شارك المقال
  • تم النسخ

بطء صّبيب الإنترنت يضع شركات الاتصالات بالمغرب في مرمى “نيران” الزّبناء

اشتكى مجموعة من المواطنين من استمرار رداءة خدمات الإنترنت التي تقدمها الشركات التي تشتغل في المجال بالمغرب، بالرغم من المصاريف الشهرية التي يدفعونها، والتي تصل أو تزيد عن الـ 500 درهما، في الوقت الذي لا تتعدى فيه سرعة الصّبيب، بالنسبة لعرض الأخير، الـ 20 في المائة من السرعة التي يُفترض أن يستفيد منها الزّبون.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، مجموعةً من التدويتات الغاضبة من رداءة خدمات الإنترنت التي تُقدمها شركات الاتصال بالبلاد، والتي لا تتناسب نهائياً، مع ما يدفعونه شهرياً، حيث تتراوح المبالغ المدفوعة للحصول على الإنترنت بالمغرب، بين 200 و1000 درهم، دون أن يحصلوا على السرعة التي تعد بها الشركات زبناءها قبل الاشتراك في العروض.

وفي هذا السياق، كتب عبد الوهاب السحيمي، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “زعما هاد الملايين المشتركين في اتصالات المغرب، مايستاحقوش حتى بلاغ من أربعة أسطر يوضح لهم سبب هذا الضعف في الصبيب وتقدم لهم اعتذار”، مضيفاً: “وزعما حنا ما دامت هاد الشركة العملاقة لا تعيرنا أي اهتمام، شنو فيها إذا دخلنا فشي مقاطعة شاملة”.

وأضاف الشخص نفسه بأن الحملة يجب أن تكون واسغة “لتغيير الاشتراك إلى مؤسسة أخرى. حنا عارفين أن حتى الشركات الأخرى خدماتها متردية، لكن إذا دخلنا فشي حملة وصل صداها للدول الإفريقية حيث فروع اتصالات المغرب، بالتأكيد سنخلق بعض التوازن وسنجعل هذه الشركات تحترم فعلا الزبائن”.

ومباشرةً بعد تلويح النشطاء بمقاطعة الشركة التي عرفت مشاكل على مستوى صبيب الإنترنت في الفترة الأخيرة، خرجت المؤسسة المعنية ببلاغ توضح فيه الأسباب التي جعلت الإنترنت ضعيفاً مؤخرا، وتقدم فيه اعتذار عن الإزعاج الذي تسبب فيه الأمر، حيث عاد السحيمي، صاحب فكرة المقاطعة، لكي ينشر بلاغ التوضيح.

وقالت الشركة المعنية في بلاغها إن المشاكل التي عرفها الإنترنت في الفترة الأخيرة، راجعة إلى “الصيانة الدورية للبنية التحتية للشبكة”، والتي تم في إطارها القطع الإداري للكابل البحري، الذي يربط أصيلة بمارسيليا، يوم الجمعة 19 فبراير الجاري، على أن تتم إعادة تشغيله يوم غد الخميس الـ 25 من الشهر نفسه.

وأوضحت الشركة بأن “هذه العملية تهدف لاستباق المشاكل المؤثرة في جودة الخدمة ولتحسين مستوى الأداء”، مردفةً أنه “على إثر هذه العملية، تم تحويل التدفق الدولي من الكابل المذكور إلى كابل لوكوس البحري الذي يربط أصيلة بإشبيلية”، منبهةً إلى أنه “في هذا الصدد، لوحظ بعض الاضطرابات المتقطعة في جودة الخدمة، خاصة إبطاء التصفح على مواقع فيسبوك وإنستغرام وواتساب”.

وأكدت الشركة المعنية، أنها قامت بـ”إصلاح الوضع مساء يوم 22 فبراير 2021، أي قبل أجل إعادة تشغيل الكابل البحري الذي يربط أصيلة بمارسيليا”، مقدمة في ختام بلاغها، الاعتذار عن الإزعاج الذي تسبب فيه هذا الأمر.

وبالرغم من هذا البلاغ، إلا أن مجموعة من زبناء الشركة المعنية، إلى جانب بقية الشركات التي تقدم خدمات الإنترنت، أكدوا بأن مشاكل الصبيب ليست حديثة لكي يتم ربطها بالصيانة الدورية، منبهين إلى أنهم يعانون منذ شهور من رداءة الإنترنت الذي لا يسمح في بعض الأحياء، حتى بتحميل تسجيل صوتيّ على “واتساب”، رغم أن “الديبي” الذي يُفترض أن يتوصل به الزبون يتجاوز الـ”10 ميغا”.

وسادت حالة من السخط العارم في أوساط أرباب المقاهي أيضا، الذين أعرب عدد منهم في تصريحات لـ”بناصا”، عن استيائهم الشديد من رداءة الإنترنت التي لم تعد تتيح في بعض المقاهي المتوسط حتى وجود ثلاث حواسيب وست هواتف، بالرغم من أن العرض الذي يشترك فيه صاحب المقهى، يدفع فيه 500 درهماً شهرياً.

في سياق الإنترنت بالمغرب، أعرب أمين رغيب، الخبير المعلوماتي، في بث مباشر له على قنانته بـ”يوتوب”، قبل أربعة أيام، عن سخطه من رداءة الإنترنت، قائلاً إن الكلّ يشتكي من الإنترنت في المغرب، وكلّ المعلّقين خلال المقاطع التي يعرضها يثيرون هذا الإشكال، مضيفاً أنه مشترك في عرض إنترنت في شركته وبيته، بمجموع 1000 درهم، غير أن المشاكل مستمرة.

واتهم رغيب شركات الإنترنت بالكذب على الزبناء، مطالباً إياها بعدم عرض الإشهارات التي تُظهر شعاع ضوء، في إشارة لسرعة الصبيب، وتغييره بحلزون أو سلحفاة، لكي يصدق النّاس الإشهار، مسترسلاً بأن على جمعيات حماية المستهلك التحرك لمقاضاة هذه الشركات، منبهاً إلى أن كافة المغاربة يصرخون، وكلّ صفحات الخاصة بالشركات تعرف انتقادات شديدة من المواطنين.

وكشف رغيب، بأن العرض الذي يشترك فيه، الذي يُفترض أنه ثاني أسرع عرض صبيب إنترنت متاح في المغرب، لا يسمح له حتى بعرض بثّ مباشر، حيث يضطر إلى البث باستعمال إنترنت الهاتف، متسائلاً عن السبب الذي يجعل إنترنت الهاتف يعمل جيداً في الوقت الذي لا يشتغل الإنترنت الذي يشترك فيه بـ 500 درهماً.

أوضح رغيب أنه اتصل في إحدى المرات بالشركة التي يتعامل معها، من أجل إيجاد حلّ لمشكل في الإنترنت، وقبل وصول مندوبها بنصف ساعة، توقف “الروتر” وقام بإعادة تحديث نفسه، و”حين جاؤوا كانت الإنترنت جيدة، وبدأ مندوبهم يصور مقطع فيديو ويرسله لمقر الشركة المركزي في الرباط، على أساس أن الإنترنت جيدة وأني أكذب”، حسبه.

وزاد الخبير في الأمن المعلوماتي، بأن المواطن المغربي ليس كلهم جاهلاً، وحين يتصل أحدهم بمصلحة الزبناء، فإنه حتماً يكون قد أطفأ “الروتر” وأشغله من جديد، وقام بتحديثه، متساءلاً: “واش فنظركم باقي شي مغربي مكيعرفش يطفي الروتر ويشعلو ويروديماريه ملي تمشي ليه الكونكسيو؟ أول حاجة كيديرها المغربي هو يروديماري الروتر”.

وتساءل الشخص نفسه: “لماذا إنترنت الهاتف تعنل جيداً؟ إن كان هناك مشكل فلابد أن يشمل كل الشبكات، والعروض”، مستدركاً بأن المشاكل التقنية تحصل، ولكن يفترض حلها مباشرة بعد اتصال الزبون، مردفاً بأن الشركات تتعامل مع المغاربة، على أساس أنها مدينة لهم بالمال، ضارباً مثالاً بطريقة تعامل الشركات في الدول الخارجية، وسرعة حلها للمشاكل التقنية التي تقع.

يشار إلى أن المواطنين، سبق واشتكوا في أكثر من مناسبة من ضعف الإنترنت، وطالبوا الشركات بتحسين خدماتها، دون أن يتلقوا أي ردّ فعلٍ من شأنه أن ينهي حالة السخط العارم التي يعيشونها مع الصبيب، والتي تُعبر عنها بوضوح التعليقات التي يدلون بها على المنشروات التي تضعها الشركات على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي