبر الكركرات، أو فيما يتعلق بوساطته الناجعة في الملف الليبي. 

ولم تكبح جائحة “كورونا” التي ألقت بظلالها الثقيلة من طموح المغرب الكبير في تحويل الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، وخاصة مدينتي العيون والداخلة، إلى حاضرتين للدبلوماسية الدولية، ونافذة للاستثمارات العالمية العملاقة، كان آخرها إعلان الرئيس التنفيذي للمؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية، آدم بوهلر، توسيع  الاستثمارات الأمريكية بقيمة مالية تصل إلى 5 مليارات دولار بالمنطقة.

مقابل ذلك، يمكن رصد ردود فعل، افتراضية وواقعية، مشككة في قرارات الدولة، إلى حدود العدمية أحيانا، ودون مبرر منطقي في كل ما يصدر عن الدولة، سواء من العامة أو التيارات اليسارية أو من الفاعل الإسلاموي.

وتتزامن ردود الأفعال المشككة في قدرات الدولة بين أحداث تفكيك خلايا إرهابية، والإعلان عن حملة التلقيح ضد كورونا، ليصل مداها إلى الانتصارات الدبلوماسية للمملكة المغربية على أرض الواقع.

وكشف الدكتور إدريس جنداري، الكاتب والباحث الأكاديمي المغربي، وصاحب كتاب «المسألة السياسية في المغرب» في هذا السياق، “أننا نعيش في المغرب مفارقة غريبة تستحق فتح نقاش مستعجل”.

وأوضح المتحدث ذاته في تصريحه لـ”بناصا”، “أنه من جهة، يحقق المغرب إنجازات جيو-استراتيجية غير مسبوقة في علاقة بقضية وحدته الترابية وحدوده البحرية، ويحقق نتيجة ذلك مكانة دولية معتبرة رفعته إلى مستوى شريك استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، وأكبر شريك تجاري للاتحاد الأوربي”.

ومن جهة أخرى، يضيف جنداري، “نعيش على وقع سوء فهم شعبي كبير غير مفهوم لكل هذه الإنجازات، مما يسهل مهمة الخصوم الخارجيين لاختراق الصف الوطني باعتماد شعارات إيديولوجية جوفاء”.

وأشار الباحث الأكاديمي، إلى أن “سوء الفهم الشعبي، يمنح ورقة رابحة للتيارات الإيديولوجية الوطن-فوبية للتلاعب بالرأي العام الوطني وتوجيهه لخدمة شعاراتها الإيديولوجية، سواء أكانت شعارات أممية يوظفها الفاعل الإسلاموي، أو شعارات تقرير المصير التي يوظفها اليسار الراديكالي”.

واقترح جنداري، “وضع استراتيجية تواصلية وطنية، تصحح الفهم الخاطئ عبر إحاطة الرأي الوطني بحقيقة الإنجازات الاستراتيجية التي يحققها بلدنا، وذلك من أجل توحيد الصف الوطني وتحصينه من الاختطاف الإيديولوجي”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي