Share
  • Link copied

اهتمام خاص بسبتة ومليلية.. استراتيجية الأمن الجديدة تفضح هواجس إسبانيا

على رغم من مواصلة الجهات الرسمية في إسبانيا، نفيها القاطع لأي نية من طرف المغرب في استعادة مدينتي سبتة ومليلية، وتقليلها من شأن التقارير والتحذيرات التي أطلقتها مراكز بحوث، وأحزاب سياسية، بشأن الأمر، إلا أن الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي التي صادق عليها مجلس الوزراء أمس الثلاثاء، أعطت انطباعاً بأن واقع ما يجري داخل أروقة السلطة التنفيذية غير ذلك تماماً.

ومنحت استراتيجية الأمن القومي، مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، “اهتمامأً خاصا”، لضمان “سلامة ورفاهية مواطنيها”، وذلك استجابة لمطالب مدير مجلس الوزراء السابق إيفان ريدوندو، التي قدمها مباشرة بعد تدفق حوالي 10 آلاف مهاجر غير شرعي في ماي الماضي، نحو سبتة، بعد استغلالهم لتأثيرات الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، على التعاون بينهما.

وكشفت جريدة “elconfidencialdigital”، أن استراتيجية الأمن القومي، تضمنت “وضع خطة أمنية شاملة لسبتة ومليلية، تفترض أن المدن المستقلة، ونظرا لموقعهما الجغرافي في القارة الإفريقية وخصوصية حدودهما الإسبانية والأوروبية، تتطلب اهتماما خاصا، لضمان سلامة ورفاهية مواطنيها”، وفق المصدر.

وأضافت أن هذا يأتي استجابة لطلب ريدوندو السابق، الذي قال في الكونغرس، شهر يونيو الماضي، بعد أزمة الهجرة عند السياج الحدودي بين ستبة المحتلة والمغرب، إنه من الضروري وضع استراتيجية شاملة للأمر، بعيداً عن “الاقتصار على أزمة الهجرة، التي تعتبر مجرد أداة أخرى مستخدمة في إطار الاستراتيجيات الهجينة”، حسبه.

هذا، وحددت استراتيجية الأمن القومي الإسباني، التي تحلل المخاطر والتهديدات التي تواجه المملكة الإيبيرية، فضلا عن السياق الجيوسياسي، والتي كان يفترض أن تجدد السنة المقبلة، إلا أن الحكومة قررت تقديمها بسبب تداعيات كورونا، حددت العلاقة مع المغرب، في إطار “الصداقة”، معتبرةً أنها “جيدة”، ومبنية “على أساس احترام الحدود المتبادلة ووجود تعاون مخلص”،

وأردفت الجريدة الإسبانية، أن الوثيقة خصصت أحد أقسامها لمنطقة “المغرب العربي”، وهو المجال الذي تشير فيه السلطة التنفيذية إلى أن أولوية إسبانيا هي “تعزيز فضاء من الأمن والاستقرار السياسي والتنمية والمساهمة في مواجهة التهديدات، مثل الإرهاب أو الجريمة المنظمة”، مؤكداً ضرورة التعاون مع البلدان “التي تعتبر شركاء وأصدقاء مفضلين لإسبانيا”.

وجاء في نص الوثيقة، أن “علاقة إسبانيا بالمغرب والجزائر هي علاقة صداقة طيبة، من منطلق التعاون المخلص واحترام الحدود المتبادلة”، كما تناولت الاستراتيجية أيضا جوانب مثل تغير المناخ، والأمن السيبراني، وتدفقات الهجرة والعلاقات مع أوروبا وبقية العالن، وكذلك الحاجة الأمنية والدفاعية لضمان قدرة الردع.

يشار إلى أن العلاقات الإسبانية المغربية، ما تزال في أدنى مستوياتها، منذ الأزمة التي نشبت بين البلدين عقب قبول حكومة مدريد استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، بطلب من الجزائر، للاستشفاء بعد إصابته بكورونا، حيث ما تزال سفارة الرباط في مدريد من دون سفير، في مقابل إعادة المملكة لسفيرتها في ألمانيا، بعد تجاوز التوتر بينهما.

Share
  • Link copied
المقال التالي