شارك المقال
  • تم النسخ

بعد زيارة الوفد الموريتاني.. هل يتجه المغرب لتوقيع اتفاقيات جديدة مع نواكشوط؟

شهدت مدينة الرباط يوم أمس الثلاثاء، استقبال وفد برلماني عن مكتب لجنة العلاقات الخارجية بالجمعية الوطنية الموريتانية، من قبل رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، ووزير الخارجية، ناصر بوريطة، ورئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، في إطار زيارة عمل يقوم بها للمغرب في إطار توطيد علاقات الشراكة والتعاون بين المغرب وموريتانيا، وبين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين.

ووفق بلاغ رئاسة الحكومة المغربية، فإن ‘’رئيس الحكومة أكد على استعداد المغرب الدائم لتقاسم الخبرات التي راكمها والتجارب الناجحة في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع الدول الإفريقية الشقيقة، وسعيه لمواكبة ودعم التنمية في القارة الإفريقية عبر مجموعة من البرامج والمشاريع والاستثمارات’’.

وأضاف المصدر ذاته، أن ‘’رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالجمعية الوطنية الموريتانية، عبر عن تقدير بلاده العالي للمملكة المغربية، وتطلعها لتعزيز علاقات التعاون والشراكة، وخاصة في المجالات الحيوية مثل الزراعة والصيد البحري والتصنيع وتكوين الكفاءات’’.

وتأتي هذه الزيارة، وفق متابعين للشأن السياسي والاستراتيجي للمنطقة، في سياق الأحداث الجيوسياسية التي تعيش على وقعها المنطقة، خاصة بعد القرار الأمريكي القاضي بمغربية الصحراء، وتأمين معبر الكركرات الذي يربط المغرب وموريتانيا، عبر الصحراء، بالإضافة إلى الأحداث التي عرفتها المنطقة مؤخرا، خاصة المتعلقة بالتنسيق المغربي الموريتاني في كافة المجالات.

العلاقات الموريتانية المغربية أو المغربية الموريتانية هي علاقات متجذرة في التاريخ

وفي سياق متصل قال أحمد ولد انداري، الباحث الموريتاني في الدراسات القانونية والعلوم السياسية ‘’بداية أعتقد أنه يجب التذكير بأن العلاقات الموريتانية المغربية أو المغربية الموريتانية هي علاقات متجذرة في التاريخ، وأن هناك مشتركات عديدة بين الشعبين المغربي والموريتاني، كما أن هناك أشياء كثيرة أخرى أيضا تجمع بين المغرب وموريتانيا، من النواحي الجغرافية والتاريخية والحضارية والاجتماعية والثقافية، علاوة عن الدواعي الاستراتيجية والمصالح الاقتصادية وغيرها’’.

مبرزا في ذات السياق أنه ‘’من حيث المبدأ فإن زيارة وفد برلماني موريتاني إلى المملكة المغربية أو حصول العكس ليس حدثا مفاجئا، بل إن الحدث المفاجئ حقيقة هو أن لا تحصل مثل تلك الزيارات، أو أن لاتتكرر، لكن في اعتقادي أن السياقات التاريخية التي صاحبت مسار العلاقات بين البلدين منذ نشأتها ساهمت في جعل هذه العلاقات علاقات متقلبة وغير ثابتة نسبيا، من الناحية السياسية، الأمر الذي جعل أي زيارة من هذا النوع تثير انتباه المهتمين وتعد مدعاة للتساؤل، وفيما يتعلق بالقراءة السياسية لهذه الزيارة فيمكن القول إنها تأتي في وقت تمر فيه العلاقات الموريتانية المغربية بواحدة من أفضل فتراتها خلال السنوات الأخيرة’’.

وأكد الباحث الموريتاني في تصريحه لجريدة بناصا الإلكترونية على أنه ‘’لايخفى على المتابع أن هذه العلاقات تعرف تحسنا ملحوظا، من وصول الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني إلى سدة الحكم في موريتانيا، إثر انتخابات العام 2019 الأخيرة، كما أنه يمكن النظر إلى هذه الزيارة ليس فقط على أنها تأتي ضمن دور عادي من أدوار البرلمان التي درج على القيام بها، ضمن ممارسته لما يعرف بالدبلوماسية البرلمانية، وإنما في اعتقادي فإنه يجب قراءة هذه الزيارة أيضا على أنها جزء من حركية مهمة تشهدها العلاقات بين البلدين في الفترة الحالية’’.

مردفا:’’ما يرجح هذا المعطى هو كون لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الموريتاني تعرف وعلى غرار الكثير من اللجان البرلمانية الأخرى هيمنة شبه تامة لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، خاصة في ظل المعطيات التي أفرزتها الانتخابات البرلمانية المتعلقة بهذه المأمورية البرلمانية، والتي حصل فيها الحزب الحاكم على أغلبية برلمانية أكثر من مريحة، بل إنها ربما هي الأكبر في تاريخ الأحزاب الحاكمة في موريتانيا، منذ بداية تجربة التحول الديمقراطي في هذا البلد مع مطلع تسعينات القرن الماضي’’.

التحضير لمجموعة من الاتفاقيات الجديدة التي قد تربط بين البلدين

وقال الدكتور أحمد ولد انداري إن ما ‘’يتعلق بطبيعة هذه الزيارة ودلالاتها، يمكن القول عنه، إنه بعيد عن ماهو معلن من الناحية الرسمية عن أن ‘’هذه الزيارة هي زيارة عمل تأتي في إطار توطيد علاقات الشراكة والتعاون بين موريتانيا والمغرب وبين المؤسستين التشريعيتين في البلدين، فإنني أرجح أن تكون لهذه الزيارة علاقة بالتحضير لمجموعة من الاتفاقيات الجديدة التي قد تربط بين البلدين’’.

وأوضح أن هذه الاتفاقيات تأتي في ‘’وقت أصبح فيه موعد انعقاد اللجنة العليا المشتركة قريبا، ومهما يكن من أمر فإن كون هذه الزيارة يمثل فيها البرلمان الموريتاني تمثيلا عال المستوى من خلال رئيس لجنة العلاقات الخارجية فيها ونائبه ومجموعة من أعضائها من جهة خاصة أن هذه اللجنة هي واحدة من أهم لجان البرلمان الموريتاني، وطبيعة الاستقبال الرفيع المستوى الذي حظيت به من قبل الطرف المغربي والذي تمثل في استقبال رئيس الحكومة ووزير الخارجية لها علاوة عن رئيس مجلس النواب يكرس إلى حدما الرؤية الإيجابية لهذه الزيارة خاصة أنها تعكس على ما يبدو توجها جديدا لدى ثاني أهم سلطة في موريتانيا لأهمية هذه العلاقات وضرورة تقويتها’’.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي