شارك المقال
  • تم النسخ

بضغطٍ مغربيّ.. تفاصيلُ رفض إسبانيا لدخول طائرة رسمية جزائرية لنقل غالي

بعد حوالي 5 أيام على لغز الطائرة الجزائرية الرئاسية، التي عادت أدراجها من منتصف طريقها صوب مدينة لوغرونيو الإسبانية لإعادة زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، انكشفت تفاصيل الواقعة التي تسببت في سخط عارم لدى مسؤولي قصر المرادية، بعد أن تراجعت حكومة مدريد عن خطتها في آخر اللحظات، بضغط من المغرب.

وكشفت صحيفة “okdiario”، تحت عنوان: “هكذا أحبط المغرب خطة إسبانيا والجزائر لإخراج غالي على متن طائرة جزائرية رسمية“، عن تفاصيل الواقعة التي دفعت الطائرة الرئاسية الجزائرية إلى الدوران والعودة أدراجها في منتصف الرحلة، قائلة إن الرباط فرضت شروط صارمةً لإخراج زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية.

وأضافت أن مسؤولي وزارة الخارجية الإسبانية عاشوا 17 ساعة لن ينسوها من التوتر والضغط، من أجل إيجاد صيغة لرحيل غالي، بعدما سبق للصحيفة نفسها أن فضحت، في وقت سابق، نوايا الجبهة على لسان الذراع الأيمن لزعيمها، سالم لبصير، بخصوص مخطط إخراج “قائد جماعة الرابوني” دون مثوله أمام القضاء.

وتابعت بأنه، بعد علم المغرب بنية البوليساريو والجزائر إخراج غالي دون مثوله أمام القضاء، ارسلت رسالة للخارجية الإسبانية عبر القنوات الدبلوماسية تؤكد فيها، بأن رحيل المعني طريقة مبهمة كما دخل، سيدفع بالعلاقات بين البلدين إلى وضع أكثر تعقيداً، وهو ما دفع سانشيز رئيس حكومة مدريد إلى التعهد بإخراجه بشفافية بعد الوفاء بالتزاماته أمام العدالة.

لابد من مغادرة غالي

“okdiario” قالت إن جميع الأطراف المعنية اتفقت على مغادرة غالي للتراب الإسباني، الأمر الذي جعل الجزائر تخبر مدريد، فجر الثلاثاء الماضي، أن رحلة إعادته تنتظر الإذن بالخروج من مدرج في قاعدة بوفاريك العسكرية على بعد 35 ميلومتر جنوب غرب العاصمة الجزائر، مع خرص سلطات الأخيرة، على إخفاء وجهة الرحلة لتجنب ظهورها.

بعد إخبارها من طرف الجزائر، عملت حكومة مدريد على إطلاع المغرب بأن الطائرة الجزائرية في طريقها إلى المغادرة وأن عملية إخراج غالي جارية، غير أن ردّ الرباط لم يكن متوقعاً، بعد حرص إسبانيا على التزام الشفافية، حيث شددت على أن هذا الأمر غير مقبول بتاتاً، ما جعل أجهزة الإنذار تنطلق في الهواء الطلق، تقول الجريدة.

رفض مغربي قاطع

واسترسلت في تقريرها، أن المغرب برّر رفضه بأن الطائرة الآتية لنقل غالي حكومية، ومن الطائرات الطبية التابعة لرئاسة قصر المرادية، وأن هذا الأمر يجعل من غالي “أقل بقليل من إعطائه منصب رئيس الدولة”، متابعةً أن الرباط أصرّ على أن يكون رحيل غالي باعتباره “مجرد أحنبي آخر”.

وأردفت أن مدريد حاولت إقناع المغرب بالقبول دون جدوى، وسط تشبث الرباط بأن إخراجه بهذا الأمر يعني العودة إلى “الفوضى”، منبهةً بأن الطائرة الجزائرية من طراز Gulfstream IV-SP/7T-VPM، هي نفسها التي جاءت بزعيم جبهة البوليساريو إلى إسبانيا في الـ 18 من أبريل الماضي، وهي أيضا نفسها التي نقلت بوتفليقة للعلاج في سويسرا سنة 2019.

سخط جزائري

وزادت الجريدة بأنه مرت ساعتين على إبلاغ الجزائر مدريد بأن الطائرة متجهة لإسبانيا لإعادة غالي، حين أخبرت مدريد الجزائر بأن الخضة أجهضت ولابد من تغييرها، ليكون الرد من الجارة الشمالية للمغرب، بأن الطائرة في الهواء بالفعل، غير أن إسبانيا أصرت على ضرورة عودتها من حيث أتت، الأمر الذي أغضبت بشكل كبير الجزائر، وفق المصدر.

وبعد وصول الطائرة الجزائرية لجزيرة فورمينتيرا،، تضيف “OKDIARIO”، تلقت اتصالا من مركز التحكم (ACC) في بالما دي مايوركا، يشعرها برفض الدخول إلى الأجواء الإسبانية وعليها العودة، وهو الأمر الذي تمت، حيث استجاب الطيار وعاد أدراجه صوب قاعدة بوفارك جنوب العاصمة الجزائرية.

لا بديل عن طائرة مدنية

عقب هذا التطور، حاولت إسبانيا إيجاد حلّ يرضي جميع الأطراف، في الوقت الذي كان فيه غالي يستعد للمثول أمام قاضي التحقيق لدى المحكمة الوطنية العليا بإسبانيا، عبر تقنية التناظر المرئي عن بعد، وسط انتشار كبير لضباط الحرس الوطني الإسباني، بملابس مدنية حول مستشفى سان بيدرو بلوغرونيو.

قالت مدريد للجزائر، إن الاقتراح يتمثل في طائرة طبية مدنية لنقل غالي، وهو ما رد عليه جنرالات “المرادية”، بأنهم لا يتوفرون على هذا النوع من الطائرة، حيث طلبت إسبانيا البحث عن شركة للإسعاف الجوي، وهو ما قامت به الجزائر بعدما تواصلت مع شركة فرنسية متخصصة في إعادة المدنيين الفرنسين.

من دفع ثمن رحلة عودة غالي؟

أفاد التقرير أن الرواية الرسمية تقول إن الجزائر هي من قامت بدفع تكاليف استئجار الطائرة الفرنسية التي أقلّت غالي، فيما تشير مصادر أخرى للجريدة بأن حكومة مدريد هي من قامت بتسديد الفاتورة، وهو الأمر الذي نفته مصادر ثالثة حسب الجريدة، التي أوضحت أنه يصعب التأكد من الأمر تماماً، باعتبار أن الخارجية الإسبانية تملك آليات محجوزة كافية للتكلف بمثل هذه المهمة دون ترك أي سجلات.

مغادرة غالي.. و”ما تركته غاونزاليس”!

أشار المصدر إلى أنه بعد الإعصار والتوتر، ساد الهدوء النسبي، قبل أن تطلق طائرة من مطار بوردو، تحمل رقم ARL915، بمسار معلوم ووجهة محددة هي مطار بامبلونا بلوغرونيو، حيث انتظرت سيارة إسعاف تحمل إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو، الذي كان على سرير طبي مع أنبوب أنفي معدي، وأنبوب بولي.

وختمت الجريدة تقريرها بالقول، إن الرحلة اختير لها ما بعد الساعة الـ 12 ليلاً، حيث تم إغلاق المطار في وجه المدنيين، ليتسنى لغالي المغادرة بعد 44 يوماً ميزت تاريخ العلاقات الثنائية بين مدريد والرباط، وذلك ما تكرته، وفق المصدر، وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس لايا، المرشحة لمغادرة الحكومة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي