فرضت جائحة كورونا، التي دخلت المغرب بداية شهر مارس الماضي، على الحكومة برئاسة سعد الدين العثماني، إعلان حالة الطوارئ والحجر الصحي، من أجل مواجهة الفيروس، وإلزام المواطنين بالبقاء في البيوت لمدة تزيد عن الـ 3 أشهر، في حدث لم يسبق أن عاشه أحد من المغاربة.
خلال فترة الحجر الصحي التي بدأت في النصف الثاني من شهر مارس، بحث المواطنون عن سبل لقضاء الوقت والترفيه عن النفس، فاختارت فئة مطالعة الكتب الورقية، فيما فضل آخرون الإنترنت، سواء بهدف القراءة، أومشاهدة الأفلام، أو التجول في مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن خطر آخر كان ينتظرهم في هذا الملاذ الذي فر إليه الناس من “كورونا” وتداعياته.
عدد كبير من المواطنين المغاربة، وجدوا نفسهم عرضة لهجمات إلكترونية، سرقت منهم حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو أتلفت العديد من الملفات المهمة التي كانوا يخزنونها في حواسيبهم الشخصية، وأحيانا، سلبت منهم صور شخصية لهم ولعائلاتهم وأسرهم.
كشف تقرير صادر عن شبكة “كاسبرسكي للأمن”، أن الفترة الممتدة بين شهري أبريل ويونيو، عرفت 3633.644 حادثة مرتبطة بالبرامج الخبيثة على متصفحات الإنترنت بالمغرب، حيث عمد المجرمون الإلكترونيون، إلى تحفيز المستخدين على بعث بيانات خاصة، الأمر الذي ينجم عنه، نقل البرامج الضارة لجهاز الكومبيوتر، أو فتح روابط متصلة بالمواقع تحتوي على فيروسات.
وسجلت الشبكة الشهيرة والمتخصصة في الأمن المعلوماتي هذا العدد الضخم من الهجمات، الذي جعل المغرب يأتي في المركز الـ 37 عالميا، بالرغم من أن النوع المشار إليه من الاختراقات، وفق ما أوردته، يحتاج بالضرورة إلى مشاركة المستخدم، من خلال تحميل الملف الذي يحتوي على جهازه الخاص، مباشرة من اللإنترنت حتى يتمكن المجرم من خداع الضحية.
ويلجأ المجرمون الإلكترونيون، في بعض الأحيان، إلى إيهام الضحية المحتملة، على أنه فاز في إحدى المسابقات التي تنظم على الإنترنت، وعليه إدخال معلوماته الشخصية من أجل أن يتوصل بالمبلغ الذي حصل عليه، قبل أن يجد المستخدم غير الحذر، نفسه، في موقف محرج، بعد أن يبعث بالبيانات الخاصة.
فضلا عن هذا، رصدت “كاسبرسكي”، حوالي 10 ملايين حادث برامج خبيثة محلي على أجهزة الكومبيوتر التي تستخدم شبكتها الأمنية، في المغرب، ما جعل المملكة تحتل الرتبة الـ 48 عالميا في هذا الصدد، فيما جاء حلت في الرتبة الـ 61 عالميا في ترتيب مصادر الاختراقات، في قائمةٍ تصدرتها أمريكا متبوعة بهولندا وألمانيا.
يشار إلى أن العديد خبراء الأمن المعلوماتي، يطالبون المواطنين بالتعامل بحذر مع الإنترنت، وخاصة فيما يخص بالروابط التي يتم إرسالها، والرسائل الإلكترونية التي تصل وتتحدث عن الفوز بمبلغ مالي أو بهاتف، بالإضافة إلى ضرورة توفر الكومبيوتر أو الهاتف، على برنامج حماية من الفيروسات.
تعليقات الزوار ( 0 )