نفي المصطفى المريزق، المؤسس الفعلي لهذه الحركة وعضو المكتب السياسي لحزب “البام”، أي علاقة للحركة بأي حزب مغربي، بما فيه حزب “البام”. كما أكد المريزق أن هذه الحركة الاجتماعية تضم مجموعة من الحساسيات السياسية التي يجمعها “ترشيد الفعل الاجتماعي بالمغرب”، عبر “تأطير وتفعيل دور النخب” لمواجهة التحديات المتنوعة التي تواجه المجتمع المغربي.
إليكم الحوار كاملا مع المصطفى المريزق.
كيف جاء التفكير في إنشاء حركة قادمون وقادرون؟
جوابا عن هذا السؤال أذكر بالسياق العام الذي جاءت فيه فكرة إنشاء هذه الحركة، وهنا لا بد أن نستحضر جملة الاحتجاجات ومطالب عموم الفئات الاجتماعية للشعب المغربي في الكرامة والعيش الكريم بشكل عام، وبعد تخلي الدولة عن دورها في العديد من المجالات والقطاعات الحيوية، ونظرا لما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية بسبب السياسات الحكومية المتعاقبة… أُصبت بمعية ثلة من الفاعلين السياسيين والنقابيين والحقوقيين والأكاديميين، نساء ورجالا وشبابا، بخيبة أمل كبيرة، جعلتنا نعيد طرح العديد من الأّسئلة الجوهرية والحارقة لمواجهة الإحباط الذاتي، والبحث عن مقاربة جديدة للإجابة بكل تجرد عن الإشكالات الموضوعية التي تقف حدا مانعا للانتقال إلى المستقبل بوفاء ناضج وشجاعة مواطنة وجرأة سياسية قوية، وبناء صرح الدولة الاجتماعية.
هل تقصد أن هذه الحركة هي جواب عن بعض المطالب ذات الطابع الاجتماعي؟
أريد أن أؤكد أن حركة “قادمون وقادرون” خرجت من رحم الشعب، ونهضت من معاناة الجراح الطويلة، ومن دينامية إشعاعية وتنويرية للحركة في كل أقاليم المملكة وجهاتها وفي الخارج، منطلقة من مواقف تأسيسية واجتماعية نبيلة عبرت عنها الحركة في أكثر من مناسبة، في الوقت الذي فشلت فيه العديد من التجارب على مستوى تحقيق أهدافها وتجديد نخبها وإعادة هيكلة تنظيماتها.
كما أن هذه الحركة جاءت كذلك من ذاكرة مشتركة، ومن تجارب متنوعة، استجابة لنداء الوطن وما يعانيه من حكرة ومن غياب رؤية مستقبلية. وهكذا، نعتبر قدومنا ضرورة نضالية وطنية لخلق نقاش مجتمعي هادئ ورصين حول خيرات البلد، وحول السلطة، وحول الريع والفساد الذي أصبح ينخر جسم المجتمع بكل فئاته ومؤسساته، ويقوي التضليل في العمل السياسي وفي المؤسسات التمثيلية. وباختصار، جاءت حركة “قادمون وقادرون” لجبر الضرر السياسي والاجتماعي، والمساهمة في إطلاق مسلسل المصالحة بين الفاعل السياسي والنقابي والمدني والثقافي وبين مكونات الشعب وتعبيراته.
لماذا رفعت حركتكم شعار قادمون وقادرون؟
حركة “قادمون وقادرون” تبنت مفهوما جديدا ومقاربة قاعدية على مستوى الشكل التنظيمي لوجودها والهياكل التنظيمية لفعلها.
أولا، على مستوى الشعار: اخترنا “قادمون وقادرون” شعارا مؤطرا لحركتنا على المدى البعيد، وهو الشعار الذي سيرافق مسيرتنا، وهو بالعربية والأمازيغية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية. نعم شعار خاص يحمل طموحنا المستقبلي، ويؤكد عزمنا على المضي قدما نحو المستقبل المنشود، برؤية مواطنة، من دون عنف مادي أو معنوي، ومن دون تنابز أو صراع ملغوم. ما يهمنا هو الترافع بكل قوة ومن داخل المؤسسات التي نوجد بها ومن خارجها، من أجل تأمين الماء والغذاء والتعليم والصحة والشغل والسكن والطرق للمغاربة.
