ضربت أزمة كورونا بشكل قوي قطاع السياحة في المغرب، بعد تراجع عدد الوافدين بـ 70 في المائة، وألغيت العديد من الحجوزات وتوقفت الرحلات وتعطلت وظائف مرتبطة بالقطاع، وما زالت قائمة الخسائر تتمدد مع توالي الأيام.
وتُعول حكومة سعد الدين العثماني، عبر وزارة السياحة على العرض الداخلي لمواجهة الأضرار الكبيرة التي تكبدها القطاع بسبب تداعيات جائحة كورونا، من إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية وحجز منزلي، في إطار حالة الطوارئ الصحية المعلنة منذ مارس الماضي.
وفي هذا الصدد أطلق مجموعة من الشباب المغاربة، مبادرة للترويج للسياحة عبر زيارة وجهات ومواقع أثرية ومعالم طبيعية تزخر بها المملكة، بعد رفع الحجر الصحي، بطريقتهم الخاصة وبإمكانياتهم المحدودة.
استغل هؤلاء الشباب فرصة الحجر الصحي، للدعاية والإشهار للمؤهلات السياحية للمغرب بطرق مختلفة، من بينها نشر صور وفيديوهات لمناطق ووجهات سياحية بمختلف جهات المغرب.
وأكد أمين المختاري، أحد الشباب الذين أطلقوا هذه المبادرة لجريدة “بناصا”، أنهم قرروا تنفيذها لدعم السياحة من خلال ما تزخر به أقاليم وجهات المملكة من معالم، ودعوة المواطنين إلى اكتشافها بعد رفع الحجر الصحي، على الرغم من الظرفية الاستثنائية التي تمر منها بلادنا حاليا بسبب فيروس “كورونا” المستجد.
وفي هذا السياق، قال محمد مومني رئيس جمعية مبادرة للتنمية والسياحة بجهة الشرق، لـ “بناصا” إن هذه المبادرة التي أطلقها الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تأتي لإبراز الجمالية والغنى والتنوع في مناطق المغرب، ودعوة الكل لاكتشافها.
وأضاف مومني أن هؤلاء الشباب استطاعوا بحسهم الوطني، أن يقدموا من خلاله شيئا وإن كان قليلا، ولكن هدفه الأسمى والوحيد هو الترويج الإيجابي للسياحة المغربية التي تضررت بفعل جائحة كورونا.
وقد لقيت الخطوة التي قام بها هؤلاء الشباب، استحسانا كبيرا لدى العديد من مهنيي السياحة، وعدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين نوّهوا بهم.
إجراءات لإنعاش القطاع السياحي
وتـعوّل الشركات المغربية العاملة في القطاع على السياحة الداخليّة لتعويض خسائرها، وقررت الوزارة الوصية في هذا الصدد، تعزيز السياحة المحلية من خلال تشجيع العطلات القصيرة، مؤكدة أنها ستطلق حملة ترويجية لتشجيع المغاربة على السفر داخل المغرب، مع تنويع العرض السياحي الداخلي وخلق تحفيزات لتشجيعه.
وضمن الإجراءات التحفيزية التي تتدارسها الوزارة حاليا، إطلاق بطائق السفر مع إعفاء ضريبي ودعم مالي لتشجيع المغاربة على استهلاك المنتوج السياحي الوطني.
السياحة المغربية في أرقام
ويتوفر المغرب على 3964 مؤسسة فندقية، إذ لم تعد تشتغل منها سوى ما بين خمسين ومائة مؤسسة، غير أن ذلك الإغلاق يؤثر على جميع سلسلة القطاعات الأخرى المرتهنة للقطاع السياحي، حسب بيانات رسمية.
ولم يستقبل المغرب منذ بداية العام وحتى شهر مارس سوى 1.96 مليون سائح، مقابل 2.5 مليون سائح في الفترة نفسها من العام الماضي، بينما تراجع عدد ليالي المبيت من 5.45 ملايين ليلة إلى 4.46 ملايين ليلة.
وتفيد بيانات مكتب الصرف التابع لوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة أنّ عائدات السياحة وصلت في الربع الأول من العام الجاري إلى 1.9 مليار دولار، بارتفاع بنسبة 2.3 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.
تعليقات الزوار ( 0 )