تساءل الكاتب الأمريكي البحريني، عمران سلمان، عن سبب تقدم فيتنام، وبقاء الجزائر في مكانها، باعتبارهما، حسبه، “مادة خصبة للمقارنة والدراسة بالنظر إلى أوجه الشبه الكثيرة بينهما”.
وقال سلمان، في مقال تحليلي، نشره موقع قناة “الحرة”، إن الإجابة عن السؤال، تكمن في رد الفعل على التحدي الذي واجهته فيتنام بعد الحرب مع أمريكا، والجزائر بعد الحرب مع فرنسا، حيث كان بإمكان البلد الأسيوي البقاء حبيسة ظروف الحرب ولعب دور الضحية.
وأضاف أن فيتنام كان يمكنها لعب هذا الدور، واعتبار نفسها “رأس حربة في العداء مع أمريكا والإمبريالية والاستعمار والرأسمالية، ومواصلة حشو أدمغة طلابها وشبابها بالشعارات الخاوية واجترار الماضي والعيش على بطولاته”.
لكن، يضيف سلمان، فيتنام كانت أذكى، وتفادت السير في هذا الطريق، و”تركت الماضي للماضي”، وعملت على “التصالح التاريخي مع الولايات المتحدة وبناء علاقات وثيقة وشراكة معها”.
وأردف سلمان، أن غالبية الشعب الفيتنامي، ينظر اليوم إيجابيا إلى “كل ما يتعلق بأمريكا والغرب عموما، إذ يشير استطلاع للرأي أجرته مؤسسة بيو للأبحاث في سنة 2017، إلى أن 76 في المائة من الفيتناميين، لهم رأي إيجابي في الولايات المتحدة”.
وعلى النقيض من ذلك، يوضح الكاتب: “بقيت الجزائر أسيرة مرحلة الاستعمار الفرنسي ولم تغادرها قط، وليس هناك أدل من ذلك مما جاء في استطلاع للرأي أجراه الباروميتر العربي سنة 2019”.
واسترسل الكاتب الأمريكي، أن قلة من الجزائريين، لا تتعدى نسبتهم 24 في المائة، هم من أبدوا رغبتهم في إقامة علاقات اقتصادية أقوى بين بلادهم والولايات المتحدة الأمريكية، مقابل رغبة 50 في المائة، في تعزيز العلاقات مع تركيا، و36 في المائة مع الصين، و35 في المائة مع روسيا.
تعليقات الزوار ( 0 )