Share
  • Link copied

بسبب دعمها لسياسات إيران في شمال أفريقيا.. نائب أمريكي يطالب بقطع التمويل وفرض عقوبات على تونس

في تغريدة مثيرة للجدل، وجه النائب الأمريكي جو ويلسون سؤالاً استفزازياً حول استمرار تمويل الولايات المتحدة لتونس، متسائلاً عن سبب ضخ الأموال الأمريكية في بلد يتهم رئيسه بـ”لعن أمريكا” بينما يتعاون مع ما وصفهم بـ”إرهابيي النظام الإيراني”.

وطالب ويلسون في التغريدة ذاتها، بقطع التمويل وفرض عقوبات على تونس، معرباً عن ثقته بأن الرئيس السابق دونالد ترامب سيكون قادراً على “إصلاح” الموقف.

وأثارت هذه التغريدة موجة من النقاشات حول طبيعة العلاقات الأمريكية التونسية، والتي شهدت تقلبات كبيرة في السنوات الأخيرة.

وتواجه تونس، التي كانت تُعتبر نموذجاً للديمقراطية الناشئة في المنطقة بعد ثورة 2011، اليوم انتقادات متزايدة من قبل بعض الأصوات في واشنطن بسبب سياساتها الداخلية والخارجية.

وشهدت البلاد، تحت قيادة الرئيس قيس سعيد، تحولات كبيرة منذ توليه السلطة في عام 2019. وسعيد، الذي وصل إلى الحكم عبر انتخابات ديمقراطية، اتخذ قرارات مثيرة للجدل، بما في ذلك حل البرلمان وتعليق العمل بالدستور، مما أثار مخاوف من انحراف عن المسار الديمقراطي.

بالإضافة إلى ذلك، انتقد سعيد السياسات الخارجية للولايات المتحدة في أكثر من مناسبة، مما أثار استياء بعض الأوساط السياسية الأمريكية.

ومن ناحية أخرى، تتهم الولايات المتحدة تونس بالتقارب مع إيران، التي تعتبرها واشنطن دولة راعية للإرهاب، وهذه الاتهامات، وإن كانت غير مؤكدة بشكل قاطع، إلا أنها تثير تساؤلات حول مدى تأثير إيران على السياسة التونسية، خاصة في ظل التقارير التي تتحدث عن تعاون أمني بين البلدين.

وكانت تونس واحدة من أكبر المتلقين للمساعدات الأمريكية في شمال إفريقيا، حيث تلقت مئات الملايين من الدولارات لدعم التحول الديمقراطي وتعزيز الأمن والتنمية الاقتصادية. ومع ذلك، فإن هذه المساعدات أصبحت موضع تساؤل في ظل التطورات الأخيرة.

ويرى النائب جو ويلسون، الذي يُعتبر من أبرز المؤيدين لسياسة ترامب الخارجية، أن استمرار التمويل الأمريكي لتونس هو “مكافأة على سلوك معادٍ لأمريكا”. ويدعو إلى قطع هذا التمويل وفرض عقوبات على تونس، معتبراً أن هذا هو الحل الوحيد لوقف ما يصفه بـ”التعاون مع الإرهاب”.

وكانت ردود الفعل على تغريدة ويلسون متباينة. بينما أيدها بعض المحافظين الذين يرون أن تونس لم تعد تستحق الدعم الأمريكي، انتقدها آخرون باعتبارها تبسيطاً مفرطاً لوضع معقد. ويرى البعض أن قطع التمويل قد يدفع تونس إلى مزيد من التقارب مع إيران وروسيا، مما يعقد الموقف الأمريكي في المنطقة.

ومن جهة أخرى، يرى محللون أن ويلسون يستغل هذه القضية لتعزيز أجندته السياسية، خاصة في ظل الحديث عن عودة ترامب إلى الساحة السياسية. ترامب، الذي كان معروفاً بسياساته الخارجية المتشددة، قد يجد في هذه القضية فرصة لتأكيد مواقفه المعادية لإيران والداعمة لسياسة “أمريكا أولاً”.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل العلاقات الأمريكية التونسية غير واضح. بينما يطالب البعض بقطع التمويل وفرض العقوبات، يرى آخرون أن الحل يكمن في الحوار والدبلوماسية لمعالجة الخلافات. تونس، التي تواجه تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة، قد تجد نفسها في موقف صعب إذا تم قطع المساعدات الأمريكية.

Share
  • Link copied
المقال التالي