Share
  • Link copied

باحث: المغرب أنشأ الملاحات والمدارس اليهودية والقضاء العبري قبل تأسيس إسرائيل

يُعتبر المغرب من أكثر بلدان العالم تسامحا وانفتاحا، وتعد القيم الروحية والإنسانية وقيم التعايش والوئام والحوار الأساس الذي يقوم عليه المجتمع المغربي، كما أن ثقافة الحوار والانفتاح وتقبل الآخر تشكل عقيدة تم ترسيخها عبر مراحل كرونولوجية مختلفة.

ويزخر النسيج المجتمعي المغربي بخارطة دينية متعددة، تنبني على التسامح والتعايش بين الأديان، وإشاعة القيم الروحية، وقد شكل اليهود أحد العناصر الأساسية في المجتمع المغربي في مختلف الحقب التاريخية، سواء في المدن أو في القرى.

وفي هذا السياق، يرى الدكتور إدريس جنداري، الكاتب والباحث الأكاديمي المغربي، وصاحب كتاب «المسألة السياسية في المغرب»، “أن الاعتراف بالمكون العبري في دستور 2011، لم يكن قرارا نشازا في تاريخ المغرب، بل يعتبر تأكيدا للقاعدة”.

وأضاف جنداري، في حديث مع “بناصا”، في إطار النقاش العمومي الجاري حول انفتاح المغرب على المكون العبري، “أن اليهود مواطنون مغاربة عاشوا جنبا لجنب مع إخوانهم المسلمين، وأن الملاّحات ما زالت شاهدة، حيث أن تفعيل هذا المنطق الدستوري، على مستوى التعليم والعدالة، قرار صائب”.

وأوضح الباحث، “أن المغرب، دخل منذ دستور 2011، مسارا جديدا يتسم بروح معرفية وبتوجه استراتيجي، في علاقة بمكونات الهوية الوطنية، فبدل دفن الرأس في الرمال وفرض الأحادية الهوياتية، اختار المغرب المنهجية الديمقراطية التي تقوم على ترشيد التعددية والاختلاف بأساليب قانونية ومؤسساتية”.

وشدّد المصدر ذاته، على أن “الاعتراف بتعدد مشارب الهوية المغربية، هو اعتراف بأمر واقع ليس إلا، فالمغرب، منذ تأسيسه، كان متعددا ورشّد اختلافه بأسلوب حضاري يستمد روحه من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يقر بالتعددية والاختلاف كفطرة فطر الله الناس عليها، قال تعالى: «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا».

وأبرز الباحث إدريس جنداري، “أنّ المغرب تشكل كأمة موحدة تجمع أعرافا مختلفة (عرب، أمازيغ، أفارقة جنوب الصحراء) وديانات مختلفة (إسلام، يهودية، مسيحية)”.

وتابع صاحب كتاب «المسألة السياسية في المغرب»، “أن جميع الأجناس الآنف ذكرها، عاشت في وئام و احترام متبادل دون صراع على أساس الهوية”.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن “الدارجة المغربية كتركيب، تشكلت ببن العربية والأمازيغية، وانتشرت العربية دون أن تلغي الأمازيغية التي كتبت بحروف عربية، وعاش اليهود إلى جنب المسلمين، وأنشئت لهم الملاحات كفضاء سكني يحافظ على خصوصيتهم، وتأسست المدارس اليهودية، كما تأسس القضاء العبري”.

وختاما، خلص جنداري، إلى أن كل هذا، “حدث قبل تأسيس إسرائيل وظهور الصهيونية، فكان أسلوبا مغربيا خالصا ولم يكن متاجرة بالخصوصية اليهودية”.

Share
  • Link copied
المقال التالي