Share
  • Link copied

بنيس: عودة المغاربة لعاداتهم “خطر محذق” ونحن أمام جائحة “لا نهاية لها”

مع بدء تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، بدأت بعض العادات الجديدة تتجذر في صلب المجتمع المغربي، بعد أن أدخل هذا الضيف غير المرغوب فيه سلوكيات جديدة إلى المجتمعات من أجل الوقاية منه ومنع انتقاله من شخص إلى آخر ، كتبادل التحية “عن بعد”، واستئناس التباعد الاجتماعي، غياب للأحضان والقبل المتتالية وغيرها  من السلوكيات ألفها المغاربة طيلة فترة الحجر الصحي، فهل سيعود المغاربة إلى ما كانوا عليه، أم أن الخوف من الإصابة بالمرض سيجعلهم يحافظون على السلوكيات الجديدة التي فرضها هذا الوباء؟

في هذا الصدد يرى الدكتور سعيد بنيس أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، والمتخصص في الإعلام والظواهر الاجتماعية، أن” المهم في الدخول إلى زمن ما بعد الحجر هو جدلية العودة إلى الطقوس أو تغيير الطقوس، من التقارب الاجتماعي إلى التباعد الاجتماعي، بحيث اعتاد المغاربة على طقوس مجتمعية كالتقارب عند الحديث مع الطرف الآخر وغيرها، فإذا عادت هذه العادات بعد الحجر الصحي، من شأنه أن يشكّل  “خطرا محذقا” لاسيما أننا في هذا الظرف الراهن ليست هناك معلومات علمية حول اندثار هذا الوباء أو عودته من جديد”.

وتابع أستاذ علم الاجتماع ،أنه “يجب  التحسيس بأننا أمام جائحة لا نهاية لها، وإبداع وسائل جديدة للتحسيس والتوعية بمخاطر زمن ما بعد كورونا، بطرق مؤطرة لكي ينضبط المواطنون لما بعد الحجر الصحي، مضيفا أن تداعيات ما بعد الحجر لا يعلمها أحد”، وأضاف أن” التجارب الناجحة التى اعتمدتها كل من  ألمانيا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا لمحاربة كوفيد-19 اعتمدت على ما أسماه بانضباط المواطنين للتعليمات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها السلطات المختصة”.

وتجدر الإشارة إلى أنه في أوقات الأزمات والتغييرات المفاجئة، حدثت قطيعة مع عديد من التوقعات المعتادة، قطيعة تقوت مع تفاقم الأزمة الصحية، وبعد تفشي الوباء، وقلبت حياتنا اليومية رأساً على عقب بوضع قواعد جديدة، ومع اقتراب موعد رفع الحجر الصحي سنكون في مرحلة انتقالية يجب أن تؤخذ في الاعتبار، وستكون مليئة بالتردد أو سوء الفهم أو حتى رفض للاستمرار في قواعد الحجر الصحيّ،  وإلى ذلك الحين سيظل المغاربة في ترقب لتغير مجهول.

Share
  • Link copied
المقال التالي