أحدثت دراسة علمية جديدة، ثورة وسط علماء الجيولوجيا، بعدما كشفت تفاصيل غير مسبوقة، بخصوص نشأة جزر الكناري، التي كان يعتقد منذ عقود، أنها ناجمة عن تصلب الصهارة البركانية وتراكمها على مدى ملايين السنين.
وقال موقع “إلديباتي” الإسباني، الذي أورد مضامين الدراسة، إنه “تاريخيا، كانت هناك فرضية واحدة مقبولة على نطاق واسع وسط المجتمع العلمي، وهي أن تشكل جزر الكناري، جاء بشكل تدريجي مع تصلب الصهارة وتراكمها على قاع المحيط، في عملية استمرت لملايين السنين”.
وأضاف أن “هذه النظرية السائدة، والتي يعود تاريخها لحوالي نصف قرن، تحدثت عن وجود نقطة ساخنة ثابتة باعتبارها الظاهرة لمحفزة لهذا التكوين”، متابعاً أن “النظرية، لم يتم إثباتها بشكل كامل، لتأتي دراسة جديدة أجراها باحثون إسبان في الأسابيع الأخيرة، وتعطي أدلة جديدة حول أصل جزر الكناري”.
وأوضح الموقع نفسه، أن البحث الذي أجره خبراء من المعهد الجيولوجي والتعدين في إسبانيا، وجامعة كومبلوتنسي في مدريد، وجامعة لا لاجونا في تينيريفي، ونشر في مجلة “SciendeDirect”، كشف عن التناقضات التي تكتنف النظرية الحالية، والتي تؤكد عدم صحتها.
واسترسل المصدر، أن الخبراء، قاموا باستعمال دراسات التصوير المقطعي الزلزالي، ليخلصوا إلى عدم وجود أي دليل على أن هناك بقعة ساخنة عميقة تحت الأرخبيل، كما كان يعتقد في البداية، وهي النقطة التي ترتكز عليها “نظرية الصهارة”، بل المنطقة التي تقع تحت الجزر، هي منطقة دافئة وضحلة نسبيا.
ويعني هذا الأمر، حسب الدراسة، أنه “على عكس تشكل أرخبيلات بركانية أخرى مثل هاواي، فإنه تحت جزر الكناري، لا وجود لأي بنية عمودية من الصهارة”. متابعةً أنه “من المحتمل أن تكون تشكلات الجزر، قد حدثت نتيجة للضعف الإقليمي للغلاف الصخري وعلاقته بالصفائح التكتونية”.
وواصل الموقع استعراض خلاصات الدراسة، حيث قال إن “الأرخبيل كان نتيجة لديناميكيات الصفيحة الأفريقية وتأثير جبال الأطلس – في المغرب والجزائر وتونس- مما يوفر تفسيرًا أكثر تماسكًا وتوحيدًا للصهارة في المنطقة، ويُعد أحدث مؤيد لنظرية الصفيحة”.
وقبل الوصول إلى هذا الاستنتاج، حدد الفريق البحثي الإسباني، حسب المصدر، “ارتفاعات تصل إلى 3 كيلومترات، وميلان يصل إلى 90 درجة، وهياكل تكتونية مهمة على الأرض وعلى قاع المحيط. وانتهى الأمر إلى الإشارة إلى وجود تأثير قوي للحركات التكتونية في التطور الجيولوجي للجزر”، وفق ما جاء في الدراسة.
ونبهت الدراسة، يقول “إلديباتي”، إلى أنه “على مدى العقود القليلة الماضية، تم التعرف على العديد من الصخور في فويرتيفنتورا، بقاع البحر على ارتفاع أكثر من 2000 متر فوق مستوى سطح البحر، وهو ما يكشف أن الصفائح التكتونية كان لها تأثير أكبر على تشكل الجزر”.
واقترحت الدراسة، أن “المنهجية المستخدمة يمكن تطبيقها على حالات أخرى من النشاط البركاني المحيطي داخل الصفائح، مما يسلط الضوء على أهمية دراسة بنية وتطور الغلاف الصخري التكتوني جبنا إلى جنب مع البيانات الجيوفيزيائية والجيوكيميائية”.
وعلى الرغم من هذا الاكتشاف الجديد الخاص بالماضي الجيولوجي للجزر، إلا أن مؤلفي الدراسة، أكدوا أن “هناك حاجة إلى مزيد من المراجعات فيما يتعلق بهذه النظرية الجديدة، التي يمكن أن تحدث ثورة في ما هو معروف حتى الآن” عن الأرخبيل التابع لإسبانيا.
تعليقات الزوار ( 0 )