Share
  • Link copied

بسبب “كورونا”.. صيفٌ شاحبٌ لسكانِ القرى والبوادي المغربيةِ

صار قضاء وقت على شاطئ البحر، أو السفر مع الأسرة، عبارة عن حلم جميل، يراود سكان البوادي والقرى المغربية في فصل الصيف، فقد أزّمت الظرفية الاستثنائية التي تشهدها البلاد في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، والإجراءات المتخذة، من وضعيتهم، وصعّبت مهمة مغادرة منطقتهم، جاعلة صيفهم، شاحبا بدون ملامح.

سكان البوادي والقرى، القريبة من السواحل المتوسطية والأطلسية، الذين اعتادوا على زيارة الشواطئ سنويا، لم يتمكن أغلبهم خلال الصيف الجاري من التوجه لـ”البحر”، نظرا للتداعيات السلبية التي تسبب فيها فيروس كورونا المستجد، بعد تأثيره بشكل مباشرة على مداخيل الأسر، إلى جانب مضاعفته لأثمنة تسعيرة النقل، أما قاطنو البوادي والقرى الواقعة في وسط أو جنوب شرق المملكة، فإن صيفهم أشد وطأة من غيرهم، لانعدام أماكن الترفيه.

عبد الله (45 سنة)، من سكان مدينة بني تجيت، الواقعة في إقليم فجيج، بالجنوب الشرقي للمملكة، قال لـ”بناصا”:”إن وضعنا هنا، سنويا يكون سيئا، وفصل الصيف لا يشكل أي فرق، بل غالبية السكان يفضلون الشتاء على الصيف، ولكن، لا يمكن إنكار وجود فرق، وهو تأزم وضعية غالبية الأسر وعدم قدرتها على السفر، سواء إلى مكناس أو تافيلالت، أو حتى إلى مراكش”.

وأضاف المتحدث، أن جائحة كورونا أدت إلى “توقف العشرات من العمال في مناجم المعادن بالمنطقة، ما أزم الوضعية المادية للعديد من الأسر، لتضطر إلى عدم السفر في الصيف”، مسترسلا:”أعرف بعض الموظفين، الذين اعتادوا التوجه برفقة عائلاتهم إلى السعيدية خلال هذه الفترة، غير أن ارتفاع تسعيرة النقل، ومخاوف التقاط عدوى كورونا أجبرتهم على البقاء هنا”.

يونس (36 سنة) من ساكنة بلدة حاسي بركان، بإقليم الناظور، أوضح في حديثه لـ”بناصا”، أنه “رغم قرب بلدتي من الشواطئ، حوالي 50 عن قرية أركمان، و68 عن رأس الماء، إلا أن قاطنيها لم يتمكنوا هذه السنة، من التوجه للاستجمام مثل العام الماضي، وذلك بسبب الوضعية المتأزمة، التي تسبب فيها فيروس كورونا”.

معاناة سكان القرى والبوادي، مع غياب خيارات ووسائل الترفيه، ليس أمرا جديدا، حيث يعود للبروز كلما ارتفعت حرارة فصل الصيف، في ظل أن مدخولهم لا يمكنهم من التوجه لقضاء إجازة في الشواطئ أو المنتجعات، الأمر الذي زاد من حدته فيروس كورونا، بعد أن تسبب في مضاعفة أثمنة النقل، خانقا بذلك المجال القروي بالمغرب.

العديد من المناطق النائية، كانت تعيش في الصيف أجواء جميلة تروّح عن النفس، ليس لأن سكانها يقضون هذا الفصل في الشواطئ أو المنتجعات، ولكن لأن أنشطتهم المهنية تنتعش بشكل كبير خلاله، بعد توافد السياح عليهم، غير أن الجائحة، أضرت بالوضع، وحرمتهم من الاستمتاع، المادي والمعنوي، في ظل أن أغلب القرى المعزولة عن العالم، تُسعد كثيراً حين يزورها الناس.

من بين هذه القرى التي فقد صيفها لونه الاعتيادي بسبب “كورونا”، بادية شالالات أم الربيع، الواقعة على مقربة من مدينة مريرت، والتي يعيش سكانها على النشاط السياحي، حيث يستضيفون الزوار في بيوت صغيرة مصنوعة من القصب، ويعدون لهم “الطاجين”، أو الشاي، مقابل مبلغ من المال، غير أن الجائحة أضرت بهم.

سعيد (45 سنة)، ابن منطقة شلالات أم الربيع، قال في تصريحه لـ”بناصا”، إن “كورونا جعلت هذا الصيف استثنائيا، فلم يسبق أن حدث هذا مطلقا، قبل فرض الحجر الصحي كانت الأمور جيدة هنا، لأن المنطقة تعرف زوارا على طول السنة، لكن مباشرة بعد إعلان الحكومة لفرض الحجر ومنع التنقل بين المدن، ساءت الأمور بشكل كبير جدا”.

بالرغم من أن القرى والبوادي الواقعة على مقربة من الأنهار والوديان، تمنح لأبنائها فرصة السباحة لتخفيف وطأة حر الصيف، إلا أن غرق العديد من الأطفال والشبان، بشكل متكرر، في السدود والأنهار والوديان، يجعل من السباحة في هذه الأماكن خطرا، ما يجبر الأسر على منع ذويها من التوجه إليها.

Share
  • Link copied
المقال التالي