ثانيا، على المستوى الإقليمي: تشكلت ما يقرب 20 جمعية في الداخل والخارج، وكل جمعية تحمل اسم المستقبل (تاونات المستقبل، فاس المستقبل، العرائش المستقبل… إلخ)، وهي مستقلة بذاتها على مستوى القانون الأساسي والقانون الداخلي ولا يربطها بالجمعيات الأخرى سوى الأهداف والطموح المشترك في تنفيذ المشاريع والبرامج المرتبط بسياسة القرب، والنزول عند كل الشرائح الاجتماعية من دون استثناء، للإنصات إليها والتفاعل الإيجابي مع قضاياها، من خلال هيئات موازية (هيئات الأطر والكفاءات، هيئة المساواة والمناصفة والنوع الاجتماعي، هيئة الشباب، هيئة الأندية الثقافية المواطنة، هيئة حقوق الإنسان والمواطنة، هيئة التربية والتعليم، هيئة البيئة والعدالة المناخية، هيئة التراث والعدالة اللغوية، هيئة التقييم والتتبع للسياسات العمومية، هيئة العلاقات مع المؤسسات الترابية، هيئة الأشخاص ذوي الإعاقة… إلخ)..
ثالثا، على المستوى الجهوي: بعد استكمال الهيكلة الإقليمية، ستتوحد الجمعيات الإقليمية في آلية جهوية تنظيمية جديدة تحمل اسم كل جهة (جمعية جهة فاس مكناس المستقبل، جمعية طنجة تطوان الحسيمة المستقبل، جمعية جهة…). والهدف هو توحيد الترافع على مستوى الجهات، والمشاركة في إنجاز مشاريع التنمية الجهوية، وتقييم أداء المؤسسات التمثيلية، وخلق بنيات الإشعاع المواطن، والتواصل مع الناس انطلاقا من خصوصيات الجهات المكونة للمملكة.
رابعا، على المستوى الوطني: المؤتمر سيسفر عن ميلاد جمعية جديدة اسمها “مغرب المستقبل”، للتعبير وطنيا ودوليا عن طموحات جمعيات الأقاليم والجهات، والتي ستشكلها ثلاث هيئات: الهيئة الوطنية، الهيئة التأسيسية والهيئة الاستشارية. أما “مغرب المستقبل”، فستضم نشطاء وفاعلين من الأقاليم والجهات والمنضوين تحت لواء جمعياتهم، بالإضافة إلى فعاليات وطنية من الداخل ومن مغاربة العالم، وشخصيات عمومية معروفة بعطائها في مجالات العلم والمعرفة والخبرة.
هذا العمل الذي قمتم به في التحرك في الأقاليم والجهات هو مجهود لا يمكن أن يقوم به فرد واحد، بمعنى هل لديكم علاقة بتنظيمات سياسية أو تنظيمات غير ظاهرة هي من تساعدكم؟
تعتبر حركة “قادمون وقادرون” حركة عابرة للأحزاب السياسية Trans-partis poltiques استطاعت، منذ ولادتها بجبالة بني زروال بإقليم تاونات، أن تعزز صفوها بأطر وكفاءات محلية، جهوية ووطنية، من مختلف التخصصات السوسيو- مهنية والأكاديمية والعلمية، وفاعلين سياسيين من مختلف الأحزاب السياسية، والحركات الاجتماعية والجمعيات المدنية، ومثقفين، وطلبة باحثين، وإعلاميين، ومواطنات ومواطنين مناضلات في قطاعات مختلفة.
أما ما يوحد كل هؤلاء هو أنهم قادمون وقادمات من الشتات السياسي والاجتماعي والمدني، في زمن أصبح كل واحد منا يعيش لنفسه ولعائلته، غير منسجم مع محيطه، غير متصالح مع ماضيه، وبداخله ﺇﻳﻘﺎﻉ جامد وشعارات غبية، ومحسوبية وزبونية حتى في تحمل المسؤولية.
هؤلاء قادمون وقادمات من ذاكرة النسيان، من ذاكرة الحلم المشترك الذي لم يتحقق بعد، جئنا كذلك لكي لا نتآكل، هروبا من الدسائس السياسية التي تكره الأطر والكفاءات، وتنشر الكراهية وحب الذات وجنون العظمة، وتسرق أحلام الناس بعد الكذب عليهم.
كما تعتبر قادمون وقادرون حركة اجتماعية، نابعة من القلق النقدي، ومن الرغبة في إنتاج معرفة جديدة لظواهر اجتماعية عامة، وكسر طوق الشوفينية والاصلاحية الفاسدة، وإعداد جيل جديد من الوطنيات والوطنيين لتحمل المسؤولية بعيدا عن القبلية والمحسوبية والزبونية والحزبية الضيقة، وبعيدا الصراعات الذاتية ونفي وجود الآخرين.
وتطمح حركة “قادمون وقادرون” إلى تحرير كل المناضلات والمناضلين من الاختناق التنظيمي، ومن ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ السياسي، والإفلات من الأصنام وصناع الألم، من أجل استرجاع الشجاعة والجرأة والاحترام والحب، بعيدا عن منطق المذهب، الطريقة، الفرقة، القبيلة، العشيرة أو السلالة.. كما تقوم حركة “قادمون وقادرون” على مبادئ وقيم وخلاصات الحركات الاجتماعية العالمية، وأساسها العمل الجماعي التضامني القاعدي والانتشاري من أجل التغيير الاجتماعي..
أعيد السؤال، هل لديكم علاقة بحزب سياسي معين أو جهة معينة؟
حركة “قادمون وقادرون” حركة مستقلة بذاتها وغير تابعة لأي هيئة سياسية أو نقابية أو جمعوية. انتماؤها الوحيد هو للمجتمع وللشعب.. إنها حركة عابرة للأحزاب السياسية، وهنا تكمن استقلاليتها..
دعني أسألك بشكل صريح، ما علاقة حركتكم بحزب الأصالة والمعاصرة؟
يا عزيزي، لقد قلت لكم منذ البداية إن حركة “قادمون وقادرون” حركة اجتماعية غير تابعة لأي كان، وغير ولائية. إنها حركة عابرة لكل الأحزاب والنقابات وجمعيات المجتمع المدني والنخب الثقافية والعلمية والأكاديمية المتنورة، وعابرة للشباب والنساء والطلبة.. جاءت من أجل النهوض بثقافة الحوار المجتمعي مع كل الأحزاب أولا، ومع كل المؤسسات العمومية والخصوصية، إلخ. وبالتالي، فلا علاقة لها بحزب الأصالة والمعاصرة، وإن كنت أنتمي إلى هذا الحزب، كما ينتمي رفاق لي داخل الحركة إلى أحزاب أخرى، وإلى تنظيمات مدنية، أو كما اختار آخرون الانتماء الأكاديمي أو الأمازيغي أو الحقوقي والمدني عموما.
أنت عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، هل دعمكم حزبك؟
عن أي دعم تتحدثون؟
أقصد الدعم المالي، طبعا؟
مباشرة بعد انتهاء المؤتمر، سأسلم إلى المؤسسات العمومية المختصة تقريرا ماليا دقيقا، يحمل هوية الداعمين للمؤتمر، لرفع أي لبس ولكي لا يتم التشويش علينا، ولترسيخ الشفافية في درب انطلاقتنا. وسيكون للمهتمين بشأننا الحق في الاطلاع على هذا التقرير.
في البداية، حملت جانبا من المسؤولية لما يقع في المغرب إلى الأحزاب، هل يمكن أن نفهم أن حركتكم هي بديل لـ”البام”؟
“قادمون وقادرون” ليست بديلا لأحد، هي رؤية جديدة للمستقبل، وأولوياتها ليست انتخابية، بل طليعة لكل مكونات الشعب المغربي دون تمييز. تراهن على خلق تيار مجتمعي عابر للأحزاب السياسية وللنقابات العمالية والمهنية من أجل المطالبة بالدولة الاجتماعية، تلك الدولة القوية القادرة على لعب دور التحكيم والتوازن بين الجميع، وليس تمكين أو تقوية طبقة أو شريحة أو فئة ضد أخرى. وهي (الدولة الاجتماعية) تلك الدولة التي تفرق بين السلطة الاقتصادية والسلطة السياسية، وتحتكم للقانون وليس للنفوذ والأشخاص، مهما كانت صفتهم وقوتهم.
في مؤتمرنا التأسيسي، المزمع عقده أيام 15 و16 دجنبر الجاري بافران، سنعلن عن رزمانة من البدائل والاقتراحات التي ستظهر للعموم تميزنا وما جئنا به من جديد. إن اللحظة التاريخية التي نمر منها لحظة خطيرة جدا، لحظة تستدعي إعادة النظر في العديد من المسلمات. إنها لحظة تقديم البدائل والاقتراحات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
أفهم من كلامك أنكم طلقتم الحزب أو طلقكم؟
أتحدث هنا كفاعل اجتماعي عن إنضاج الحركة الاجتماعية في سياق نضالاتنا التي لم تتوقف، وفي سياق إشعاعنا المسترسل، باتجاه تصحيح السيطرة الفاسدة والمفسدة في المشهد السياسي المغربي عامة، انطلاقا من فكرة ورؤية إرادية في إنضاج شرط الثورة الهادئة وتعميم الوعي الممانع، والذي لا يمكن أن يكون وعيا مزيفا ومتنطعا.
ومن هذا المنطلق المتحرر من كل الضغوطات والاكراهات، لم تعد رؤيتنا منحصرة في الشرط السياسي التنظيمي؛ بل ستغدو ملائمة وضرورية لمواجهة كل متطلبات التغيير من خلال تحقيق أهداف حركتنا. إن الحركة تريد أن تكون مشتلا ومدرسة للتربية على العمل السياسي النظيف، وإعادة التكوين في مجالات ماهية الانتماء السياسي، وشروط الوجود الحزبي بعيدا عن الهوية المتفردة، وتجديد آليات العمل التنظيمي على ضوء ما يحدث من حولنا من صراعات جديدة حول الثقافات و”الحضارات” والتنوع الإثني أو المهن أو اللغة أو الآداب أو العلوم أو الموسيقى أو الأخلاقيات أو السياسة أو الاقتصاد.
ما أهداف الحركة على وجه التحديد؟
من بين الأهداف العامة التي يتوخاها مشروعنا على المدى البعيد أو على المديين المتوسط والقريب، نذكر:
ضمان العدالة المجالية والاجتماعية، بما تضمنه من مساواة وحقوق الإنسان وتوزيع عادل للثروات والسلط، والحق في الإنصاف المجالي عبر التدبير الأمثل للأراضي السلالية وتمكين ذوي الحقوق من تملكها، وتمكين عالية الأنهار من المياه لأنها تنبع من أراضيها، والاستفادة من عائدات المناجم، إلخ، وعيا منا بأن التوزيع غير العادل للخيرات يؤدي إلى توزيع غير عادل للسلط؛
وضمان التنمية الاقتصادية القائمة على سياسات اجتماعية مستدامة، وعلى النمو المتكافئ بين المناطق والجهات، الهادف إلى تحسين أوضاع المناطق المهمشة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وبيئيا؛
ضمان الديمقراطية التشاركية بما يحقق لساكنة كل أقاليم المملكة مواطنتهم، ويضمن دورهم في اتخاذ كل القرارات التي تعني تدبير وتسيير مجالهم الجغرافي والإداري؛
ضمان تنمية اجتماعية وثقافية ورياضية، لكل شباب المناطق المغربية، وصيانة الموروث التاريخي الهوياتي والثقافي والاهتمام به، وحفظه وتطويره، والعناية اللازمة بقطاع التعليم، وتوفير التغطية الصحية للسكان، والسكن اللائق للأسر الفقيرة والمحرومة، وتوفير الشغل للعاطلين، والاعتناء بالأفراد ذوي الإعاقة، وبكل الطاقات المعطلة وتشجيعها على الخلق والابتكار والإبداع والتعاون.
