Share
  • Link copied

بحضور الأمير تشارلز.. “باربادوس” الضائعة في المحيط الأطلسي تتحرّر من التّاج البرطاني

ضمّت دول العالم إلى قائمتها أحدث جمهورية في العالم، بعد تحرّرها من سلطة التاج البريطاني، وذلك في حفل رسمي حضره ولي عهد المملكة المتّحدة الأمير تشارلز، وجرّدت خلاله والدته الملكة إليزابيث الثانية من منصبها كرئيسة لهذه الدولة.

وخلال الحفل، أقسمت الحاكمة العامة للجزيرة الكاريبية ساندرا ماسون اليمين الدستورية رئيسةً للجمهورية الوليدة، وأُنزل علم التاج البريطاني الذي كان يمثّل خضوع باربادوس لسلطة الملكة إليزابيث الثانية.

وكانت باربادوس نظّمت انتخاباتها الرئاسية الأولى في تشرين الأول/أكتوبر، بعد 13 شهراً من إعلان انفصالها دستورياً عن التاج البريطاني.

واللافت هنا أنها أنشأت مجلس نواب في العام 1639، ما جعلها من أول الدول التي أقامت برلماناً.

وجاء إحلال النظام الجمهوري في هذه الدولة الصغيرة الواقعة في الكاريبي والمستقلة منذ 1966 بعد سنوات من حملات محلية ونقاشات طويلة حول قرون من نفوذ بريطاني تخلّلته 200 عام من العبودية.

نهاية إرث 400 عام في باربادوس!

بحلول منتصف يوم الإثنين الماضي، انتهى إرثٌ امتد إلى أكثر من 400 عام منذ رسوّ سفينة إنكليزية على شاطئ الجزيرة وإعلان خضوع باربادوس لتاج الملك جيمس الأول.

وستؤدي ساندرا ماسون اليمين الدستورية كأول رئيسة لـباربادوس، التي تناضل من أجل الابتعاد عن ماضيها الاستعماري.

وستكون هذه هي المرة الأخيرة التي يشهد فيها الأمير تشارلز تحية عسكرية للتاج البريطاني في الجزيرة.

وأظهرت لقطات فيديو متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، غافيا وذلك خلال مراسم الإعلان عن جمهورية باربادوس وتحرّرها من سلطة التاج البريطاني.

رئيسة باربادوس: الفرصة سانحة لكي تثبت دولتنا ذاتها

علت منذ فترة أصواتٌ في باربادوس تدعو إلى الانتقال إلى النظام الجمهوري. ووصفت رئيسة وزراء الجزيرة، ميا موتلي، الأمر بأنه “فرصة سانحة لكي تثبت باربادوس ذاتها وتظهر قدراً أكبر من الثقة بالنفس”.

وقالت موتلي: “لقد حان الوقت لكي نترك ماضينا الاستعماري تماماً وراء ظهورنا”.

وفي حوار مع” بي بي سي”، قالت إن محْو آثار النظام الاستعماري لم يكن عملاً “عدائياً”.

المؤيد: المملكة التي لا تغيب عنها الشمس ولّت

الأكاديمي والباحث السياسي اليمني المقيم في لندن أحمد المؤيد يقول للميادين نت، إنّ ما يجري في الجزيرة “حق مكفول ومصان بموجب قواعد القانون الدولي والمواثيق الدولية التي تؤكد مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، هذا الأمر سيؤثر في بريطانيا ونفوذها العالمي، إذ ستكون قد خسرت إحدى أهم مستعمراتها، وهي خسارة معنوية في الدرجة الأولى، وستؤثر في الصورة النمطية لبريطانيا العظمى أمام المجتمع الدولي”.

ويضيف: “من جهة أخرى، هناك خسارة اقتصادية، إذ كانت باربادوس تعتمد على تصدير السكر كمصدر رئيسي لإيراداتها، ولكن في العقود الأخيرة، تنوع الاقتصاد ليشمل السياحة والأنشطة المالية، ولعل أهمها الاحتياطيات بحرية من النفط والغاز الطبيعي”، لكن هل سيصب ذلك في سياق التغيرات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم؟

يقول المؤيد: “كما يعرف الجميع، إنَّ المرحلة الاستعمارية ولّت، والدولة التي كانت تعرف بالمملكة التي لا تغيب عنها الشمس ولّت وانتهت، وانحسر الدور البريطاني والدور الغربي بشكلٍ عام، وظهرت قوى دولية جديدة، وتنامى نفوذ الصين اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، فالعالم اليوم يتغيّر، وهناك صعود وتنامٍ لدور دول وأفول لبعض القوى الدوليه. هذه سنن التاريخ”.

المؤيد من لندن: التغييرات الدولية متسارعة وجذرية

“التغييرات الدولية أصبحت متسارعة وجذرية، وتحتاج إلى محاولات لتأطير حركة التحولات تلك. وضمن السياقات الجيوسياسي، يبدو أن هناك تراجعاً لدول كانت تصنّف عظمى كبريطانيا،لكنها لم تعد قادرة على التمدد عسكرياً”، يقول مؤيد ويعقّب.

ويختم ببانوراما سياسية سريعة: “حتى أميركا ضرب نفوذها العسكري بعد الانسحاب من أفغانستان، ونفوذها الاقتصادي قد يضرب أيضاً إذا حصل انفراج في الملف النووي الإيراني. أما الصين وروسيا، فمن الواضح أنَّ هناك نمواً وتصاعداً لدورهما الدولي والإقليمي، لأنهما انتهجتا سياسة مختلفه، وتم التركيز على التمدد الاقتصادي الذي يكسر نظرية الاحتلال، ويوحي بشراكات وتبادل منافع، كما في بعض الدول الأفريقية، ويؤدي إلى نفوذ ناعم يتحول إلى تحالفات استراتيجية، كما حصل مع إيران مؤخراً”، يختم الباحث المقيم في لندن.

ويبدو أن باربادوس لن تكون أول مستعمرة بريطانية سابقة في منطقة البحر الكاريبي تصبح جمهورية، فقد اتخذت غيانا هذه الخطوة في العام 1970، بعد أقل من 4 سنوات من حصولها على الاستقلال عن بريطانيا. وحذت ترينيداد وتوباغو حذوها في العام 1976، ودومينيكا في العام 1978.

باربـادوس جزيرة صغيرة يبتلعها المحيط!

من المرجح أنك لم تسمع عنها من قبل، كيف لك ذلك! وهي عبارة عن جزيرة صغيرة يبتلعها المحيط الأطلسي الشاسع، ما يجعل من الصعب تحديد موقعها على الخريطة ببساطة!

وفي ما يلي بعض الحقائق عن دولة جزيرة باربادوس:

  • يتكلم سكان دولة باربـادوس اللغة الإنكليزية بلهجة محلية مميزة تُسمى “الباجان”. واللافت أن في هذه اللهجة المحلية، لا يتم استخدام كلمة “جدًا”. بدلًا منها، يتم تكرار الصفة مرتين. على سبيل المثال، بدلًا من قول “سيارة سريعة جدًا”، يقال: “سيارة سريعة سريعة”. وللزيادة في الوصف، يُقال: “سيارة سريعة سريعة سريعة”.
  • لطالما كانت باربـادوس عرضةً للأعاصير القاسية. أما عاصمتها، فهي مدينة Bridgetown أو بريدجتون، وهي المدينة التي ترسو فيها السفن السياحية، لأن مياهَها عميقة.
  • على الرغم من أن بـاربادوس تقع في غرب المحيط الأطلسي، وينبسط بينها وبين قارة أفريقيا 4830 كم من مياه المحيط، فإنَّ رمال الصحراء الكبرى تطولها.
  • تشتهر المستعمرة البريطانية السابقة بشواطئها ولعبة الكريكيت ورياضتها الوطنية، وبتراث مزدوج، الأول هو التراث الإنكليزي الواضح في كنائسها الأنغليكانية المبنية بالحجارة، والآخر هو التراث الأفريقي الذي ينعكس في موسيقاها ورقصها.

-كانت باربادوس تعتمد في الماضي بشدة على تصدير السكر كمصدر رئيسي لإيراداتها، ولكن في العقود الأخيرة تنوع الاقتصاد ليشمل السياحة والأنشطة المالية، كما أن لديها احتياطيات بحرية من النفط والغاز الطبيعي.

  • تسطع الشمس في تلك الجزيرة لما يفوق 3000 ساعة سنوياً، وتصل درجة حرارتها خلال النهار إلى 30 درجة معظم فترات السنة.
  • تمتدّ الشعاب المرجانية الخلابة على طول سواحل بربادو على مدى 9 كلم.
  • تشتهر تلك الجزيرة بالأسماك الطائرة، والتي اشتهرت بهذا الاسم، لأنها تقوم بدفع نفسها خارج الماء.
  • تنتشر في باربـادوس القرود الخضراء، وهي فصيلة ظهرت في السنغال والدول المحيطة بها، ووصلت إليها في غرب المحيط الأطلسي عن طريق السفن المحملة بـ”العبيد” على مدى العصور.
Share
  • Link copied
المقال التالي