أثارت الحماية المؤقتة التي توفرها لقاحات فيروس كورونا المستجد، والتي حددت في 6 أشهر على الأقل، مخاوف العديد من المواطنين المغاربة الذين اعتبروا أن مستقبل تطور تفشي الوباء في البلاد، الذي كان قد بدأ يتضح بعد الشروع في حملة التطعيم، عاد من جديد إلى ضبابيته، في ظلّ أن هناك احتمالاً كبيراً لوقوع انتكاسة كبيرة بعد تلاشي المناعة التي توفرها الحقن.
وقالت شركتا “فايزر” و”بيو إن تك”، إن التجارب السريرية المستمرة في إطار المرحلة الثالثة من اللقاحين اللذين ينتجانهما، تؤكد أن المناعة التي يوفرها اللقاح، تستمر لمدة لا تقل عن 6 أشهر بعد الجرعة الثانية، مثيرتان موجةً من الهلع في العالم، بالرغم من أن الأوساط العلمية، اعتبرت الأمر مبشراً باعتبار أن هذه الفترة، أطول بـ 90 يوماً من الفترة التي كانت محددةً سابقاً.
وأكدت الشركتان في بيان مشترك لهما، نشراه بداية الشهر الجاري، أن اللقاحات التي يصنعانها فعالة بشكل كامل، ضد السلالات المتحورة من فيروس كورونا المستجد، من بينها سلالة جنوف إفريقيا، التي كان العلماء قد أعربوا عن مخاوفهم من أن يكون التطور الجديد قد جنبها حماية التطعيم، مشيرتان إلى أن الحقن فعالة بنسب قد تصل في بعض الحالات لـ 100 في المائة.
وعلى الرغم من أن الشركتين الأمريكيتين كانا يهدفان، عبر بيانهما المشترك، إلى التأكيد على أن لقاحيهما، فعالان بنسب كبيرة جداً، إلى جانب أنهما فعالان أيضا، إلا أن العديد من الدول، اعتبرت أن هذا الأمر لا يبشر بالخير، فيما أعلن بينيامين نتياهو، رئيس وزراء إسرائيل، عن نيته شراء كميات مضاعفة من اللقاح، تحسباً لفرضية التلقيح كلّ ست أشهر.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل، أول أمس الإثنين، أن إسرائيل، تتطلع لشراء 36 مليون جرعة من لقاح كورونا، وهي الكمية التي تمثل ثلاثة أضعاف العدد الذي سبق واشترته لتلقيح مواطنيها قبل شهور، وذلك تحسبا لـ”الاحتياج إلى مزيد من الجرعات في وقت لاحق من السنة”، في سياق الاحتمال الذي أثاره العلماء بشأن إمكانية الحاجة للتطعيم في كلّ 6 أشهر.
وأوضح نتنياهو في تصريحات لوسائل الإعلام: “نعمل على جلب 36 مليون جرعة إضافية لمواطني إسرائيل.. لا أحد يعرف إلى متى ستكفي اللقاحات التي لدينا… نحن بحاجة للاستعداد لأسوأ احتمال. الاحتمال الأسوأ هو أن يتعين علينا التطعيم كل نصف عام”، مضيفاً أن هذا يعني “ما يصل إلى 36 مليون جرعة في العام المقبل، إذا احتاج كل تسعة ملايين إسرائيلي جرعتين كل ستة أشهر”.
وتضع الاحتمالات التي أثارها العلماء، المغرب أمام تحد كبير، يتمثل في توفير لقاحات إضافية كلّ 6 أشهر للفيروس التاجي، وما يشمل الأمر من صعوبات وإكراهات في ظل التهافت الدولي الكبير على سوق اللقاحات، في أفق أن يكون لقاح كورونا على شاكلة حقن الإنفلونزا الموسمية، التي يتم إجراؤها بشكل سنويّ.
ويعاني المغرب من صعوبات بالغة في توفير لقاحات إضافية ضد فيروس كورونا، بسبب الضغط الكبير على الشركات المنتتجة، سيما “أسترازينيكا” البرطانية، التي خاضت مجموعة من الدول الأوروبية حملةً ضدها بسبب منتحها الأولوية لدول خارج الاتحاد الأوروبي، وهو ما اعتبرته الدول، أمراً غير مقبول.
وبالرغم من غياب أي توضيحات من طرف وزارة الصحة، التي حاولت جريدة “بناصا” التواصل معها لمعرفة خطتها لمواجهة هذا التحدي الذي يفرض عليها التلقيح كلّ 6 أشهر، إلا أن خبراء يتوقعون أن السلطات ليس في المغرب فقط، بل عبر العالم، تعوّل على تزايد مصانع إنتاج اللقاح، وهو ما سيوفرها بكميات أكبر ويقلص سعرها، ويجعلها متاحة للجميع.
ويتجه المغرب بالفعل، خلال الشهور القليلة المقبلة، إلى الشروع في تصنيع لقاح “سينوفارم” الصيني داخله، بناءً على اتفاقية جمعته مع الشركة المنتجة، حيث تعول الأخيرة على المملكة من أجل توفير كميات كبيرة من الحقن لتصديرها إلى القارة الإفريقية، وأيضا لدول أوروبا، نظرا للموقع الإستراتيجي للبلاد، وهو ما من شأنه إتاحة فرصة إضافة تلقيح كورونا، للقاحات الموسمية.
تعليقات الزوار ( 0 )