كيف ستعملون على تحقيق هذه الأهداف؟
أولا، معركتنا ستكون في البداية من أجل خلق “كتلة اجتماعية” من تيارات ومشارب (ضحايا الاستبداد في العمل الحكومي وداخل الأحزاب والمنظمات المركزية البيروقاطية). إن هذه المعركة تتطلب تحويلا ثوريا للذهنيات الاجتماعية، بما يستلزم ذلك من تحويل موازين القوى على مستوى الرأي العام.
ثانيا، إشاعة روح التسامح والتعايش بين مكونات “الكتلة الاجتماعية” من أجل تجاوز مرحلة ما بعد تعثر الانتقال الديمقراطي، والعمل الجماعي على مشاريع شعبية ومواطنة لإنقاذ الوطن، والتعاطي مع التحديات والاكراهات بمنطق “واجبات وحقوق المواطنة يجب أن تسري على الجمع”.. على الأغنياء والفقراء..
ثالثا، فتح حوار جدي ومسؤول مع كل الأحزاب السياسية والنقابات، والمؤسستين التشريعيتين والحكومة ومختلف البنيات الترابية والإدارية على الصعيد الوطني، والموضوع سيكون مخرجات أوراش المؤتمر التأسيسي.
لن تفرقوا بين أحزاب وأحزاب؟
سنلتقي بكل الأحزاب، من دون استثناء أو عقد. إن قواعد تأسيس مشروعنا لا تفرق بين “أقطاب مهيمنة” أو أقطاب سائدة” أو “أقطاب تاريخية”. المغاربة سئموا كل شيء وفقدوا الثقة في الجميع، ومطلبهم الوحيد اليوم مغرب جديد، والجواب بالنسبة إلينا هو مطلب الدولة الاجتماعية، في ظل دولة قوية بمؤسساتها (المؤسسة الملكية والمؤسسة التشريعية والمؤسسة التنفيذية والمؤسسة القضائية)؛ لأن دولة قوية تعني جهات قوية ومجالس ترابية قوية وإدارة قوية، وبالتالي ستكون دولة للحوار وليس دولة متسلطة، لغتها القمع والتنكيل والمحاكمات الصورية، وإعادة إنتاج سنوات الجمر والرصاص.
إن طبيعة الحقل المؤسسي الذي استوعبه المجتمع المغربي بات مسكونا بالتعفن والفساد والريع، وعلينا فتح نقاش موضوعي جدي ومسؤول مع الجميع لمعرفة أولويات التغيير؛ لأننا سئمنا من التشخيص وإلقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك، وتحميل المسؤولية لفلان أو فلان. بالنسبة إلينا في حركة “قادمون وقادرون” نريد طرح البدائل والاشتغال عليها مع الناس وليس مع ذواتنا، أو في مواسم الأعياد والزوايا والانتخابات. المغاربة يدركون اليوم جيدا كيف يصل الناس إلى البرلمان ويهجرونه بعد ذلك، ولا يحضر الكثير منهم إلا يوم يحضر الملك. وهذا عار على جبين كل الأحزاب السياسية، التي تسمح ببقاء هؤلاء البرلمانيين في صفوفها.
وماذا عن العلاقة بالملكية؟
سبق لي أن عبرت عن مواقفي من صلاحيات المؤسسة الملكية من خلال المقتضيات الدستورية، وأقولها جهرا: أنا يساري ملكي، على غرار اليساريين الموجودين في البلدان التي تعمر فيها الملكية منذ قرون من الزمن، بخصوصياتها المعروفة.
تعليقات الزوار ( 0 )