شارك المقال
  • تم النسخ

بعد لجوئها لـ”ملف الطاقة”.. الجزائر تلعب آخر أوراقها في مواجهة تقوّي المغرب

اعتبر خبراء سياسيون أن المغرب والجزائر يتجهان إلى المواجهة، بعدما باتا من النقط الساخنة الجديدة على الكوكب، على غرار الهند وباكستان، معتبرين أن البلدين الجارين الواقعين في شمال إفريقيا، لم يعودا يرون أنفسهم منافسين كما كان عليه الحال في القرن الماضي، حين لم يصدق أحد مواجهاتهم بجدية، ولكن باتوا يرون أنفسهم “أعداءً”.

وقال لويس مارتينيز، مدير الأبحاث في مركز “Science Po-CERI”، حسب ما جاء في تقرير جريدة “لافانغزارديا”، إن الجزائر، تسعى عبر التخلي عن خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، القرار الذي لا يأتي لأسباب اقتصادية، إلى استعادة نفوذها المتراجع على المستوى الإقليمي والقاري والدولي، وهي تحن إلى دبلوماسية السنوات الفضية بين سنة 1962 و1991.

وأضاف مارتينيز، أن عملاقي المغرب العربي، الاثنين، تعايشا، إلى جانب تونس وحتى ليبيا وموريتيا، بشمل ودي قبل وأثناء الاستعمار الفرنسي للجزائر، الذي بدأ سنة 1830، الذي ركّز على شمال الجزائر، وسواحلها البحرية، خصوصاً بالجزائر العاصمة ووهران، ولم يهتم بضخامة الصحراء الجزائرية القاحلة، التي لا تضم سوى عدد قليل من الواحات.

من جهته، قال برنابي لوبيز، المتخصص في الشؤون المغاربية، إن العلاقات المغربية الجزائرية، لم تكن سيئة قبل الاستعمار الفرنسي، حيث كان المعارض الجزائري للاحتلال، عبد القادر، يتلقى المساعدة من طرف سلطان المغرب، وهو ما دفع باريس إلى قصف طنجة سنة 1844، متابعاً أن التعايش جرى تخريبه بسبب الحدود التي وضعتها فرنسا للجزائر.

وأوضح لوبيز، أن سنة 1963، كانت حاسمة، فمن الاتفاقيات الدبلوماسية المحتملة على الحدود، التي كان يفترض أن توقع بين المغرب والجزائر، إلى حرب الرمال، التي تسببت في وفيات متواضعة، غير أن عواقبها كانت كثيرة، لأن الحسن الثاني لم يتوقف عن الاعتقاد بأن الجمهورية الجزائرية الاشتراكية الجديدة، تريد خلعه كما حدث مع الملك فاروق في مصر، والملك إدريس في ليبيا.

واسترسل أن الحكومة الجزائرية المؤقتة، وعدت سنة 1961، عندما شعرت بقرب الاستقلال، بأنها ستعيد النظر في الحدود التي وضعها الاستعمار، لتلبية المطلب المغربي في استعادة أراضيه المقتطعة، وشكره على المساعدة في الحرب ضد فرنسا. متابعاً: “بعد شهور من صعوده إلى العرش، سافر الحسن الثاني للجزائر في مارس سنة 1963، غير أن السلطات في الجزائر رفضت لمس الحدود.

وبالموازاة مع ذلك، كان المغرب، غاضباً سياسيا، في ظل نشوء عدة أحزاب، هدفت إلى تقييد أو إلغاء السلطة الحقيقية في البلاد، على رأسها تيار المهدي بن بركة، وكان الحسن الثاني قد دخل في مفاوضات مع فرانكو، من أجل انسحاب إسبانيا من الصحراء، قبل أن يشرع في محاولة استعادة تندوف، وهي واحة مغربية منحتها رنسا للجزائر، وكانت سببا في إشعال حرب الرمال.

وزاد أن الجزائر تلقت مساعدات عسكرية من كوبا وسوريا ومصر، وتم أسر الضابط والطيار الشباب حسني مبارك، الذي تولى رئاسة مصر في وقت لاحق، من قبل الجيش المغربي، وهو ما أكد توقعات الحسن الثاني بوجود تيار خارجي بقيادة المصري عبد الناصر، يسعى لإنهاء الملكيات العربية بما فيها تلك الموجودة في الخليج.

وأكد لويس مارتينيز، أن الطاولة قلبت اليوم، فالمغرب بات يملك تحالفات خارجية أكثر وأفضل من الجزائر، موضحاً: “منذ استقلالها وحتى التسعينيات، كانت الجزائر هي قائدة المنطقة المغاربية، وهي التي تتمتع بموارد طاقة وهيبة دولية كبيرة لانتصارها على المستعمر وتنظيم دولة اشتراكية حديثة، بينما كان المغرب في الستينيات والسبعينيات نظاما ملكيا عشا ومضطرباً”.

وأردف أن المغرب، بدأ في الاستثمار في سنة 1990، حين انضم إلى التحالف لتحرير الكويت من الغزو العراقي، وانفتح على المستثمرين الأجانب والاتحاد الأوروبي، على عكس الجزائر”، مبرزاً أن “العجلة انقلبت اليوم، فالمغرب لديه تحالفات أجنبية أكثر وأفضل، مع الولايات المتحدة الأمريكية، دول الخليج، إسرائيل، والاتحاد الأوروبي”.

وأوضح أن هذه التحالفيات القوية للمغرب، هي ما جعلت الجزائر تشهر ورقة الطاقة التي تعتبرها رابحة، متابعاً أن السلطات في الجزائر، عملت حتى سنة 2000 على استعمال المملكة لصرف الانتباه عن الشؤون الداخلية، غير أن الأمر اليوم لم يعد كذلك، بل إنها باتت تنظر إلى الرباط على أنها عدو، يضيف الباحث نفسه.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي