شارك المقال
  • تم النسخ

باحثون إسبان يحذرون مدريد من تحديات الجوار لسنة 2022.. ويطالبونها بالتحرك

حذر باحثون إسبان حكومة مدريد بقيادة بيدرو سانشيز، من التحديات التي ستواجهها المملكة الإيبيرية مع جيرانها الجنوبيين خلال سنة 2022 المقبلة، بسبب التوتر الذي تعرفه المنطقة منذ أكثر من سنة، مطالبين السلطة التنفيذية بالعمل على تخفيف حدة الصراع بين المغرب والجزائر، إما عبر “الحوار”، أو عن طريق إجراءات وصفوها بـ”الحازمة”، والتي ستنفذ بتنسيق مع الاتحاد الأوروبي.

وتوقع تقرير حديث نشرته مؤسسة “realinstitutoelcano”، أن إسبانيا ومعها أوروبا، سيواجهان جوارا معقداً للغاية في 2022، إلى جانب المشاكل الأخرى الموجودة بالفعل، مضيفاً أن جيران المملكة الإيبيرية في الجنوب، باتوا “أقل استقرارا”، مذكراً بأن النسخة السابقة من التقرير، سبق وأن حذرت من “الآثار المزعومة لقرار ترامب في دجنبر 2020، المعترف بمغربية الصحراء، على الاستقرار في المنطقة”.

وسلط التقرير الضوء على ما أسماه بسباق التسلح بين الجزائر والمغرب، وإظهار “نزعة قومية متشددة بشكل متزايد، موجهة بشكل أساسي ضد الجار”، متابعاً أن عواقب تصعيد التوتر في شمال إفريقيا، باتت أكثر وضوحا في سنة 2021، فلم يعد الصراع في الصحراء نزاعاً مجمداً، كما كان عليه الحال طوال 29 سنة الماضية، لغاية نوفمبر 2020، حين قررت البوليساريو وقف إطلاق النار مع المغرب.

ومن ناحية أخرى، فقد تجلت هذه العواقب أيضا، في زيادة التوتر الإقليمي في قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب في غشت 2021، وما تلاه من عدم تجديد عقد أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي تم افتتاحه في سنة 1996، كما عادت مرة أخرى الجزائر، لتتهم بعدها المغرب بقتل ثلاثة من مواطنيها، خلال قيادتهم لشاحنات لنقل البضائع، عبر الصحراء المغربية، مهددةً بأن الأمر لن يمر دون عقاب.

ونبه التقرير، إلى أن مستوى النزاع بين الجزائر والمغرب لم يصل إلى هذا المستوى عالي الخطورة منذ أربعة عقود على الأقل، الأمر الذي جعل إسبانيا محاصرة في علاقة ثلاثية حساسة مع جيرانها الجنوبيين المباشرين، وهي أخبار سيئة للغاية، مسترسلاً أن إغلاق أنبوب الغاز أثر بشكل كبير على إمداد الغاز الطبيعي الجزائري إلى غسبانيا، مما قلل عدد أنابيب الغاز العاملة من خطين، إلى خط واحد فقط.

من جهة ثانية، يضيف المصدر، تتعرض إسبانيا إلى الضغوط من جيرانها الجنوبيين، حيث انغمست في دوامة من الاتهامات والتهديدات والإيماءات العدائية بين الجزائر والمغرب، والتي ليس لديها أية بوادر للتراجع في المستقبل القريب، مسترسلةً أن تعزيز العلاقات بين المغرب وإسرائيل في قضايا الأمن والاستخبارات، زاد من التوتر، بعدما اعتبرته سلطات “قصر المرادية”، مستهدفا لها.

وشدد التقرير على أن خطر التصعيد بين الجزائر والمغرب حقيقي، على الرغم من أن نهاية سنة 2021، لا تجرحه، إلا أنه لا ينبغي استبعاد نشوب مواجهة مسلحة مباشرة أو بمشاركة البوليساريو، خلال سنة 2022، فيمكن لأي شرارة عرضية أو متعمدة أن تشعل النيران في شمال إفريقيا، وزعزعة الاستقرار في البحر الأبيض المتوسط والساحل، ودائما حسب المركز الإسباني المذكور.

ومن هنا، يؤكد التقرير، تأتي الحاجة الملحة إلى البحث عن طرق لخفض التصعيد لتجنب المزيد من “الشرور”، مضيفةً أن على إسبانيا، إلى جانب البلدان الأخرى التي لديها القدرة على التأثير في المنطقة المغاربية، أن تسعى إلى تخفيف حدة التوتر بين جيران “مدريد” الجنوبيين، وإنشاء قنوات للحوار بينهم.

وأبرز المصدر، أنه في حال لم يكن الحوار مجديا، ولم يؤد إلى نتائج، وظل الصراع يهدد مصالح إسبانيا للخطر، فعلى حكومة مدريد أن تتبنى إجراءات أكثر صرامة وحزما، والتي ستكون أكثر فعالية كلما زاد الدعم السياسي والاجتماعي لها، وكلما تم السعي لمزيد من التنسيق على المستوى الأوروبي، قبل تنفيذها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي