بعد أسابيع قليلة على مؤتمرها الـ 16، الذي كلّف ملايين الدولارات، جدّدت جبهة البوليساريو الانفصالية، التّسول باستعمال محتجزي مخيمات تندوف.
وزعمت الجبهة الانفصالية، أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة، تسببت في انهيار العديد من المساكن، وتضرر ما أسمته بـ”المستشفيات والمدارس ومراكز الإعاقة”، داعيةً المنظمات الدولية إلى تحويل مساعدات عاجلة.
وقال ما يسمى بـ”الهلال الأحمر الصحراوي”، التابع للجبهة، إن الأمطار المعتبرة التي شهدتها مخيمات تندوف، خلال بحر الأسبوع المنصرم، أدت لـ”إلحاق خسائر مادية معتبرة في مساكن اللاجئين الضعيفة الإنشاءات، وكذا بعض المؤسسات من قبيل المستشفيات والمدارس ومراكز الإعاقة …إلخ”.
وأضاف: “خاصة وأن تلك الأمطار تبعتها الرياح، والزوابع الرملية، والتي زادت من تضرر البناءات الهشة، بعدما سلمت من تأثير الأمطار”، متابعاً أن هذه النازلة، التي تعتبر “كارثة طبيعية تفوق القدرات الذاتية”، تأتي “في ظرف يتسم بصعوبات جمة في تأمين الاحتياجات الإنسانية الأساسية لهؤلاء اللاجئين”.
وأردف أن هذه الكارثة، جاءت في سياق “نقص حاد في مساهمات البلدان المانحة، وارتفاع معدلات سوء التغذية، وفقر الدم في أوساط الأطفال والنساء، حيث يعاني ثلث الأطفال من سوء التغذية”، موضحاً أن “أكثر من نصف هؤلاء الأطفال، يعانون من “فقر الدم، بينما يواجه ثلاث من بين أربع نساء فقر الدم”.
ونبهت مؤسسة الهلال الأحمر الصحراوي، التي تلاحقها العديد من الشبهات المرتبطة باستغلال المساعدات الإنسانية، وتحويلها لجيوب قيادة البوليساريو، إلى أن “معدل الأشخاص الذين يعتمدون في سد احتياجاتهم الأساسية على المساعدات الإنسانية قد زاد عن 91 في المائة”.
وطلبت “من الجهات المانحة، والوكالات والمنظمات الإنسانية، وحركة التضامن مع الشعب الصحراوي تقديم مساعدات إنسانية عاجلة خاصة لإعادة بناء وترميم مساكن المواطنين والمؤسسات المتضررة، إضافة إلى المساعدات الغذائية والطبية وغيرها من الاحتياجات الأساسية”.
يأتي هذا، بعد أسابيع على المؤتمر الـ 16 للجبهة الانفصالية، الذي كلّف وفق تقارير دولية، ملايين الدولارات، صرفتها الجزائر من جيبها، بما في ذلك رحلات الطيران بالنسبة للضيوف الأجانب.
ولا تمانع الجزائر في تمويل جميع الأنشطة التي تُنظمها جبهة البوليساريو، سواء داخل ترابها في ولاية تندوف، أو في بلدان خارجية، غير أنها لا تكاد تصرف أي دينار، من أجل تحسين شروط عيش المحتجزين في المنطقة.
ويعود السبب الأساسي لعدم دعم الجزائر للجبهة، من أجل بناء مساكن لائقة وتحسين شروط العيش، إلى خوفها من استيطان المحتجزين في المنطقة، خصوصاً في ظل استحالة تحقّق مطلب الاستقلال، الذي تطالب به الجارة الشرقية للمغرب، وصنيعتها البوليساريو، وهو الأمر الذي يتأكد سنة بعد أخرى.
تعليقات الزوار ( 0 )