Share
  • Link copied

بائعو السيارات المستعملة يعزّزون حضورهم الإلكتروني لتجاوز تداعيات “كورونا”

دخل بائعو وسماسرة السيارات المستعملة في المغرب، منذ النصف الثاني من شهر مارس الماضي، في أزمة خانقة، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وما نجم عنه من تضرر مختلف القطاعات الاقتصادية، وإغلاق الحدود، الأمر الذي انعكس سلباً على السوق.

ويعتبر سوق السيارات المستعملة، ملاذاً للأسر محدود الدخل، والطبقة المتوسطة، التي كانت تقصده من أجل اقتناء وسيلة نقل جيدة، وبثمن في المتناول، غير أن الفئة المذكورة، إلى جانب الفقيرة، تلقت أضراراً جسيمة خلال الجائحة، ضُربت معهاَ قدرتهم الشرائية، وجعلت “السيارة”، آخر شيء يمكن أن يفكروا في شرائه.

وتبخرت آمال بائعي السيارات المستعملة، في انجلاء الفيروس التاجي قبل الصيف الماضي، الموعد الذي كان يعرف سابقاً، حركية مهمةً، مع عودة أفراد الجالية المقيمين بالخارج، ومعهم أنواع جديدة من السيارات، لا تتجاوز مدة استعمالها الـ 3 سنوات، بغيةَ إعادة بيعها، وهو ما يستغله السماسرة والباعة، لإعادة للتوسط أو استثمارها، غير أنه لا شيء من هذا حصل، بسبب استمرار تفشي الوباء.

تضرّر السوق الكبيرة من الظرفية التي تمر بها البلاد، دفع السماسرة وبائعي السيارات المستعملة، إلى البحث عن سبلٍ جديدة، لاستقطاب زبناء محتملين بعيداً عن التجمعات التي مُنعت في أغلب مناطق المغرب، ليقرّروا اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز حضورهم بها، بغيةَ التخفيف من الأضرار التي لحقتهم جراء الوباء وتداعياته.

محمد البالغ من العمر 45 سنة، أحد باعة السيارات المستعملة، بمدينة وجدة، اضطر إلى تعزيز حضوره الإلكتروني من أجل عرض العربات التي يبيعها، على أمل أن يعثر على زبناءٍ محتملين، وهو ما يساهم في تخفيف أضرار كورونا، حسب ما قاله لجريدة “بناصا”، فقد نجح في إقناع بعض الأشخاص بالشراء.

وأضاف المتحدث نفسه، بأن مواقع التواصل الاجتماعي، “تمنح فرصاً أفضل لبائعي السيارات المستعملة ومعهم السماسرة، من أجل العثور على مشترين محتملين، وحيث يمكن أن يصل منشور أو فيديو يعرض سيارة مستعملة للبيع، إلى آلاف الأشخاص، وأحياناً كثيرةً لعشرات الآلاف، وهو ما يجعل فرصَ البيعِ كبيرةً جدًّا”.

وأوضح محمد بأن “الإنترنت، ساهم في تخفيف الأضرار الناجمة عن فيروس كورونا، فبدل البقاء في البيت وانتظار فتح الأسواق؛ خلال فترة الحجر الصحي، حوّل، أغلب بائعي السيارات المستعملة، والسماسرة، عرض السيارات للواقع الافتراضي، وقد عثروا على مشترين، وهي الإمكانية التي لم تكن متاحة قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأعرب المتحدث ذاته، عن أمله في أن ينتهي الفيروس التاجي وتعود الأمور لطبيعتها، “بالرغم من رفع الحجر الصحي منذ عدة شهور، ورجوع أسواق السيارات المستعملة للعمل في مجموعة من المدن المغربية، إلا أن ذلك لا يعني شيئا، في ظل بقاء الحدود مغلقةً والإجراءات والقيود مشددة، لأن الكثير من الزبناء هم من الجالية، إضافة إلى أنهم يأتون بسيارات جيدة لبيعها”.

يشار إلى أن جمعية مستوردي العربات بالمغرب، كانت قد سجلت تراجعا كبيرا في المبيعات خلال فترة الجائحة، وخاصة شهر يونيو الماضي، حيث وصل لنسبة 43 في المائة، كما توقع عدد من العاملين في القطاع، استمرار تراجع المبيعات خلال الأشهر المقبلة، مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، علما أن التوقعات التي كانت تسود قبل الجائحة، هي انتعاش القطاع سنة 2020، غير أن الفيروس غير الأوضاع.

Share
  • Link copied
المقال التالي