Share
  • Link copied

المغرب يصرّ على استخدام “الكلوروكين” ووزير الصحة يرد على منظمة الصحة

أثارت توصية منظمة الصحة العالمية حول البروتوكول العلاجي للكلوروكين جدلا واسعا بالعالم، الشيء الذي أدّى إلى إفراز تيارين بين من أصر على استعماله ومن توقف عن ذلك.

واستندت منظمة الصحة في ذلك على دراسة تقول أن “العقار لا يساعد في علاج مصابي فيروس كورونا وقد يزيد في معدل الوفيات”، ومع انتشار الخبر وتزايد التساؤلات والمطالب من أجل توضيح الأمر، وزير الصحة المغربي يرد على منظمة الصحة العالمية ” دواء الكلوروكين أثبت نجاعته وسنستمر في استعماله”.

“الكلوكين” أثبت نجاعته

وقال وزير الصحة خالد آيت الطالب إن “البرتوكول العلاجي المتخذ بالمغرب بدواء الكلوروكين أثبت نجاعته في تعافي الحالات، ولم يكن هناك أي انعكاس صحي ما عدا في حالتين جراء تعاطيهما لأدوية خاصة بأمراض مزمنة”.

وأوضح الوزير خلال اجتماع لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب 28 ماي الجاري، أن “الدراسات السريرية عن مدى نجاعة الكلوروكين أعطت نتائج ايجابية وهناك ثلاث دراسات أخرى تجري حاليا للتحقق من مدى نجاعة الدواء المذكور.

العبرة بالنتائج

وأبرز المتحدث أن “دواء الكلوروكين الذي أثار نقاشا دوليا واسعا يمنع انتشار الفيروس في جسم الإنسان وأثبت نجاعته في علاج المرضى بالمغرب في المرحلة الأولى، مشيرا إلى أننا نأخذ العبرة بالنتائج وهي إيجابية من ناحية تقلص عدد الوفيات وحصيلة التعافي وانتشار الفيروس ونحن مستمرون في استعماله لعلاج المرضى في ظل غياب التلقيح”.

وعن توصية منظمة الصحة العالمية أكد الوزير “أن ليس من حقها تعليق استعمال دواء كلوروكين في علاج المرضى فالأمر متروك لسلطة الطبيب باتخاذ قرار وقف أو استعمال الدواء مستغربا من إثارة هذا النقاش الذي لم يكن مطروحا سابقا.

وأشار خالد آيت الطالب إلى أن اللجنة العلمية ستقدم تقارير في أقرب وقت عن مدى نجاعة استخدام الدواء في علاج مرضى “كوفيد 19” و ستكشف المعطيات و البيانات الصحية عن البروتوكول العلاجي الذي تعتمده الوزارة.

انتقادات أخرى

انتقدت الباحثة المغربية سارة بلالي التي تعمل ضمن فريق الدكتور “ديديي راوولت” بفرنسا،  الطريقة التي تمت بها الدراسة قائلة: “بالنسبة للدراسة التي نشرتها جريدة The LANCET والتي خلقت جدلا واسعا وأفادت أن الهيدروكسيكلوروكين غير فعال وخطير، فهي دراسة مبنية على ملفات المرضى وليست بدراسة سريرية”.

وأعقبت أن “الدراسة لم تأت بمعلومة جديدة، نحن نعلم أن المرضى في حالات متأخرة من المرض لا يفيد معهم هذا العلاج، لأن المشكل هنا ليس الفيروس ولكن مخلفات العدوى التي سببها الفيروس، فهنا غالب هؤلاء المرضى يدخلون العناية المركزة… كما أن 20٪ من المرضى بالمجموعة التي تم إعطاؤها الهيدروكسي كلوروكين يحتاجون الأوكسجين، والمجموعة التي لم تتلقى العلاج فقط 7٪ يحتاجون الأوكسجين”.

وأضافت بلالي أن “هذا العلاج يمنع إعطاؤه لمن لديهم مشاكل في القلب… وفي الدراسة تم إعطاؤهم العلاج وأيضا لا نعلم وضعية المرضى وفي أي مرحلة من العدوى؟… قيل فقط إنه تم إعطاؤهم الدواء بعد 48 ساعة من التشخيص ..كما أن المعطيات حول الجرعات المعطات للمرض غير متوفرة ..”

توصية منظمة الصحة لا تعنينا

معلومات من داخل اللجنة التقنية والعلمية المعينة من طرف وزير الصحة خالد أيت الطالب، تقول “المغرب سيستمر في منح عقار “هيدروكسي كلوروكين”، ولا تعنيه التوصية التي صدرت عن منظمة الصحة العالمية ولا قرار وزارة الصحة الفرنسية”.

وتضيف الجهة ذاتها أن “الدراسة التي اعتمدتها المنظمة، لم تعط أي معطيات دقيقة عن المصابين الذين توفوا بعد إصابتهم بالفيروس، وبالتالي لا نعلم هل فارقوا الحياة بسبب الفيروس أم فارقوا الحياة بسبب مرض القلب أو بسبب مرض مزمن آخر، أم كان استعمالهم للعقار هو السبب في وفاتهم، وهذا يتطلب تشريح الجثت، هو ما لم تشر إليه الدراسة إطلاقا”.

وكشف الصدر ذاته أن “السؤال المهم، هو: هل نحن معنيين في المغرب بما قالته منظمة الصحة العالمية وقررته وزارة الصحة الفرنسية؟” وأجاب “نحن لحد الآن غير معنيين، لأن المغرب اختار أن يقوم بعلاج المرضى بـكوفيد-19 في بداية إصابتهم، أي قبل وصولهم إلى مرحلة دخول غرف الإنعاش”.

لن نغير العلاج

وأوضح المصدر أن المغرب “لم يعتمد فقط بروتوكول علاجي بـ”هيدروكسي كلوروكين”، ولكن اعتمد أيضاً بروتوكول تتبع المرضى، وهذا الأخير عبارة عن دراسة يقوم بها المركز الوطني للتسممات، ومن صلاحيته مراقبة الأعراض الجانبية للأدوية وإصدار التعليمات الصحية وليس السياسية، ويخبر وزارة الصحة بها، وهذه الأخيرة تخبر الأطباء بشأن توقيف استعمال عدد من الأدوية”.

وأضاف في السياق نفسه أن “اللجنة  التقنية والعلمية أصرت منذ في اليوم على أن لا يستعمل الكلوروكين إلا باتخاذ جميع الاحتياطات، أي قبل إعطاء العقار لأي مغربي، نقوم بإجراء تخطيط للقلب، وإن ووجدنا مجموعة من الحالات لها مشاكل على القلب لا نعطيها الدواء، كما نجري تحليلات لنسبة السكر في الدم والبوتاسيوم عند المصاب، كما أن هناك حالات بدأنا معها استعمال البروتوكول العلاجي، وظهرت عندها أعراض جانبية غير طبيعية، وأوقفاه، لكنها تبقى حالات قليلة جداً، وعليه فما دام المغرب إلى حدود اليوم، لم تظهر لدينا أعراض خطيرة، فلن نغير هذا العلاج، وهو يساعدنا بشكل سريع في شفاء المصابين بالفيروس”.

Share
  • Link copied
المقال التالي