مباشرة بعد إعلان فتح مدرجات الملاعب في وجه جماهير كرة القدم في المغرب، عادت إلى الواجهة التساؤلات بشأن استمرار إغلاق أماكن الوضوء في المساجد، في وقت يبدو، وفق متابعين، أن المغاربة عادوا إلى حياتهم الاعتيادية بعد حوالي ثلاث سنوات من التقيد بإجراءات فيروس كورونا.
واستنكر عدد من نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، خاصة على “فايسبوك”، عدم توضيح سبب استمرار هذا الإغلاق رغم أن نسبة انتشار فيروس كورونا عبر هذه الأماكن المخصصة للوضوء تبقى ضئيلة بالنظر إلى عدد مستعمليها وطبيعتها المتسمة بالنظافة في الدرجة الأولى.
وكتب أحدهم على حسابه على “فايسبوك” متسائلا: “زعما عادي تبقى أماكن الوضوء المساجد مسدودة فالوقت لي المراحيض ديال المراكز التجارية الكبرى والمقاهي والمطاعم ومحطات الاستراحة والحانات والفنادق والمطارات مفتوحة.. وحتى المراحيض العمومية فبعض المدن السياحية راها حتى هي خدامة”.
آخر علّق قائلا: “بغيت غير نفهم شنو علاقة الوضوء بمحاربة كورونا؟ كيفما بغيت نفهم علاش الناس محرومين من استخدام مصاحف المساجد، ياك المكتبات ديال الجامعات وأماكن بيع الكتب والمجلات بالأسواق الكبرى متاحة العموم بلا قيود، وحتى السلع والبضائع معروضة للجميع..فين كاين المشكل إذن؟”.
ويرى رافضي استمرار هذا الإجراء أنه “غير منطقي” خاصة وأن المسجد، وفق تفاعلهم مع الموضوع “هو الوحيد الذي يعاني من التضييق من وزارة الأوقاف، حيث يجبر كثير من المصلين إلى ولوج مقاهي ومحلات مجاورة للمساجد للتمكن من الوضوء، وفي ظل برودة الطقس وحاجة المصلين إلى ماء دافئ لإسباغ الوضوء، ما يضطر الكثير منهم للتفريط في صلاة الجماعة”.
تجدر الإشارة إلى أنه سبق لخالد السطي ولبنى علوي الأعضاء عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بمجلس المستشارين، أن وجّها سؤالا كتابيا إلى أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، حول الإجراءات والتدابير التي تعتزم وزارته اتخاذها من أجل التسريع بإعادة فتح أماكن الوضوء.
وذكر المستشاران في سؤالهما أن استمرار هذا الإغلاق يأتي رغم تخفيف السلطات العمومية من الإجراءات الاحترازية المتخذة للحد من تفشي وباء كورونا، ورغم التقدم المهم الحاصل في عملية التلقيح، مشيرين إلى أن السلطات سمحت منذ مدة طويلة بإعادة فتح المراحيض العمومية، كما أن دورات المياه بالمطاعم والمقاهي وغيرها من المرافق مفتوحة في وجه العموم.
وجدد عدد من المواطنين، وفق ما عاينته جريدة “بناصا” خلال اليومين الأخيرين، مطالبهم لوزارة الأوقاف لمراجعة قرارها، والسماح للمصلين بالوضوء في المساجد، داعين إلى “عدم التمييز” في إصدار قرارات التخفيف من إجراءات كورونا بين قطاع وآخر.
تعليقات الزوار ( 0 )