قالت صحيفة “Augusta Chronicle”، إنّ البروفيسور المغربي أحمد الشاذلي الذي عاد مؤخرا إلى جذوره بالمغرب، يعمل على تطوير علاج واعد قد يفيد في محاربة سرطان الثدي وتسخير جهاز المناعة للقيام بذلك عن طريق بعض مستخلصات نبات الفُطريات (Fungus).
وأوضحت الصحيفة، أنّ الشاذلي، الذي يشغل منصب أستاذ الطب المساعد في مركز جورجيا للسرطان بجامعة أوغوستا، حصل مؤخرًا على منحة بقيمة 1.8 مليون دولار من المعهد الوطني للسرطان للنظر في مركب مشتق من فطر موجود على جذور بعض النباتات في المغرب.
المصدر ذاته، أبرز أنّ بروتين EnnA يعمل عن طريق تثبيط بروتين بارز يشارك في بقاء الخلايا السرطانية ويسمى بروتين الصدمة الحرارية 90 أو hsp90، وعندما تم اكتشاف دوره الفعال في السرطان لأول مرة في التسعينيات، تسبب في الكثير من الإثارة بسبب تفاعله مع العديد من الوظائف المعززة للسرطان.
وفي هذا الإطار قال الشاذلي، إنّ “هذا الأمر يضع المثبطات الكيميائية لـHsp90 في مركز علم الأورام الجزيئي”، أو علم علاج السرطان على المستوى الجزيئي”، مُؤكدا “أن إحدى المشكلات المتعلقة بالعديد من السرطانات هي أنه حتى إذا تم علاجها بنجاح في البداية ، فإن الخلايا السرطانية تكتشف طريقة لتفادي العلاج والعودة”.
وفي السياق ذاته، أوضح الشاذلي، “لذا يمكنك أن تتخيل المثبطات الكيميائية مع Hsp90، وهو أمر مهم للعديد من مسارات (السرطان)، حيث كانت الفكرة أنه إذا قمنا بتثبيط هذا البروتين المركزي، فستكون فرصة الخلية السرطانية أقل بكثير للهروب”.
وتم تطوير عدد من الأدوية المحتملة المختلفة التي تسعى إلى إيقاف تشغيله ودخلت في التجارب السريرية، لكن في النهاية، لم يثبت أي منها نجاحه في المرضى، وكانت المشكلة في مهاجمة ذلك البروتين الذي تسبب في تنشيط بروتينات صدمة حرارية أخرى مماثلة تشارك في بقاء الخلية.
وقال الشاذلي “نحن نؤثر بشكل سيء على الخلية لدرجة أنها تتفاعل بسرعة كبيرة عن طريق إحداث ما يسمى بـ”آلية البقاء”، ومع ذلك، عملت جميع الأدوية على مهاجمة البروتين بنفس الطريقة، حيث بدأ بفحص المركبات الأخرى بحثًا عن آلية مختلفة”.
وأشارت الصحيفة الآنف ذكرها، إلى أنه وأثناء عودة الشاذلي إلى المغرب لإلقاء محاضرة، عُرضت عليه مكتبة من المركبات المستخدمة في الطب المغربي التقليدي والمشتقة من نباتات محلية، وهو أمر مثير للاهتمام، يردف المصدر ذاته.
وأضاف الباحث المغربي، أنه “إذا كنت تتناول نباتات طبية في الصين والهند والولايات المتحدة، فهي مدروسة جيدًا، وينطبق نفس الشيء في أوروبا، ومع ذلك، إذا ذهبت إلى أمريكا الجنوبية أو إفريقيا وخاصة شمال إفريقيا، فإن هذه النباتات الطبية لم تتم دراستها بشكل علمي”.
وبالعمل مع زميل لهم في ألمانيا تضيف الصحيفة، انتهى بهم الأمر بالتركيز على مركب مشتق من فُطر يعيش على جذور نبات مزهر ينمو في جبال الأطلس في المغرب، ويرى الشاذلي أن مستخلصات النبات استخدمت في الطب المغربي التقليدي لعلاج كل شيء من أمراض القلب إلى لدغات الثعابين.
وقال: “إنها تنمو في هذه البيئة القاسية والتي كانت جذابة جدًا بالنسبة لي لأنني اعتقدت أن استجابة الصدمة الحرارية أو بروتينات الصدمة الحرارية يجب أن تكون مهمة لهذا النبات للبقاء على قيد الحياة في هذه البيئة القاسية”.
وأوضح الشاذلي، “أنه عند إضافة مركب EnnA إلى الخلايا السرطانية، يبدو أنه يقتلها بكفاءة دون إثارة الاستجابة المؤيدة للبقاء”، مشيرا إلى أن “المركب يبدو أنه يهاجم hsp90 بطريقة مختلفة عن الموانع السابقة. ومن المهم أيضًا أنه يبدو أنه يشرك جهاز المناعة في الاستجابة”.
وأضاف: “بهذه الطريقة، بينما تقتل الخلايا (الورمية)، فإنك في الواقع تحفز جهاز المناعة على التعرف عليها” وهذا الأمر يساعد على منع تكرار السرطان لأن لديك هذه الخلايا التائية المتعلمة الآن جيدًا للقضاء على الأورام”.
وشدّدت الصحيفة، على أن العلاج سيكون مهمًا بشكل خاص لما يسمى بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، أو خلايا سرطان الثدي التي تفتقر إلى مستقبلات العوامل الثلاثة الأكثر أهمية المعروفة بأنها تسبب سرطان الثدي، والتي تحتوي جميعها على علاجات تستهدفها وتجعل علاجها أسهل.
وأشار الشاذلي إلى أنّ “سرطانات الثدي ثلاثية السلبية الشائعة هي في الحقيقة واحدة من أكثر أنواع السرطانات خطورة في الثدي ولكن لا توجد علاجات كثيرة موجهة ضد هذا المرض، وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نركز حقًا في محاولة لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا إيجاد طريقة لمنع نمو هذا السرطان”.
تعليقات الزوار ( 0 )