اتهم الناشط الأمازيغي والفاعل السياسي، رشيد بوهدوز، عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بتصفية حساباته السياسية مع الأمينين العامين السابقين، إلياس العماري، وحكيم بنشماس، عبر تهميش الأمازيغية.
وقال بوهدوز، في مداخلة له، خلال الندوة التي نظمتها جريدة “بناصا” أمس السبت، بعنوان: “السنة الأمازيغية بين الاحتفاء والترسيم، إن الأمين العام الحالي للأصالة والمعاصرة، “جعل من القضية الأمازيغية، قضية تصفية حسابات مع خصومه السياسيين داخل الحزب”.
وأضاف عضو المجلس الوطني لـ”البام”، أن وهبي كان “يعتبر الأمازيغية لصيقة بالأمناء العامين السابقين، مثل العماري وبنشماس، لذلك فتصفية الحسابات معهم، كان بالضرورة يعني تهميش الأمازيغية، لأنها تمثلهم، في نظره، وهو أمر نبهنا إليه أكثر من مرة داخل المجلس الوطني”.
وتابع أن هذا الموضوع، “توج بتأسيس أكراو للدفاع عن الأمازيغية من داخل المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة، الذي أتولى مسؤولية منسقه”، مبرزاً أن الحزب السياسي ليس كيانا جامدا، بل “هو مواطن، هو منخرط، هو مناضل”، ولابد من الانخراط فيها لتغييرها، لكن أن نجلس على الأريكة وننتظر أن تتغير الأحزاب، فهذا لن يُحدث أي شيء.
وأوضح بوهدوز أن “كل شخص يناضل من موقعه، لكي نغير مواقف الحزب، أو نسرع منها، أو نوجهها”، منبهاً إلى أن “خطأ الحركة الأمازيغية في تعاطيها مع العمل السياسي، هو ما جعل الأمازيغية تتأخر في المغرب، لأن لها فوبيا من العمل السياسي، وهي تنتظر الهبات، لا تؤمن بالنضال السياسي من داخل الأحزاب”.
وعكس من يقول إن الأحزاب في سبات عميق، من ناحية تعاطيها مع الأمازيغية، اعتبر بوهدوز، أن “الحركة الأمازيغية هي من تعيش في سبات”، مشدداً على ضرورة ممارسة “السياسية والضغط، من أجل تحقيق مطالبنا أو ما نؤمن به، أما نضال البيانات أو نضال الأريكة، لن يعطي أي شيء، ولن نتمكن من الضغط أو إثبات مواقفنا أو مبادئنا أو قضيتنا، لذلك إني أرى أن الأحزاب هي انعكاس للمجتمع، ويجب على الشباب أن يناضلوا من داخل الأحزاب لكي يستطيعوا أن الوصول لمراكز القرار”.
وأكد الناشط الأمازيغي خلال مداخلته، أن “الأمازيغية حاليا، هي مسألة إحراج سياسي أكثر منها ترافع للحركة الأمازيغية، يعني هناك المؤسسة الملكية التي أعطت مواقف جد متقدمة من الأمازيغية، وبالتالي الأحزاب باتت محرجة بضرورة مسايرة المؤسسة الملكية فيما يتعلق بالقضية الأمازيغية”.
وذكّر بوهدوز، بالخطوة التي قام بها الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، حميد شباط، الذي جعل “السنة الأمازيغية عطلة رسمية مؤدى عنها في جميع هياكل الحزب، حيث عمل حين رأى أن هناك زخما نضاليا أمازيغيا داخليا، قرر أن تكون له مواقف متقدمة من القضية الأمازيغية”، مشيراً إلى أننا “لا نحاسب الأحزاب عن ماضيها، بل نحاسبها عن الحاضر”.
وأردف أن “الجيل الحالي للحركة الأمازيغية، مقصّر في النضال من أجل القضية. نحن مقصرين حاليا سواء بعدم الوعي السياسي، لأننا لا نمارس السياسة، ولا نعمل على اختراق الأحزاب والمجتمع المدني، لكي نستطيع أن نوصل قضيتنا”، مشيراً إلى أن الأمازيغية، “أزمة وعي، فيوم نوعي السياسي المغربي والمواطن المغربي والمجتمع المغربي، بأن الحضارة الأمازيغية، ليست هي التي صورتها لنا التلفزة والإعلام والمدرسة، وأنها أعرق بكثير، سنشجع على الاعتراف بها”.
تعليقات الزوار ( 0 )