شارك المقال
  • تم النسخ

بنيعقوب: خطاب ثورة الملك والشعب تجاهل الجزائر لأن قيادتها لم تعد تملك قراراتها

أكد الخطاب الملكي، بمناسبة ثورة الملك والشعب، على أن المغرب مستهدف من قبل دول شركاء تقليديين ‘’أعداء الوحدة الترابية للمملكة، وينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا’’ مضيفا ‘’وقليل من الدول، خاصة الأوروبية، التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين، تخاف على مصالحها الاقتصادية، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها، بالمنطقة المغاربية’’.

وأشار الخطاب الملكي، إلى أنه تم تجييش أجهزة وإمكانيات كبيرة من أجل النيل من سمعة الجهاز الأمني للمغرب، و تجنيد كل الوسائل الممكنة، الشرعية وغير الشرعية، وتوزيع الأدوار، واستعمال وسائل تأثير ضخمة، لتوريط المغرب، في مشاكل وخلافات مع بعض الدول.’’ وقد ‘’أبانت الشهور الأخيرة، أن هذه الدول تعرف ضعفا كبيرا، في احترام مؤسسات الدولة، ومهامها التقليدية الأساسية’’.

كما وجه الملك، رسائل مباشرة إلى عدد من الدول والجهات التي تسعى إلى عرقلة مسيرة البلاد التنموية، حيث قال ‘’ إنهم لا يريدون أن يفهموا، بأن قواعد التعامل تغيرت، وبأن دولنا قادرة على تدبير أمورها، واستثمار مواردها وطاقاتها، لصالح شعوبنا’’ مؤكدا على أن ‘’هناك تقارير تجاوزت كل الحدود. فبدل أن تدعو إلى دعم جهود المغرب، في توازن بين دول المنطقة، قدمت توصيات بعرقلة مسيرته التنموية، بدعوى أنها تخلق اختلالا بين البلدان المغاربية’’.

وتعليقا على مضامين الخطاب الملكي، قال إدريس بنيعقوب، الباحث في العلوم السياسية، إن ‘’الخطاب الملكي لثورة الملك والشعب كان خطابا استثنائيا من حيث التركيز على علاقات المغرب الخارجية خصوصا مع الجانب الأوروبي’’.

وأضاف بنيعقوب في تصريحه لمنبر بناصا أن ‘’الخطاب لم يعر اهتماما لتطورات العلاقة مع الجزائر، وتم تجاهلها بالنظر إلى كون القيادة الجزائرية الحالية لم تعد صاحبة القرار وأن أطراف دولية هي من تحركها خصوصا في الاتحاد الأوروبي وربما المقصود عندما تحدث الملك عن أطراف مازالت تشتغل بعقلية الماضي ربما فرنسا بالأساس ثم إسبانيا وحتى تركيا وألمانيا’’.

وأوضح الباحث في العلوم السياسية، أن ‘’الملك محمد السادس تحدث مباشرة مع من يحركون القرار الجزائري في خلق التوتر مع المغرب ولم يتحدث مع الجزائر فاقدة استقلالية القرار’’ مضيفا أن ‘’الملك يقر بشكل مطلق بأن التهجمات على المغرب سواء في موضوع حقوق الإنسان أو قضية بيغاسوس أن السبب هو استقلالية القرار الوطني في المغرب وأنها جاءت مدروسة ومن دول هي نفسها التي اعترفت بقدرات المؤسسة الأمنية المغربية’’.

وأشار الباحث في العلوم السياسية إلى أن ‘’الملك يبدو أنه يرد بشكل ضمني على الجزائر وعلى من يحركها سواء فرنسيين أو أتراك بأن المغرب دولة عريقة عرفت مفهوم الدولة والنظام السياسي منذ قرون عكس الجزائر الدولة الحديثة الولادة التي ولدت غداة الاستقلال’’ وأن ‘’هناك اشارات على تحول في مواقف إسبانيا تجاه المغرب وربما في قضية الصحراء المغربية’’.

مبرزا في ذات السياق أن ‘’هناك إشارات في الخطاب على وجود أطراف أوروبية تزرع الفرقة بين دول الإتحاد المغاربي ولعل فرنسا على رأسها باعتبار أن الربط كان ضمنيا بين الهجومات على المغرب مؤخرا في قضية بيغاسوس وبين الحديث عن التدخلات لزرع الفرقة بين دول الإتحاد المغاربي بعقلية الماضي أي بعقلية الاستعمار’’.

وقال بنيعقوب إن الخطاب حمل ‘’إشارة للأزمة الاجتماعية والسياسية التي تعرفها فرنسا فمنذ تولي ماكرون وتهميش السياسة والمثقفين في الرئاسة الفرنسية ارتفعت موجة الاحتجاجات بل لم تتوقف منذ 2019 مع أزمة الطاقة والبدلات الصفراء إلى حدود اليوم ارتفع مع الاشتباكات في ظل كورونا مما يعكس فشل النظام الفرنسي حاليا للتواصل ولفهم المجتمع الفرنسي وبالتالي يعيش أزمة نظام حقيقية مما دفع عدد من المفكرين إلى الدعوة إلى تجديد الجمهورية الخامسة إضافة إلى بعض الإجراءات التي رفضها الشارع الفرنسي لأنها لا تنسجم مع قيم فرنسا الحقوقية ومع منهج التشارك المؤسساتي’’.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي