شارك المقال
  • تم النسخ

المتصارعون على خلافة غالي في زعامة البوليساريو يشهرون ورقة “الجوسسة”

ما يزال الصراع على خلافة إبراهيم غالي في زعامة جبهة البوليساريو الانفصالية، على أشده، حيث واصل القادة الذين يمنون النفس في الحلول مكانه، كيل الاتهامات لبعضهم البعض، والتي وصلت إلى حد توقيف عدد من المسؤولين الكبار في “جماعة الرابوني”، بتهمة التجسس لصالح جهات خارجية.

وتعيش البوليساريو، منذ مغادرة غالي صوب إسبانيا للخضوع للعلاج، على وقع صراعات داخلية كبيرة من أجل خلافته، في ظل أن أغلب مسؤولي الجبهة يتوقعون ألا يتمكن “بن بطوش” من العودة، بسبب الدعاوى القضائية التي فرعت ضده في المملكة الإيبيرية، من قبل ضحايا “جماعة الرابوني”.

وفي هذا السياق، كشف منتدى “فورستاين”، أن “ملف غالي خلق نقاشا آخر حول خليفته في زعامة البوليساريو، وأماط اللثام عن صراع متجذر داخل القيادة بين مختلف الأجنحة المشكلة للجبهة، وهو الخلاف الذي أثر بعد شيوع خبر غالي، في دواليب التنظيم، وهزّ أركانه، لدرجة وصلت معها الأمور لطريق مسدود، استوجب تدخلاً جزائريا علنيا لإعادة الأمور لنصابها”.

وتابع المنتدى، أن غياب غالي، وصراع الأجنحة، وصل إلى حدّ وصلفه بـ”ىالمقلق”، حيث، يضيف، “لم يعد يتم الاكتفاء بالتراشق اللفظي، وبامتلاك كل جناح لقطاعات ومؤسسات يديرها بعيداً عن الأجنحة الأخرى، ولم يعد من خلف الستار عبر تجييش المدونين والذباب الإلكتروني، وتسريب المعطيات الحساسة، ونشر أخبار تهدد هذا الطرف أو ذاك”.

وأكد المصدر، أن الصراع وصل إلى حد “تفجير فضيحة القبض على شبكة للتجسس من داخل المخيمات، تعمل مع جهات خارجية”، مسترسلاً أن “ملف التجسس أريد له أن يكون أداة لضرب قيادات ومسؤولين معنينين، وتهمة الجوسسة والتخابر كافية لبعثهم إلى ما وراء الشمس”، متابعاً: أن “ملف التخابر سلاح من أسلحة جبهة البوليساريو، لضرب الصديق قبل العدو”.

واسترسل “فورستاين”، أن هذا السلاح، “ناجع للملمة الجراح، وكسب تعاطف مفقود في هذه الآونة، وسلاح يعيد الكل إلى صف الانضباط والالتزام”، متابعاً بأن هناك آخرين “يتحسسون رقابهم خوفاً من أن يطالهم نفس التخوين، الدي تصفي به القيادة بعضها بعضاً، وتكمل بمن خرج سالناً من تلك التجربة المريرة”.

واسترسل المصدر أن الصحراويين، استفاقوا “على ملف التخوين، فانطلق الجميع يخاول أن ينأى بنفسه بعيداً عن جر اسمه لشبكة محتملة، لأن الجبهة لا حرية الرأي ولا تريد تعبيراً، ولا تريد فضائح عن وضعها الداخلي، ولا تريد حديثا عن فشل عسكري، ولا تريد معلومات تنقل كيفما كانت حقارتها”، متابعاً: “بباسطة تريد ساطنة صماء، بكماء، عمياء، تفعل ما يطلب منها، لا تهش ولا تنش، وتبارك ما تقرر الجبهة”.

ونبه “فورستاين”، إلى أن جبهة البوليساريو، لا يمكن أن يقودها أكثر من جناح، وهو الأمر الذي يجعلها تتناطح، لتبقى الساحة للأقوى، حسبه، مبرزاً في السياق ذاته، بأن قيادة الرابوني، حاولت التغطية على ملف غالي، بتنفيذ عمليات عسكرية لإلهاء الرأي العام، غير أنها فشلت، لتقوم بإلصاقها في شماعة الحوسسة، التي اعتبرها المنتدى مجرد “آثار جانبية للصراع الدائر بين القيادة”.

يشار إلى أن إبراهيم غالي، ما يزال في مستشفى بإسبانيا يتلقى العلاج من إصابته بفيروس كورونا المستجد، وسط استمرار الصراع بين قيادات الرابوني، لتولي خلافته في حال عدم عودته، وهو ما يتوقعه مسؤولو البوليساريو في تندوف، الذين يرجحون ألا يعود الأمين العام للجبهة، إما بسبب وفاته، أو بسبب اعتقاله من الشرطة الإسبانية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي