توصلت جريدة بناصا برد من الأستاذ جمال رشيق، من كلية الآداب بجامعة القاضي عياض بمراكش، على مقال الأستاذ سعيد البوسكلاوي، الأستاذ بجامعة زايد في أبو ظبي، والذي اتهم فيه رشيق بأ”السطو” على كتابه “مفهوم الإرادة في الفلسفة الإسلامية المشائية”.
إليكم المقال كما توصلت به جريدة بناصا من الأستاذ جمال راشق، الأستاذ بكلية الآداب، جامعة القاضي عياض بمراكش:
رد على اتهام بالسرقة العلمية
“وسيرتي التي أنا عليها مشهورة وأنا متعرض فيها للخطر”
ابن باجه
بادئ ذي بدأ، أعتذر للقراء عن الزمن الذي سآخذ منكم لقراءة هذا المقال للرد على مجموعة من الاتهامات بالسرقة العلمية وجهت لي في مناسبتين مختلفتين والهدف واحد. وليس من شيمي ولا من أخلاقي أن أخوض في مثل هذه الأمور، لكن أجد نفسي حُشرت حشرا في مستنقع نثن، فأعتذر مجددا من القراء.
“وسيرتي التي أنا عليها مشهورة وأنا متعرض فيها للخطر”، قول لابن باجه قرأته مرات ومرات، واليوم أجد نفسي أعيش نفس المحنة مع الحساد وذوي القلوب المريضة الذين اعتادوا نفث السموم في تعاملهم مع باحثين مغارب، ويعلم الجميع أنني لست أنا الأول ولا الأخير في لائحتهم.
قبل أن أشرع في الرد على مقال ذ. فؤاد بن أحمد الصادر في مجموعة من المواقع تحت عنوان “عن سيرة ابن باجة وأعماله قول في شكليات البحث والأمانة العلمية” ثم مقال ذ. سعيد البوسكلاوي الصادر في “المجلة الجزائرية الثقافية” (مجلة إلكترونية) تحت عنوان : “جمال راشق يسطو على كتابي ‘مفهوم الإرادة في الفلسفة المشائية'”، أستسمح القراء بالتعريف بشخصي:
جمال راشق، خريج الجامعة المغربية، وبكل فخر، من شعبة الفلسفة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس، وعضو مركز الدراسات الرشدية الذي أعتز بانتمائي له، وأسير وفق المنهجية التي خبرتها هناك وتعلمتها على أيدي أساتذة أجلاء، وزملاء أكن لهم كل الاحترام والتقدير (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر). سبيلي في الاشتغال هو الأخلاق أولا، الأخلاق قبل العلم. هذا درس تعلمناه في الفلسفة وطالعناه في الوصية الذهبية لفيثاغوراس ووصية أفلاطون، وصُقلنا عليه في مركز الدراسات الرشدية، وسيرتي التي أنا عليها مشهورة، ممكن أن يشهد بها كل من عرفني عن قرب (ولا أزكي نفسي)، أسعى ما استطعت إلى خدمة الناس (في العلم) خدمة الزملاء الأساتذة والطلبة الجادين، وإن لم أوفق، أقول الكلمة الطيبة لعلها تجد موضعا حسنا وتكون لهم عونا على تحمل مصاعب ومشاق البحث العلمي، وإن لم أستطع فإني أكف لساني عن إيذائهم.
