بعدما وجه عصيد سهام النقد للمواطنين قائلا “الذين تسابقوا في التعبير عن رغبتهم في قتل المجرم والتمثيل بجثته في الفضاء العام”، واصفا إياهم أنهم “لا يقلون وحشية عن الوحش الذي يريدون الثأر منه”، لم يتأخر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الرد على على اتهامات عصيد حيث توالت التعليقات والتدوينات ردا على الناشط الأمازيغي.
وكتب الصحافي حسن أبو عقيل، في هذا الصدد “الإعدام لمغتصب الطفل عدنان عدل إلهي”، موردا أن “المغاربة ليسوا في حاجة لخرجات أحمد عصيد التي روج لها على أساس أنك مفكر مغربي وأنك صاحب نظريات، لكن أُصرُّ من خلال هذه السطور على الإعدام لمغتصب وقاتل الطفل عدنان قبل أن يقول القضاء حكمه في النازلة، فأنا واحد من الشعب الذي يؤمن إيمانا راسخا بالقصاص الإلهي قبل القوانين الوضعية والخطابات الإيديلوجية المؤدى عنها”.
وأضاف الصحافي المغربي أن ذلك يصبوا “للقيام بواجب تنزيل أجندات خارجية تطبع مع بعض الدول التي تستبيح في قوانينها الحريات الفردية بطابعها الإباحي من مثلية وسحاق وإجهاض وضد الإعدام وعدم صوم رمضان وإعادة تصحيح القرآن وإلغاء الحديث والسنة”.
وأعقب في رسالة للأحمد عصيد، “لستَ شيخا ولا مفتيا ولا عبقريا كما يروج لك البعض مأنصارك ،أي قيمة مضافة لك في الساحة السياسية ولا الاجتماعية فليس لك أي مسؤولية تدبر بها السياسات العمومية وليس من اختصاصك لأنك تفتقد لكرسي المسؤولية لهذا ما تخرج به إعلاميا من تصريحات تهمك لوحدك، لكن لا تلوح للرأي الآخر بأن المطالبة بالإعدام لقاتل ومغتصب ليس من حق الشعب، فهذا التلويح يستدعي للشعب أن يرد عليك ليس لأنك ” واعر” وأنك تعطي الاختصاص للقضاء وحده لتظهر بصورة العاقل والمنقذ ساعة الغريق” .
وأوضح ان “كلمة الشعب فوق الكل لكونك أنت وغيرك والإدارة المغربية في خدمة الشعب، والشعب له الحق والإرادة وله الكلمة فلا تستهن بشعب وفيّ وتستخف بمطالبه وتدعي أنك رائد من رواد النصح والحقوق فأينك من الحقوق وأنت أول من يحل لنفسه ما يحرم على غيره ؟ الإعدام الذي اختاره الشعب لقاتل ومغتصب عدنان، ليس كافيا لكون الإعدام لن يجبر خاطر أب وأم عدنان فالنازلة مع سبق الإصرار والترصد يجب فيها ببتر العضو التناسلي للقاتل المغتصب ثم أن تقطع أيديه وأرجله ثم اللسان وبعدها شنقه , لكن مع كامل الأسف المواد في القانون الجنائي بعيدة عن هذا الحلم” .
“ولو طبقنا الحلم القضائي أعلاه , ما تجرأ آخرون على فعل الاغتصاب والقتل وما تجرأ أحمد عصيد على إعفاء القاتل المغتصب من الإعدام ، طبعا أحمد عصيد وبعض الجمعيات النسوية لن يعجبها كلامنا لكون ” عدنان ” ليس إبنهم لكن عندما يصاب أحد من أقاربهم سيطالبون بالإعدام والقصاص وأقسم بالله على ذلك وسنكون معكم ندافع بإعدام المجرم ولن نتنازل”. يضيف المحدث نفسه.
ومن جهته كتب الدكتور جواد الشقوري، الباحث في الفكر الإسلامي المعاصر والمكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية بالخارج، ردا على عصيد “أنتَ وحدَك الحَمل الوديع.. أمّا من أبدى رأيا مخالفا لرأيك فوحشٌ في نظرك! لا يهمك أن يكون الذي أبدى هذا الرأي عالما أو مفكرا أو مثقفا أو أديبا أو أستاذا جامعيا أو صحفيا أو فنانا أو سياسيا أو أبا أو أمّا أو أخا أو أختا…كلهم أمّيون إلا أنت.”
وتابع الشقوري “من يسمعكَ تتحدث عن حقوق الإنسان يخال أنها من صُلبك، من حقوق الإنسان احترام مشاعر وآراء الناس، كم هو محزن أن تُستعملَ حقوق الإنسان لدفن كرامة الإنسان”.
أما الكاتب والأكاديمي، إدريس الكنبوري، فقال في السياق ذاته إنه “ليس من المفاجئ أن يخرج بعض المرضى الذين يعتاشون على القمامات والمزابل للدفاع عن مغتصب وقاتل الطفل ذي الإحدى عشر ربيعا، أمثال هؤلاء يوجدون في كل مجتمع وفي كل عصر، وهم برهان على وجود الشر وصراعه مع الخير”.
وأضاف الكنبوري “هؤلاء هم دعاة الحريات الفردية المزعومة، هؤلاء هم مشرعو الاغتصاب واللوطية بين أبنائكم، هؤلاء هم أصحاب مشاريع التدمير، هؤلاء هم دعاة القتل باسم القانون في دفاعهم عن الإجهاض، هؤلاء هم سفهاء هذه الأمة، والله لا أجد الكلمات المناسبة، لكن أقول: اللهم اجعل أحزان أسرة هذا الطفل البريء نارا في قلوب هؤلاء السفهاء، اللهم أذقهم ما ذاقوا، فمن ذاق عرف”.
وفي تدوينة للكاتب والباحث السوسيولوجي العياشي الفرفار، جاءت رسالة اخرى لـ”عصيد”، فقال “بامكاني الرد عليك، وربما بخطاب متعالي يتجاوز سقف تفكيرك، الانحياز للحداثة و العقلانية و قيم الفردانية و شعارات الحرية هو انحياز خارج السياق، ربما انت مازالت عالقا في سياقات الحداثة المهترئة و المتجاوزة.”
وأكد العياشي في رسالته أن “العالم الآن يعيش موجة ما بعد الحداثة و أفول الحداثة ، لكنني لست مستعدا لخوض نقاش فكري في لحظات الوجع ،لا اعرف هل قرأت اعترافات جون جاك روسو وهو يتحدث عن العذابات النفسية التي رافقته لمدة سنين حين تعرض لاغتصاب من طرف مغربي مقيم بإحدى الكنائس لتعرف حجم الآلام و مسلسل العذاب، حين تتحدث بلغة متعالية خارج الأوجاع و تعادي انفعالات الناس و عواطفهم و أحزانهم ، فأنت لم تدرك بعد أن المعرفة هي القدرة على الإحساس بالآخر لكي تعرف الحقيقة يجب أن تعيشها أي أن يغتصب أحد أبناءك أمام عينيك، آنذاك اكتب عن الحق في الاغتصاب”.
تعليقات الزوار ( 0 )