افتتحت شركة نستله-المغرب، أمس الثلاثاء، أول محطة للطاقة الشمسية بمدينة الجديدة، خلال حفل أقيم بحضور وزير الطاقة والمعادن والبيئة عزيز رباح.
وتمتد هذه المحطة الشمسية على مساحة 7000 متر مربع بمحاذاة مصنع نستله، وتضم 2600 لوحة شمسية كهروضوئية لدعم مصنع الشركة المحلي لمنتجات القهوة والحليب.
وستولد المحطة 1.7 جيجاواط من الطاقة الكهربائية سنويا، مع الحد من انبعاث أكثر من مليون كيلوجرام من ثنائي أوكسيد الكربون في العام الواحد وهو ما سيساعد الشركة السويسرية العالمية على تحقيق التزامها بخفض الانبعاثات الناتجة عن عملياتها بمقدار النصف بحلول العام 2030 وتحقيق هدفها المتمثل في صافي انبعاثات يصل الى نسبة صفر بحلول العام 2050.
ويعتبر مصنع نستله في المغرب ثالث مصانع المجموعة في المنطقة بعد مصنعيها في كل من دبي والأردن يطلق محطة خاصة بالطاقة الشمسية.
وتم تشييد المحطة باستثمار يقارب 12 مليون درهم بالتعاون مع شركة كيير الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة.
وقال عزيز رباح في كلمة بالمناسبة”إن محطة الطاقة الشمسية لنستله بالجديدة تعتبر من المساهمات القيمة في الاستراتيجية الخضراء للمغرب، وتأتي انسجاما مع مساعي المملكة التي تهدف الى انتاج أكثر من 52 في المئة من الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة بحلول العام 2030″.
وأضاف الوزير أن هذه المحطة الجديدة ستستهم في تعزيز الإنتاج من الطاقة المتجددة في القطاع الصناعي، مسجلا أن الوزارة تشجع القطاع الخاص على اتخاذ خطوات طموحة لتحقيق أهداف الاستدامة على المستوى الوطني وتدعو الجميع للمساهمة في تعزيز الصحة والسلامة البيئية لتعود بالمنفعة علينا جميعا”.
وحسب الوزير، فإن قطاع الصناعة يمثل اليوم 21 في المئة من الاستهلاك النهائي للطاقة ويمثل مصدرا لتوفير الطاقة ، مشيرا إلى أن الدراسات أكدت إمكانية توفير 22 في المئة من استهلاك الطاقة للقطاع الصناعي بحلول عام 2030.
وفي ما يتعلق بقطاع الأغذية الزراعية، يضيف الوزير فإنه يمثل ثاني مستهلك للطاقة بعد قطاع البناء ، مضيفا أنه يمثل حوالي 20 في المئة من إجمالي استهلاك الطاقة للنسيج الصناعي.
وتطرق رباح إلى نموذج الانتقال للطاقي الوطني ، مبرزا أن القدرة المنشأة للمصادر المتجددة تبلغ 3950 ميجاوات ، وهو ما يمثل حوالي 37 في المئة من إجمالي الطاقة الكهربائية المنشأة (أو 20 في المئة من الطلب على الكهرباء) ، مضيفا أنه تم إنجاز 100 مشروع للطاقات المتجددة فيما توجد مشاريع أخرى قيد التنفيذ.
وأشار إلى أنه تم تنفيذ 47 مشروعا للطاقة المتجددة حتى الآن باستثمارات تبلغ حوالي 52.2 مليار درهم، مذكرا بأن إجمالي استثمارات المشاريع التنموية يبلغ حوالي 53.8 مليار درهم.
من جانبه، أعرب ريمي عجل الرئيس المدير العام لنستله الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن شكره الجزيل للسلطات المغربية على دعمها، والذي بدونه ما كان بناء هذه المحطة الشمسية ممكنا”.
وأضاف “نحن ماضون قدما في التزامنا للوصول في كافة مصانعنا الى استخدام الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة بنسبة 100 في المئة بحلول العام 2025، وذلك في إطار مساعينا الجادة للحد من الانبعاثات الكربونية والتصدي لتحديات التغير المناخي”.
وقال “هذا جزء من خارطة طريقنا للحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون والعمل على مواجهة تحديات تغير المناخ” ، مشددا على أن نستله ، بصفتها أحد الموقعين على الالتزام ب”طموح قطاع الأعمال للحد من الاحترار بحدود 1.5 درجة مئوية”، هي واحدة من أولى الشركات التي كشفت عن خارطة طريق خاصة بها مع مضاعفة جهودها في مكافحة تغير المناخ.
وأشار إلى أنه من الأمثلة المثالية أن يطمح المغرب بحلول عام 2030 إلى امتلاك القدرة على إنتاج أكثر من 52 في المئة من احتياجاته من الكهرباء باستخدام موارد متجددة، مشيرا إلى أن إن مركب نور بورززات مثير للإعجاب ، وبالتأكيد مصدر فخر لنا جميعا”، مبرزا أن إطلاق محطة الطاقة الشمسية الجديدة يساهم في تحقيق طموحات المملكة.
من جهته، قال سفير سويسرا بالمغرب غيوم شورير إنه فخور بتدشين هذه المحطة الكهربائية لواحدة من أشهر المقاولات السويسرية ، مسجلا أن نستله بعملها هذا تحترم المعايير البيئية وتسهم بشكل مميز في التنمية المستدامة بالممكلة.
وأشار شورير إلى أن المغرب كان لفترة طويلة في طليعة المبادرات المتعلقة بالطاقات المتجددة ، مذكرا في هذا الصدد، أن التقرير الأخير “مؤشر المستقبل الأخضر” الذي أعده معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، صنف في نسخته 2021 المغرب في المرتبة الخامسة ضمن البلدان التي تنهج سياسات مبتكرة والطموحة في مجال الطاقة المتجددة.
وينتج مصنع نستله بالجديدة، والذي أنشأ عام 1992، علاماتي نيدو ونسكافيه بما في ذلك مسحوق الحليب الكامل الدسم المدعم، وحليب النمو والقهوة. وتلبي هذه المنتجات معايير السلامة والجودة الأكثر صرامة.
وحصل مصنع نستله بالجديدة على العديد من الشهادات في مجال ادارة السلامة الغذائية، وإدارة الجودة والبيئية كما حقق المصنع أيضا هدفه المتمثل في صفر نفايات للصرف . وتشمل الإجراءات البيئية الأخرى في المصنع، التحول نحو استعمال غاز البترول المسال كوقود، الشيء الذي سيمكن من الحد من انبعاث ثنائي أكسيد الكاربون بأكثر من 3.7 مليون كيلوغرام في السنة.
وفي مصنعها بالجديدة، تشتري نستله أكثر من 60 ألف طن من الحليب الخام سنويا مباشرة من أكثر من 6000 مزرعة قروية صغيرة بأحجام مختلفة في منطقة دكالة.
ومن خلال مبادرة “القرية النموذجية” تدعم نستله المزارعين من خلال التدريب على المهارات الفنية. وتهدف المبادرة إلى تحسين السلامة والإنتاجية والجودة والممارسات البيئية. وبذلك، فإن جهودها تتماشى مع الاستراتيجية الحكومية “الجيل الأخضر 2020-2030” التي تشجع الفلاحة المستدامة وتدعم الفلاحين المحليين.
وباعتبارها أحد الأطراف الموقعة على الالتزام بطموح الأعمال للحد من الاحترار بحدود 1.5 درجة مئوية،
وتعتبر نستله من أولى الشركات التي تعلن عن خطة زمنية مفصلة لتحقيق أهدافها وتضاعف جهودها للتصدي للتغير المناخي.
ويعود تاريخ نستله في المغرب إلى سنة 1927 مع أول استيراد في المملكة. وقد أنشئت أولى وحدات الشركة بالمغرب تحت اسم : شركة تصدير منتجات نستله في سنة 1941 ، لتتأسس بعد ذلك نستله المغرب في سنة 1984، والتي توفر اليوم فرص عمل لأكثر من 320 شخصا بالمملكة وتوفر عمل غير مباشرة لنحو 7500 شخص.
ومنذ سنة 2010، استثمرت نستله أكثر من 420 مليون درهم (46.8 مليون دولار) في المغرب، وتعمل مع أكثر من 70 هيئة شريكة في مجال توزيع منتجاتها التي تصل إلى ما لا يقل عن 85000 منفذ بيع بالتجزئة، ومحلات البقالة، والصيدليات والمطاعم.
وتضم قائمة منتجات نستله في المغرب مجموعة واسعة من المنتجات منها: منتجات الحليب وغذاء الرضع، والقهوة، والفطور وغيرها من المنتجات. وذلك تحت علامات تجارية متعددة ومن بينها نسكافيه ونسكويك وتشيريتوس وغولدن كورن فليكس ونستله فيتنس ونان ونيدو وناتيفا وبرينان.
تعليقات الزوار ( 0 )