وبمناسبة الإيذاء، أذكر للأستاذ فؤاد بن أحمد أنه كان بإمكاني أن أسيء إليه في أكثر من موقف عندما سئلت واستُشرت في شأنه ، لكن هذا ليس من شيمي، وأذكر فقط على سبيل المثال لا الحصر : مرة قبل الشروع في المشروع العلمي Philosophy in Context التابع للمركز الوطني للبحث العلمي بباريز، عندما سُألت عنه وعن سيرته وهل هو صالح للمشروع أم لا، ووقتها لم أكن أعرفه لا كشخص ولا حتى بالاسم، لكن استقصيت عنه الخبر فبلغني ما لا تحب أذنا أن تسمعه، ومع ذلك كتمت الأمر في نفسي وقدمت له فرصة وأنا أتوسم فيه الجانب الجميل في الإنسان. ومرة ثانية في باريز سألني عنه شخص (يعرفه ذ. بن أحمد جيدا) عنه بعدما بلغه من أخباره ما يكفهر له القلب، ولم أقل في حقه ولا كلمة سوء (وهناك شاهدان على ما أقول أستاذان في الجامعة المغربية)، ثم مرة ثالثة دائما في باريز في المقهى المقابل لمكتبة ودار النشر Vrin بحضور اسم وازن في الفلسفة العربية الإسلامية سألني عن ذ. بن أحمد يستفسر عن أفعاله وأخلاقه لا علمه، نظرا لما يصلهم من أصداء عنه، في علاقته بالأكاديميين المغاربة، ولم أقل إلا خيرا بحضور دائما الشاهدين. ولا أقول هذا الكلام لأزكي نفسي، لكن هذه هي أخلاقي ولا أبغي عنها بدلا. وما زلت أذكر جيدا، ونحن في مأدبة عشاء في ضيافة عالم جليل أسدى له خدمات جليلة، عندما ذُكر اسم باحث مغربي (لم يكن بعد التحق بالجامعة المغربية) لينضم إلى فريق مشروع PHIC كيف امتقع لونه واصفر وبدا عليه الاضطراب لعدم رغبته في ذلك وأنانية ورغبة في إقصاء الآخر ليس إلا، وهذا الباحث أعرف منه بنصوص علم الكلام والعقيدة والتصوف وله دربة مع الكتاب المخطوط، ويعلم الله والباحث المعني كم حاولت تحقيره وإهانته والتنقيص منه، وهو اليوم أستاذ بالجامعة المغربية يشرفها وتشرفه وله وزنه ومقامه في البحث العلمي الوطني والدولي.
عودة على بدء، ما أسعى إليه داخل الجامعة المغربية هو البناء والتأسيس لمشاريع علمية معثلة من الباحثين الذين أتقاسم معهم نفس الهموم العلمية والمعرفية، نتركها للجيل والأجيال اللاحقة، فما نحن إلا عابرين، أسعى وإن لم أوفق، أحاول على الأقل المحافظة على ما اكتسبناه وتركه لنا السلف، علما ومنهجا. وبهذه المناسبة أقول رأيي في الجامعة المغربية عموما وفي شعب الفلسفة بالخصوص، أن الجامعة المغربية حبلى بالكفاءات التي بإمكانها أن تنافس كفاءات دولية، وما أنا إلا أضعف عنصر ضمن هذه الكفاءات، لكن تنقصنا أشياء (ليس هذا المكان المناسب للحديث عنها)، وهذا الرأي قلته على الهواء في إذاعة محلية عندما استضافني الإعلامي هشام المغاري لأتحدث عن تجربتي في تحقيق نصوص الفلسفة وتجربة مركز الدراسات الرشدية بفاس.
أول شيء أصححه للأستاذ فؤاد بن أحمد الذي قام بقراءة في كتابي “ابن باجه فيلسوف سرقسطة وفاس، بيوببليوغرافيا” هو أن اسم ابن باجه يكتب بالهاء في الأخير لا بالتاء المربوطة. وقبل أن أجيب، لأنني أجد نفسي مضطرا للرد، أقول أنه يكفيني شرفا وفخرا، أن قدم للكتاب عالم جليل (أسدى خدمات جليلة لك ولي ولمجموعة كبيرة من الباحثين في المغرب) وهو من هو في المعرفة بالعمل الببليوغرافي، بل وراجع العمل أكثر من مرة وصحح هناته، كما يكفيني شرفا وفخرا أن قدم له بالإسبانية باحث له مكانته في الدراسات الباجية ويكفي أن أقول عنه أنه كاتب عمود “ابن باجه” في موسوعة الفلسفة ستانفورد، وقيمة هذه الموسوعة لا تخفى على الباحثين الأكاديميين. كما أسجل بفخر واعتزاز ما كتبه لومبا في مقدمة ترجمته لكتاب النفس لابن باجه منوها بهذا الكتاب قبل إصداره بسنوات. ….
أشكر ذ. بن أحمد على تتبعه الدقيق لكتابي الصادر مرتين، وقرائته المتأنية للنشرتين ولكن ويا للأسف كم كنت أتمنى أن تكون قراءة لغاية العلم لا لإحصاء عيوب الناس وتمويه القراء بأخطاء لا وجود لها إلا في النية السيئة والمبيتة للمعلق على المقال.
- يتضح جليا أن الأستاذ بن أحمد لا يعرف شيئا عن النشر ودور النشر وأمور الإيداع القانوني، فالكتاب صدر في دارين للنشر مختلفتين وسنتين متتابعتين، وبالتالي من الطبيعي أن يحملا رقمين مختلفين، أما بخصوص تغيير العنوان بين النشرة الأولى والثانية فالأمر يعود للناشر الذي تصرف في العنوان بما يوافق توجهه، وهذا أمر يعرفه كل الباحثين عندما تتصرف دور النشر في العناوين، بل وأحيانا في المتن. فكيف تريد لنفس الكتاب في نشرتين أن يغير من مضامينه، إلا إذا أراد له صاحبه أن يصبح تأليفا لكتاب جديد؟
- أنت عبقري يا رجل، تصل إلى خلاصات هامة جدا، تعلنها للقارئ وكأنك اكتشفت أسرارا غابت عن الناس، بينما هي مكتوبة في هوامش كتابي وأنا صاحب العمل الذي أصرح بها، وللقراء أن يعودوا للكتاب للتأكد مما أقول:
أ . كون العمل مجزء، وهو أشبه بجماع أجزاء متفرقة : صحيح ذلك، لأنني بينت في هامش كيف أن فكرة الكتاب أصلها مقال تحت عنوان : “في محاولة الترتيب الكرنولوجي لتواليف ابن باجه” بعثت به لمجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد، وانتظرت طويلا نشره، ولما فقدت الأمل، تولدت لدي فكرة تطوير المقال إلى كتاب بيوببليوغرافي عن ابن باجه نظرا لتوفر المادة العلمية، وكذلك كان، ولاحقا صدرت المقالة في مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية (العدد 10، v. xxxviii, 3-44 ). فما العيب في ذلك يا عبقري زمانه؟
ب. اتهامك لي بسرقة عمل الطالب عبد الصمد البلغيثي، سيرة ابن باجه، كشف خطير كشفته للناس، فقد تسترت على ذلك كثيرا لكن افتضح أمري من حيث لا أدري… ألم أشر إلى ذلك في الهامش (وأدعو القراء إلى التأكد من ذلك)، وأصررت على ذلك تشجيعا لطالب جاد مبتدئ يشق لنفسه طريقا في البحث العلمي رغبة ومحبة في العلم ليس إلا، ولكن أنى لك أن تعرف معنى تشجيع الطلبة والمبتدئين بالبحث والاشتغال الجماعي، وأنت لم تعش أجواءه ولم تتربى عليه، وهو الدرس الذي تعلمناه في مركز الدراسات الرشدية وما فعله أساتذتنا معا في مجلة المركز “دفاتر” تشجيعا لنا لولوج غمار البحث العلمي.
ج. اتهامك لي بسرقة عمل الباحثة الإيطالية دي دوناطو، كيف علمت هذا يا رجل؟ ألم تجد في هامش أحيل على عملها وعمل غيرها، وأصرح على أن كل المادة الخاصة بالإرث العبري أمدتني بها هذه الباحثة، وهي مشكورة على ذلك، وهذا أمر متداول بين الباحثين الذين يشتغلون مع بعضهم البعض ويمد بعضهم البعض بالمعلومات، في إطار من التعاون، دون نكران للجميل.
