على الرغم مما يحمله تمديد الحجر الصحي من إيجابيات، فالأمر لا يخلو من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية وخاصة النفسية منها، ويحذر أطباء نفسيون من موجة من الأمراض العقلية التي تنتج بسبب المشكلات التي تتراكم أثناء فترة الإغلاق والحجر المنزلي بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
أمر غير اعتيادي
البقاء بين جدران البيت لعدة أيام أو أسابيع نتيجة للحجر الصحي والاستمرار في تمديد الأمر هو خطوة لاحتواء تفشي فيروس كورونا، إلا أنه أمر غير اعتيادي بالنسبة لعامة الناس إلا في الظروف الاستثنائية، وهو ما من شأنه التسبب في الكثير من الحالات بآثار نفسية وخيمة، تقتضي المتابعة والعلاج لدى المختصين.
يقول أسامة لحلو، أخصائي نفساني أن القلق والتوتر والانفعال من أبرز التأثيرات النفسية التي تنتشر في مثل هذه الحالات، ثم إن الذين هم في وضعية نفسية هشة معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بهذه المشاكل النفسية.
كلما طال الحجر الصحي ازدادت الضغوطات
نشرت مجلة The Lancet الطبية مراجعة لـ24 دراسة توثّق التأثير النفسي للحجر الصحي تحت عنوان: “الأثر النفسي للحجر الصحي وكيفية الحدّ منه”، فإنّ الأبحاث تؤكّد الآثار النفسية المدمّرة والسلبية، بما في ذلك أعراض الإجهاد بعد الصدمة والارتباك والغضب، للعزل المنزلي، وستزداد حدّة الضغوطات كلّما طالت فترة الحجر الصحّي، والمخاوف من العدوى والإحباط والملل، وعدم كفاية الإمدادات والخسارة المالية”.
لماذا لا نلتزم؟
ترجع الأسباب التي تجعل الناس لا يلتزمون بالحجر المنزلي، أحيانا إلى السرعة في اتخاذ القرارات، والتفكير فيما بعد بأن “الأمر سيكون على ما يرام هذه المرة”.
كالتفكر في الإقلاع عن التدخين، عندما لا يكف المدخن عن إقناع نفسه بأن سيجارة إضافية لن تقتل، في حين يزيد تراكم السجائر من خطر الموت المبكر، فقد لا يشكل الفعل الخاطئ خطرا لكن تراكم الأخطاء هو ما قد يضر بالإنسان.
توقع بعقلانية دائما
يشير خبراء أن الشخص الذي لم يتوقع وجود إمكانية كبيرة لتمديد الطوارئ الصحية تتولد لديه معاناة نفسية،غير أنها لم تصب كل المغاربة، وإنما استهدفت الشرائح التي لم تتوفر على توقع عقلاني، ما يجعلها أكثر عرضة للقلق.
ما يجب على السلطات
تجنبا للأضرار النفسية، تؤكد الدراسة لمعهد كينجز كوليدج البريطاني على أهمية المعلومة في هذا الظرف، ويعتبرها “أساسية”، “فالتواصل بانتظام عبر توفير الحقيقة بشأن الحجر الصحي وشرح ما يحدث، يجعل من السهل قضاء هذه الفترة” الصعبة والاستثنائية.
وتفيد الدراسة أنه “ينبغي على مسؤولي الصحة العامة أن يشددوا على أن الحجر الصحي يساعد في الحفاظ على سلامة الآخرين، ولا سيما الأكثر ضعفا كصغار وكبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة، وعلى السلطات أن تشعر بالامتنان الخالص” لمواطنيها، لأنهم انسجموا مع دعوتها للحجر من أجل الصحة العامة، وهذا يشجع الناس على البقاء في بيوتهم بنوع من الارتياح دون إغفال توفير أساسيات العيش الكريم أولا.
تعليقات الزوار ( 0 )