يعرف سمك التونة إقبالا متناميا بفضل قيمته الغذائية العالية، حيث يعتبر غنيا بالبروتينات، وأوميغا 3، والفيتامينات، غير أن هذا الطلب المتزايد يضع سمك التونة على لائحة الأسماك المهددة بالانقراض.
فحسب إحصائيات نشرت على موقع منظمة الأمم المتحدة، فإن 33,3 في المائة من المخزونات من أنواع التونة السبعة الرئيسية تم استغلالها بمستويات غير مستدامة بيولوجيا خلال سنة 2017.
وأضاف المصدر ذاته أنه “يتم سنويا اصطياد ما يزيد عن سبعة ملايين طن من أسماك التونة وأنواعها المختلفة، حيث تصل نسبة الأسماك المصطادة من أنواع التونة المهاجرة إلى 20 في المائة من قيمة المصيد البحري، وتمثل أكثر من 8 في المائة من الإنتاج العالمي من منتجات البحر”.
وأبرزت منظمة الأمم المتحدة أن النوعين الأكثر استهلاكا هما علب التونة والتونة المستخدمة في وجبات الساشيمي والسوشي، مشيرة إلى أن هذين النوعين يختلفان في ما يتعلق بالأنواع المستخدمة، ومعايير الجودة ونظم الإنتاج.
وأوضحت المنظمة أنه في ما يخص سوق السوشي والساشيمي، الموجودة خاصة في اليابان، فإن الطلب يغلب على أسماك التونة السمينة مثل سمك تونة البلوفين الشمالي، وغيرها من الأنواع ذات اللحوم الحمراء.
وحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن أسماك التونة المهاجرة والأنواع ذات الصلة تلعب دورا مهما في ما يتعلق بالتنمية المستدامة، والأمن الغذائي، وخلق فرص اقتصادية وسبل العيش للناس في جميع أنحاء العالم.
وهكذا، يضيف التقرير، فقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 2 ماي من كل سنة، يوما عالميا لسمك التونة في قرار تم تبنيه سنة 2016، بهدف زيادة الوعي العام بقيمة هذا النوع من الأسماك والحاجة إلى ضمان الحفاظ عليها على المدى الطويل.
وتابع التقرير أنه “منذ ذلك الحين، يشكل هذا اليوم مناسبة لتشجيع المجتمع الدولي على استخدام مخزون التونة بطريقة مستدامة، ودق ناقوس الخطر بشأن العواقب السلبية التي سيحدثها تراجع كمياتها ليس فقط على التنوع البيولوجي ولكن أيضا على المجتمعات في جميع أنحاء العالم”.
ونقلا عن تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، أبرز المصدر ذاته أن طلب السوق على التونة لا يزال مرتفعا، وأن القدرة المفرطة لأساطيل صيد التونة لا تزال هي الأخرى قائمة، في الوقت الذي يزداد فيه اصطياد أسماك التونة، حيث وصلت إلى أعلى مستوياتها سنة 2018 بتسجيل حوالي 7,9 مليون طن.
وأكدت المنظمة الأممية أنه في الوقت الحاضر، تنخرط أكثر من 96 دولة في الحفاظ على أسماك التونة وتدبيرها، والتي تبلغ قيمتها السنوية حوالي 10 مليار دولار أمريكي.
وفي ما يخص المغرب، وحسب وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فقد تم وضع مخطط تهيئة مصايد التونة الحمراء، بهدف تحقيق الاستغلال المستدام والعادل والمسؤول لهذا النوع، والذي يندرج في إطار التزامات المغرب بمقتضيات اللجنة الدولية للمحافظة على أسماك التونة الأطلسية.
وأبرزت الوزارة على موقعها، أن مخطط تهيئة مصايد التونة الحمراء ينص على احترام عدة شروط ومعايير لصيد سمك التونة، تتعلق بالخصوص بمنطقة الصيد المرخصة، وشروط استغلال التونة الحمراء، والحصة السنوية المحددة، وفترات الصيد المسموح بها، والحجم المسموح به، مشيرة إلى أن الصيد الرياضي والترفيهي للتونة الحمراء، يعد ممنوعا بالمغرب سواء بالمحيط الأطلسي أو البحر الأبيض المتوسط طيلة السنة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح فيصل آيت بوملاسة، عضو المجلس الوطني لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض (AESVT) المغرب، أن التونة الحمراء تهاجر بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط لسببين يتمثلان في الغذاء والتكاثر.
وأبرز أنه على المستوى الاقتصادي، فإن هذا النوع ذا القيمة الغذائية العالية والحجم الهائل، له قيمة تجارية جد مرتفعة.
وشدد على أنه بالإضافة إلى احترام وتطبيق مخطط التهيئة الذي وضعته الوزارة الوصية، فإنه من الضروري اتخاذ العديد من الإجراءات من أجل تحقيق تدبير أكثر استدامة لمخزون التونة، ولا سيما تطبيق نظام الحصص، وتدبير الأسطول البحري والقضاء على الصيد بالشباك العائمة.
يذكر أن المؤتمر الافتراضي ومعرض “إنفوفيش تونا” 2021 سيقام في الفترة من 19 إلى 21 ماي المقبل، حول موضوع “صناعة التونة العالمية: رائدة في الأوقات الصعبة”.
تعليقات الزوار ( 0 )