د. اتهامك لي بالسطو على عمل المرحوم جمال الدين العلوي، كيف يكون السطو وأنا أعلن منذ البداية أن هذا العمل سبقنا إليه جمال الدين العلوي وإبراهيم ألوزاد وخواكين لومبا فوينتس. والجداول التي تأتي بها للاستدلال على النقل الحرفي من العلوي لا يمكن بالإطلاق أن تعتبر نقلا ما دام الأمر يتعلق بوصف لمحتويات المخطوط، بل أنا أصف المحتويات من المخطوط مباشرة الذي لم يتوفر للأستاذ المرحوم جمال الدين العلوي (نسخة برلين) إذ كان ما يزال في عداد المفقود.
هـ. اتهامك لي بنقل البيبليوغرافيا عن لومبا في مقاله المنشور عن ابن باجه في موسوعة الأندلس. بداية، هذا المقال أنت لا تعرفه واستقيته من الإحالات التي أقدمها، ثانيا وما لا تعرفه كذلك هو أنني على تواصل مع الباحث المقتدر لومبا والمختص في ابن باجه (اشتغل على مجمل المتن تحقيقا ودراسة وترجمة) منذ أن كنت طالبا في سلك الدكتوراه وقبل أن يخرج عمله عن ابن باجه المنشور في موسوعة الأندلس، وكان يوافيني (وهو مشكور على ذلك) بكل ما يصدر له، وبعث لي بالببليوغرافيا التي كان يجمعها عن ابن باجه (وما زلت أحتفظ بالنسخة الورقية المرقونة) بعدما بعثت له بما جمعته عن ابن باجه من ببليوغرافيا، وبالمناسبة أشكر شخصا آخر أسدى لي خدمة ولم ألق شخصه يوما، الأستاذ محمد بلال أشمل الذي بعث لي بأول مادة ببيلوغرافية جمعتها عن ابن باجه، وما زلت أحتفظ بنسخته. لكن أنى لك أن تعرف أخلاق العلم والتعامل مع العلماء وأنت تتصيد عيوب الناس.
- لابد أن أشكر ذ. بن أحمد على بعض الملاحظات الجيدة التي سآخذ بها حتما في النشرة الثالثة للكتاب، ومنها بعض ملاحظاته على البيبليوغرافيا، خصوصا أني كنت أدون في لائحة البيبليوغرافيا المنشور وغير المنشور (أي ما قدم في ندوة أو يوم دراسي على أساس أنه عمل لصاحبه وسينشر لاحقا) وهي طريقة استقيتها من ذ. لومبا، لكن الظاهر أن عدد من الأعمال لا تنشر أو بعض الندوات تبرمج ويعلن عنها لكن لا تنظم فعليا لعارض طرأ.
رد على الأستاذ سعيد البوسكلاوي
آسف أيها الزميل العزيز، الذي كنت أكن له كل الاحترام والتقدير
آسف، لأنني أجد نفسي مضطرا للرد على صك اتهامك
آسف، لأنك انسقت بسهولة في حملة شرسة بدأت ضدي منذ سنوات وصاحبها معلوم
آسف، لأنهم أكلوا الثوم بفمك
آسف، لأنك صادقت على ما كتبه ذ. بن أحمد وبصمت عليه وجعلته قضيتك
آسف، لأنك اتهمت بالسرقة العلمية ولستُ المتهم
آسف لأنني سأرد عليك
قول الأستاذ البوسكلاوي ينقسم قسمين واضحين من حيث المحتوى والصياغة. قسم فيه مقارنات بين كتابه الصادر وبين مقالتي في ذات الموضوع، وقسم كله اتهامات وتجريح وتشهير بشخصي وبطلبتي وبالمؤسسة التي أنتمي إليها وبكل فخر جامعة القاضي عياض، وأساهم من داخلها في إعلاء شأنها ومكانتها العلمية.
