شارك المقال
  • تم النسخ

باحث يستبعد أن تغيّر الرباط موقفها من طهران من دون “تعهدات قوية” وموثوقة ودائمة

تراقب الدبلوماسية المغربية النشطة عن كثب تطور المواقف الدولية المتسارعة، وسيرورة التغيرات الحاصلة في علاقات شركائها الإقليميين والدوليين، لاسيما بعد الإعلان الإيراني السعودي المشترك عن توقيع اتّفاق في بكين يهدف إلى إعادة العلاقة الدبلوماسية بين البلدَين وفتْح سفارتَيهما، إلا أن الرباط تحرص على أن تبني موقفها حيال هذه التحولات بشكل مستقل.

وباركت دول في القارات الخمس الإعلان الذي ينهي سنوات من “القطيعة” و”التلاسن” و”الاتهامات المتبادلة” بين المملكة السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلا أن الدبلوماسية المغربية التزمت الصمت حيال هذا الإتفاق، مما يطرح جملة من الأسئلة بشأن تموقع المغرب مستقبلا من هذا الاتفاق، وبين من يستبعد ترحيب أو عودة العلاقات المغربية الإيرانية إلى طبيعتها.

وفي هذا الصدد، استبعد عبد الفتاح الفاتحي، الباحث والأكاديمي المتخصص في الشؤون الصحراوية والإفريقية، “عودة العلاقات الدبلوماسية المغربية الإيرانية في الأمد القريب لانعدام تماس كبير بين البلدين، بالرغم من أن إيران تحاول الضغط على المغرب عبر دعم جبهة البوليساريو والجزائر، إلا أنها قد لا تتوفق بسهولة بتحسين علاقتها مع المغرب من دون تعهدات قوية وموثوقة ودائمة”.

وأوضح الفاتحي، في حديث مع “بناصا” أن “إيران قد عدلت من مواقفها بالقدر الذي جعلها تعيد علاقتها الدبلوماسية مع السعودية، حيث أن أسباب قطع المغرب لعلاقته مع إيران مرتبط بأسباب خاصة، وإن تكن مع الأسباب التي يشترك فيها مع السعودية، وعدد من الدول العربية التي لها ملاحظاتها على السلوك الإيراني، ومنها عدم احترام مبادئ حسن الجوار، وتدخلاتها السافرة في الشأن الدولي”.

وأكد الخبير المغربي، “أن المملكة المغربية لها أسبابها الخاصة التي أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران في عدة مناسبات، منها ما بعد الثورة الإيرانية سنة 1981، وأثناء الحرب العراقية الإيرانية سنة 1982، وبعد تحسن العلاقات الدبلوماسية مع المغرب عقب سحب إيران اعترافها بالجمهورية الصحراوية الوهمية سنة 1991”.

إقرأ أيضا: هل يؤثر التقارب السعودي الإيراني على مصالح المغرب في منطقة شمال إفريقيا؟

وتابع المصدر ذاته، “أن السلول الإيراني لم يكن بالموثوق فيه بفعل محاولات للتدخلات في الشأن الديني المغربي والتدخل السياسي في الشؤون الداخلية للدول الصديقة، وهو ما ترتب عنه في 2009 قطع علاقاتها مع إيران بعد التراشق الأخير بين البلدين على خلفية موقف المغرب المتضامن مع البحرين بعد تصريحات مسؤولين إيرانيين عن أنها المحافظة الـ 14”.


وأبرز الفاتحي، أن “السلوك الإيراني بقي شاذا مغربيا بنشاطها الدعوي للتشييع في المغرب والدعم اللامعلن لإنفصاليي البولساريو، مع تواصل سلوكها غير الموثوق فيه 2018، حيث قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران لأسباب تتعلق بتسهيل عمليات إرسال الأسلحة والدعم العسكري من جانب طهران لجبهة “البوليساريو”.


وخلص الباحث والأكاديمي، إلى أن “أي عودة للتطبيع المغربي الإيراني تحكمها صدقية وموثوقية السلوك الإيراني المعلن والخفي”، مردفا: “أن الدبلوماسية المغربية وإذا ما قررت تطبيعا في العلاقات مع إيران سيكون بناء على التذكير بمسار العلاقات التاريخية مع إيران”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي