يُعتبر الحصول على شهادة الباكالوريا بدايةً لمرحلة جديدة في مسار العلم والمعرفة، كما تفتح أمام عددٍ من التلاميذ أبواباً واسعة، للولوج إلى الدراسات العليا والتخصصات والشعب التي تلائم طموحاتهم ومؤهلاتهم العلمية.
ويُعد البحث عن جامعة أو مدرسة عليا أو معهد، كابوساً يقض مضجع بعض التلاميذ، كما يؤرقهم هاجس التفوق في اختيار الدراسات العليا التي تمكنهم من تحقيق مسار دراسي ناجح، وتضمن لهم الولوج إلى سوق الشغل من بابه الواسع مباشرةً بعد التخرج.
ولا حديث هذه الأيام في أوساط التلاميذ الذين حصلوا على معدلاتٍ عالية، في امتحانات الدورة العادية للباكالوريا، إلاّ عن الدراسات العليا والآفاق المهنية، وأسماء المدارس والمعاهد ذات الاستقطاب المحدود، والجامعات والمدارس خارج المغرب، والتي تتلاءم مع متطلبات والتغيرات التي تطرأ على سوق الشغل.
وفي هذا السياق، يقول التلميذ أسامة لمريض، لـ “بناصا”، والحاصل على الباكالوريا في العلوم الرياضية “أ” بميزة حسن جدا، “أن شغفه منذ سنوات بالولوج إلى الأقسام التحضيرية، تخصص رياضيات فزياء، مسلك علوم المهندس، قاده إلى الحسم في اختياره، مبرزاً في السياق ذاته أنه سيسمح له بإبراز قدراته أكثر في هذا المجال، كما أن هذا التخصص مطلوب جداً في سوق الشغل، ولن يجد صعوبة بعد التخرج في إيجاد عمل”.
من جهتها، اعتبرت التلميذة صفاء الموساوي، الحاصلة شهادة الباكالوريا في العلوم الفزيائية بميزة حسن جدا، “أن المعدل الذي حصلت عليه يخول لها العديد من الاختيارات، مؤكدة أنها اختارت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، بحكم أنها ذات الاستقطاب المحدود، موضحة أن التخصص الذي اختارته يوفر إمكانياتٍ وفرص عمل كثيرة ومتعددة بعد التخرج”.
وفي هذا السياق، أكد المختار الرحاوي، موجه تربوي، لـ “بناصا”، أن الحصول على الباكالوريا والتي وصفها بـ “شهادة العمر”، ما هو إلاّ مجرد خطوة في فترة حاسمة من حياة التلاميذ، مشيراً في هذا السياق إلى أن وزارة التربية الوطنية تضع رهن إشارة التلاميذ، عدداً من أطر التوجيه التربوي الذين يتواصلون معهم طيلة السنة الدراسية لمواكبتهم وتوجيههم على اختيار التخصصات التي يرغبون فيها، وفق قدراتهم العلمية وطموحاتهم.
وأوضح المسؤول التربوي، أن العديد من التلاميذ الذين يحصلون على معدلات عالية، يفضلون الولوج إلى المدارس ذات الاستقطاب المحدود، لما توفره من آفاق واسعة في سوق العمل، مبرزاً أن التلاميذ يستفسرون بكثرة عن المدارس الوطنية للتجارة والتسيير، ومعاهد التقني العالي، وكليات الطب والصيدلة، ومدارس الهندسة، كما أن فئة أخرى تفضل الالتحاق بمدارس عليا في الخارج لعدة معايير، أبرزها المناهج البيداغوجية والمناخ الملائم للتحصيل الدراسي.
ويذكر أن عدد الناجحين المُمدرسين بالتعليم العمومي والخصوصي، في الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة الباكالوريا 2020، بلغ 196.664 ناجحة وناجحاً، بنسبة نجاح بلغت 63.55 في المائة في نفس الدورة لعام 2019.
تعليقات الزوار ( 0 )