أيها العزيز ذ. البوسكلاوي، عشنا أياما من الدراسة والتحصيل والبحث داخل مركز الدراسات الرشدية بفاس، وعشت معي لحظات الصدق والتهمم بالبحث العلمي، وورثنا كل هموم المركز ومشاريعه بعد إعداد الدكتوراه، فانغمستُ في الباجيات تحقيقا ودراسة وما أزال أتابع أعمالي في نفس الخط، وتابعت مشوارك وأبحاثك عن يحيى النحوي دراسة وترجمة، وكان بإمكاني أن أكون أكتب اليوم، كما تكتب أنت، عن يحيى النحوي، لو قبل مدير المركز آنذاك بضمي إلى المجموعة التي تشتغل في مشروع “استرجاع نصوص يحيى النحوي إلى العربية”، ولكنت أجد نفسي متهما بالسرقة العلمية كما أنا متهم بها اليوم فقط لأننا نشتغل على نفس الموضوع، ولكن إرادة مدير المركز كانت أقوى من رغبتي، وألزمني بالاشتغال في “مجموعة البحث في الفلسفة الإسلامية” وإتمام المشروع الذي دشنه المرحوم ألوزاد، ألا وهو تحقيق المتن الباجي المنطقي ثم الانكباب على دراسته، ووفقت في مهمتي بإخراج تقريبا مجمل المتن الباجي المنطقي بمعية ثلة من الأساتذة. تابعت بعد ذلك مشواري في الاشتغال على الباجيات فأخرجت العمل البيوببليوغرافي الذي نوهت به وهو ما يزال مسودة وشجعتني على المضي قدما فيه، كما اشتغلت على موضوع الإرادة زمنا طويلا بإلهام من أطروحتك واستفدت منها واعتمدتها، ثم كتبت مادة منسجمة مع تصوري عن فلسفة ابن باجه، وما قدمته من جداول للمقارنة لا يثبت أي نقل أو سرقة، بل يثبت الاعتماد على نفس النصوص والتوصل تقريبا إلى نفس النتائج، وما تعتبره مرات عديدة إما تمويها أو عدم فهم نصوص ابن باجه، ليس هو كذلك، بل هو اختلاف في القراءة حسب البناء الذي يبنيه كل واحد منا لموضوعه. وسيصدر لي قريبا تحقيق كتاب شرح السماع الطبيعي (بمعية أستاذ زميل من أعضاء مركز الدراسات الرشدية) وتتضمن الدراسة حديثا عن الحركة وتفصيلا في أنواع الحركات وبالتالي الحديث عن الحركة الطبيعية والحركة القسرية والحركة الضرورية والحركة الإرادية والحركة الاختيارية، وسيخرج مرة أخرى ذ. البوسكلاوي ليخبرنا أنه تعرض لسرقة علمية.
أتفهم انزعاج ذ. البوسكلاوي وغضبه وردة فعله، بعدما توصل بتقرير خبرة يتهمه فيها بالنقل من مقالتي، لكن هذا الأمر لا مدخل لي فيه، وإنما الأمر راجع للمحكم، فأما أنا فقد أثبت الإحالة ونوهت بالعمل وجعلته في لائحة الببليوغرافيا وهو عمل صادر قبل عملي بسنوات.
أما قولك، أيها العزيز، بأنني أترجم فقرات من كتابك فهذا غير صحيح (وللقراء أن يقارنوا الجداول التي قدمتها) لأنني وبكل بساطة لا أجد الترجمة تعبر بصدق عن الفكرة التي أسعى للتعبير عنها.
آسف، لأنك لجأت إلى التجريح والتشهير والاتهام والخروج عن الجدود اللائقة للحوار وهذا ليس من شيمك.
- كيف تجعل من أمر تناولي كتابك في الدرس كمصدر أساسي سرقة وعيبا وتقديحا، بينما هو فخر كل الفخر. كما عرفت طلبة ماستر الفلسفة بكتاباتك عن فيلوبونيس (يحيى النحوي) وأنا أدرس مدرسة الاسكندرية. هل كلما درست كتابا تعد سرقة. فقد درست لسنوات كتاب ديمتري جوتاس في حركة الترجمة، واعتمدته كمصدر أساسي وأغنيته بدراسات تاريخية وفكرية وخرائط العالم القديم وكنت أتمتع بهذا الدرس، فهل في هذا تبخيس لصاحبه أم فخر!
- كيف تتهمني بالسرقة العلمية من الطلبة، أتحداك وأتحدى غيرك أن تأتي بدليل واحد على ذالك. بل على العكس أقدم الموضوعات البكر والجديدة للطلبة الجادين إذا ما أرادوا الاجتهاد، وهذا هو واجب الأستاذ نحو طلبته، أن يضعهم في الطريق الصحيح كما وضعنا أساتذتنا على مشاريع ما زلنا نشتغل بها إلى اليوم.
- كيف تتهم أطروحتي الجامعية بالضعف وأنت تعلم جيدا من هو المشرف عليها وهو المشرف على أطروحتك، وهل كان الأستاذ المشرف رحمه الله أو الأستاذ العلمي حمدان حفظه الله يسمح بضعف في الأطروحة. وبالمناسبة كيف تسمح لنفسك بتقويم أطروحة جامعية قدمت للمناقشة أمام لجنة مخول لها بالبث في ذلك، بل كيف تسمح لنفسك أن تحاكم تحقيقا (وهو الكتاب الثاني من الأطروحة) وأنت لم تمارس التحقيق يوما، بل لمعلوماتك فقط أن الكتاب الثاني الذي يتضمن التحقيق هي نسخة مصححة ومنقحة مقارنة بالنسخة المنشورة، والتي ستصدر قريبا جدا.
- كيف تنتقد التحقيق وإعادة التحقيق وتنقص من قيمته، وتفضل نشرة المعصومي التي هي نسخة فريدة (ذلك فقط ما توفر بين يديه لضياع نسخة برلين)، وتحقيقي يعتمد نسخة برلين. وبالمناسبة كيف تعتبر نفسك مختصا في ابن باجه وأنت تقول أن المعصومي نشر تحقيقه سنة 1992 بينما نشره صاحبه في 1958-1959.
- أما بخصوص باقي الاتهامات عن كتابي البيوببليوغرافي عن ابن باجه، فلا فائدة في تكرار الرد الذي قدمته للأستاذ بن أحمد، لأنك فقط تكرر ما قاله شريكك.
- كيف تسمح لنفسك بذكر أعلام وأسماء وتتهمني باستغلالها للتمويه، لكن تأبى نفسي أن أرد عليك في هذا الشأن، حفظا للناس كرامتهم.
*أستاذ في كلية الأداب، القاضي عياض في مراكش
رد عاطفي أكثر منه علمي . ولو ركزتم على الجداول وبيتنكم كيف أنكم لم تقوموا بالنقل وبررتم سبب التقارب بين النصين لكان أفيد وأظهر للحقيقة.
فين هو الرد؟
سير على الله السي البوسكلاوي، القضاء ثم القضاء هو الحل.
الجامعة المغربية نائمة في سبات عميق والكثير من أساتذتها سراق وقطاع طرق على الباحثين، لو طبق قانون السرقة لبترت الثير من الأيادي.
التوظيف بالمحاباة والزبونية والمحسوبية. وباك صاحبي، وخالتك خالتي.
هذا ليس ردا.. هناك كلام كثير وحشو ولا يدخل في صلب الموضوع: السرقة. الرد هنا يؤكد التهمة.. وهذا عادي أن يسرق باحث من هذا الزمان ولا يعترف بسرقته.. كل الدكاترة يسرقون اليوم…. أيننا من البحث العلمي.. كان هناك باحثون حقيقيون مثل كليطو… اما اساتذة الجامعة اليوم فهم طلاب نجباء للسيد غوغل: كلهم يسرقون…